معارضة في شكل مشاكسة لقصيدة الدكتور حمد حاجي (نسيبتي العزيزة)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
=== نسيبتي العزيزة ===
حماتي ترى الجار تسألني أين أنثاهُ؟ إن غاب تطلب مني تراه
عجوز تَقولُ لِابِنتِها اضربيه.. ولا ترأفي بالرجال وَصُكّي قَفاه
إذا جاء معتذرا لا تَهابيهِ ابكي وَسُبّي الذي سماهُ.. سُبّي أَباه
شكوتُ إلى الله شرّ حماتي وقلتُ: أعلمها الحب؛ تنسَ سواه..
*********
ومدّت يديها لحسن المقادة قائلة خذ يدي قَدْ وَهَى بَصَرِي
وجئتك قد وهن العظم مني وأمشي كَحَيْرَانَ يَسْري بِلاَ قَمَرِ
وسارت… كأن الطريق على الْجَمْرِ أَوْ هي تمشي عَلى الإِبَرِ
فويلي.. عجوزٌ ووصيتُها تنقص الهدر.. إن حان في ساعة الهذر..
*********
وقلت لها كيف حبك؟ قالت أمازال يأتي العجائز في آخر العُمُرِ..
تحدثني.. كنت أمشي مع صاحباتي بمقهى المدينة والكل يلحق بالأثَرِ
أعود.. كأنّيَ خطّافة وسط سرب حمائم أَخطَأَها حاذِفُ الحجر
فلا رجل يشتهي رفقتي فأعود بحزني كأنّيَ عبد الخفير بِلاَ خَفَرِ..
*********
وناولتها طرف عكازها ومشينا وفي كل خطو أردد هذي يداي
تمالكت نفسي فهذي حماتي تراود في عز صبوتها وتراخت خطاي
أخمّنُ في عرس خطافة ناوشتها القلوب وما صادها غير حماي
فيا ويلتي كيف أقنع عبد الغفير بجدوى غرام أراه وراي
*********
وكررتُ كيف الهوى فاستغربت كيف حبّ؟ أيولد طفلٌ عَلى الكِبَرِ..؟
قلتُ لها انظري السيل يأتي من القطر والماءُ ينبعُ حيناً من الحَجَرِ
فقالت أنا مثل أعجاز نخل على الرمل والعذق أَحسنُ ما كان بالثَّمَرِ
وعاندتُ قلت لها جربي الحب قد يينع الغصن بالسقي والنوء والمطر
*********
وفاجأنا الجار يدنو ليمسكها من يد، فتلوّح عكازها بوقار
وأذبَلَتِ العين حتى استوت لتقول له: مرحبا بك اهلا بداري
لقد كان يسري الهوى والصبابة تحت سقفي وخلف جداري
تقول حبيبي تعال.. خطيبي.. فيا ويح قلبي حماتِيَ تعشقُ جاري
ا====== أ. حمد حاجي..
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
“ومن يعشق حماتك سواك ”
حماتكَ تكرهُ النكد وتعشقُ الزهو والطربَ وهذا ما أنتَ تخشاهُ …
وكنتَ في بيتك مع ابنتها تعربد وتصول, وتسمعها ما لا ترضاهُ …
تقولُ لها :أغلقي الباب خلفي ولا تفتحي فمكِ ,لا تقولي أمّاهُ …
فإنْ عدتُ قبلَ المساء ,وكانت هنا سيحدث لك ما لاأتمناهُ …
********
وفي الشارع اعترضتك الحماة وفي يدها سلة للغلال وأخرى للخضر…
وقالت بعدما قبلتك ضاحكة وأنت ترتعش أنا محظوظة يا صهري …
لقد بعثك الله في طريقي فأعنّي على حمل السلال وقد تقوّس ظهري …
وكدت أسقط من التعب وكيف لا أتعب يا ولدي وأنا في هذه العمرِ …
********
وبامتعاض حملتَ السلال ,ولم تهمس ببنت شفة ,واكتفيتَ بالنظرِ …
ومدّت يدها تحاولُ مسْك ذراعكَ لكنكَ ابتعدتَ وقلتَ لها انتظري …
فقدْ يأتي جارنا ويُريحكِ منَ السيرعلى الأقدام ,ومنْ كثرة الحفرِ …
وقدْ تكون فرصة للقاء مع رجل كنتِ سألتني عنْ أنثاهُ منْ أشهرِ …
********
وكم قلتَ في السرّ:أنا أعشق العجائز, وحماتي ليس لها إلّاي …
ولكن زغردتْ عيناها حين رأت رجلا يوقف سيارة على يمناي …
ويدعوني إلى الركوب بما معي من سلال وأنْ أحث خطاي …
ومنْ خلفي قفزتْ حماتي وكادتْ تسقطُ لوْ لمْ تمْسكها يداي …
********
تبسّم الرجل الوسيم حين رآها وشدّ يمناها في لمحة البصرِ …
وأسرع نحوالباب يفتحه وعيناه تكاد تلتهم حماتك بالنظر …
وكم كانت سعيدة حين ركبت بجانبه ونسيت أنك هناك بسلة الخضر
ستركب من الخلف وستبقى طول المسافة صامتا كالحجر …
********
وكمْ حزنتَ حين رأيتها تتحدث مع الجار بكلّ لطافة ووقارِ …
وتهمس له بكلام قد تكون سمعته للمرة الأولى فاكتويت بالنارِ …
وانسللتَ من سيارة الجار خوفا من الفضيحة والعارِ …
حماتك التي تعشقها , تعشق جارك في واضح النهارِ …







Discussion about this post