قراءتي في قصيد
(بيومِ سَرْحَة) للشاعر الدكتور Hamed Hajji
——————————-
تعشقتُ راعيةً
بالبراري
غُلَاميّةً واللَّبُوسُ قشيبُ..
تُناولُني عسلا بالصباح
وعند المساء
يَلذُّ الهوى والحليبُ..
أصَاحِبُها في السُّرُوح
وأعجَبُ كيف..
يجيء سريعا غروبُ!؟
إذا لَثمَتنِي..
تغارُ الخرافُ وتثغو..
وإن بُستُها، غرّدَ العندليبُ
————————————
___وللقلب فيما يعشق مذهب و مذاهب واختيارات
وهذا الشاعر تعشّق وأحب بكل جوارحه (راعية)
وليس اول من عشق راعية ولكنه على خطى جميل بثينه يسير وبثينة كانت ترعى قطيعها
عندما التقت جميلا ودار بينهما خلاف حول المرعى ً-فشتمته وانصدم بنباهتها وهام بها، وكتب لها العديد من القصائد
وبالعودة الى قصيد (يوم سرحة)
نستشف أن عشق (الراعية) استثناء صارخ
فالشاعر سعيد بهذا الحب المتبادل بعيدا عن الصد والهجران والحرمان
حبيبان يتساقيان كاسات الهوى بكل عفوية وبراءة
البادية
وصوَّر الراعية شجاعة صريحة مع نفسها لا تخجل من حبها لحبيبها متحدية بذلك كل المحظورات
وقانون القبيلة
كلمات القصيد تحملنا على اجنحة الخيال الى مراعينا وباديتنا وجبالنا حيث يعانق الرعاة السماء
وحيث الحب على السجية يخلق من العدم حيوات
وحيث لا حدود للحلم ولا حدود للشعر الذي يبيح
المحرم ويعمده في قوالب لغوية شاعرية تجعل
من القبلة(البوسة) طقسا وصلاة تؤدى بخشوع في هيكل الحب العظيم
فالراعية طريق الى الحب والحب طريق الى الشعر والادب -هكذا اتخذ الشاعر من( يوم سرحة) مطية
لنقل هذه الصورة الحية لمشهد حي نابض من قلب حياة البادية الملأى جمالا وبساطة فنحيا النوستالجيا بكل شفافية وعمق
حين يكتب حمد حاجي تغني البادية
وتتحدث الجبال والسواقي فنصغي بكل خشوع
لصوت الجمال في اعماقنا
كما ان الشاعر يبدو خبيرا بالنفس البشرية
ومتضلعا في علم النفس حيث يخبرنا ان للحب مراحل تبلغ ذورتها لحظة (القبلة) وهذه القبلة لا تجعل الحب أقل نقاء بأي شكل لانها تمثل تعبيرا صريحا عن اتحاد روحين
والقبلة في الشعر العربي كانت مصدر إلهام الكثير من الشعراء، بداية من الشعر الجاهلي وصولا إلى قصيدة النثر الحديثة
وكأني بالشاعر أراد أن يخرج بالقبلة الايروتيكية
من دائرة الفعل الخادش للحياء التي يعاقب عليها القانون(في وطننا العربي) الى عالم شفيف نقي حيث تكون فقط طريقة للتعبير عن الحب والمشاعر الايجابيةو الحسية
فهو في هذا القصيد خلصها من جلباب (الاثارة الجنسية والشيطنة )الذي قيدها وافرغها من نقائها وسموها
وها نحن نراه أسس لقبلة مقدسة قد نطلق عليها(عربون الحب والسمو)
ملاحظة
كلمة(البوسة) من الفعل باس اي قبّل هي فارسية ونظرا لتلاقح اللغات نراها اثبتت وجودها بل وتغلبت على (القبلة العربية)
ودخلت العربية وهي مدرجة في معجم اللغة العربية المعاصر
دمت مبدعا دكتور حمد الشاعر
فائزه بنمسعود
Discussion about this post