قراءتي في رباعية(وتطلع للغصن)
للشاعر الدكتور حمد حاجي
——————————
وتطلعُ للغصن تجمَعُ من شَجَرِ الفُسْتُقِ الحبّ والضّحكَ
وأخشى النسيمَ، يهزُّ بفستانها ويحُوكَ لَنَا الشَّرَكَا
تُناولني حفنةً… كيف أرفع رأسي وكفي وجفني قَدِ ارتبكا؟
وأنزلتُها حِمْلَةً والتحمنا… تُقَشّرُ لي حبّةً فأمدُّ لها الخدّ والحَنَكَ!
—————————————————
🌿كم جميل ان يحج الشاعر الى موطئ قدمه الاول
الى مسقط رأسه
ويسير على خطى الصبا والشباب
وخاصة ان صادفت الزيارة موسم جني الفستق
سيكون هذا الحج استثنائيا بكل المقاييس
وهو فرصة نادرة للقاء الحبيبة بين اشجار الفستق
والشاعر العاشق يختلق الى جانب اسباب اللقاء أماكن وأزمنة اللقاء
وموسم جني او حصاد الفستق موسم يختلط فيه الناس -وتعمى الى حين عيون العواذل والوشاة
فيلتقي الاحبة ويتبادلون الود والهوى
والحبيبة تطلع الغصن لجمع حبات الفستق
وهي سعيدة توزع الضحكات والحبيب يرقب حركاته ويقاسمها سعادة اللحظة
ولكنه يخاف لو يرفع النسيم فستانها وكأن جانية الفستق لم تحصن نفسها
علما ان شجرة الفستق شجرة قصيرة ولا تحتاج من يتسلقها لجني ثمارها
ولكن الشاعر جعلها عملاقة وتحتاج من يطلعها
ليجد مبررا لـ(هز الفستان) ويقع في شرك الهوى وشراك الهوى متعددة ولا ترحم ولتكتمل الصورة الشعرية بعملية الانزال اي تلقي الحبيبة وهي تتدلى من الغصن…
ويكسر افق الانتظار ويغير وجهة خيال المتلقي
حين تناوله حفنة من حبات الفستق وكما غير الشاعر دفة تصورنا غيرت الحبيبة اتجاه نظر الحبيب حيث صرفته عمّا يخفي الفستان (اي المادي) الى ما هو ارقى واسمى اي (الروحاني)
فينزلها محمولة بين ذراعيه.. وكل حركات الحبيب يتقرب بها زلفى لحبيبته التي ستمده بالفستق مقشرا جاهزا ليستهلكه بنفس راضية وقلب مطمئن
ومن الملاحظ
ان للشاعر لغته الشاعرة تلك اللغة الفردية الخاصة التي ابدعها فميّزته ومنحته قدرة سحرية على التعبير عنها حيث له علاقة وطيدة بقصيدته… فقصيدته تشبهه تماما وهي ابنة خصوبة خياله الذي يصوره وينقله بواقعية نابضة على ركح مسرح القصيدة
دمت مبدعا دكتور حمد الشاعر
فائزه بنمسعود







Discussion about this post