في مثل هذا اليوم29سبتمبر1960م..
الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف يفسد اجتماعًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما انفجر غاضبًا عدة مرات وقام بالضرب على الطاولة بكلتا يديه عدة مرات.
فى مثل هذا اليوم وفى مطلع خريف كل عام، يجتمع قادة وزعماء ورؤساء دول العالم تحت قبة الجمعية العامة في نيويورك، يتساوون في أصواتهم مرة واحدة، فيما يحتكر مجلس الأمن الدولي بمقاعده الخمس دائمة العضوية أصوات الـ12 شهرا الأخرى.
يحرص المجتمعون في الأمم المتحدة على الاعتناء بأدق التفاصيل، وعلى الرغم من الرصانة وتشذيب الكلمات المنمقة بدقة، إلا أن الجمعية العامة شهدت كثير من الأحداث المضحكة التي سجلت علامات فارقة في تاريخ المنظمة الدولية، ووفقا لصحف «الشرق الأوسط، والأهرام، والحياة»، كانت «قمة حذاء خورتشوف»، أو Shoe-banging incident، من أبرز الأحداث التي شهدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ولا تزال محفورة في أذهان العالم حتى يومنا هذا.
وبدأت الواقعة بعد مناقشة حادة مع الكتلة الغربية بزعامة الأمم المتحدة حول الصين الشعبية والفلبين، حين رفضت الولايات المتحدة منح الاعتراف بالصين الشعبية الشيوعية بدلاً من الصين الديمقراطية، وعندما اتهم الزعيم السوفيتي واشنطن بانتهاج سياسية استعمارية في الفلبين، ورد الغرب عليه بضرورة منح أوروبا الشرقية استقلالها، استشاط «خروتشوف» غضبا وخلع حذائه وضرب به بقوة على منبر الجمعية العامة بالترافق مع سيل من الشتائم باللغة الروسية.
واستخدم «خروتشوف» حذاءه مرتين في الدق على المائدة أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تعبيرا عن غضبه من سياسة الأمم المتحدة وفشل أمينها العام في ذلك الوقت الدبلوماسي السويدي، داج هامرشولد، حيث دعا رئيس الوزراء السوفيتي إلى إقالة «هامرشولد» وإلغاء منصب الأمين العام للأمم المتحدة وتعيين لجنة ثلاثية تضم ممثلاً للمعسكر، وآخر للمعسكر الشرقي، وثالثا لمعسكر عدم الانحياز لتولي إدارة المنظمة الدولية.
كان الرجل قد أثار جوا عاصفا في الاجتماعات بسبب إصراره على مقاطعة زعماء الدول الغربية أثناء إلقاء كلماتهم أمام الجمعية العامة، كان رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت، هارولد ماكمليان، صاحب الحظ الأوفر من غضب الزعيم السوفيتي بسبب تأكيده ثقته في قدرة وكفاءة «هامرشولد» كأمين عام للمنظمة الدولية.
وفي الوقت الذي أبدى فيه أغلب الحضور تقديرهم لكلمات رئيس الوزراء البريطاني بشأن «هامرشولد»، استشاط «خروتشوف» غضبا وظل يدق بكفيه على المائدة الموجودة أمامه.
وعندما بدأ «ماكمليان» يتحدث عن القمة الرباعية الأخيرة في باريس التي عقدت بعد إسقاط طائرة تجسس أمريكية فوق الاتحاد السوفيتي وشارك فيها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا، بدأ «خروتشوف» يصرخ باللغة الروسية ويلوح بإصبعه.
وكانت ترجمة كلماته تعني: «لا ترسلوا طائرات يو 2 (طائرات التجسس الأمريكية) أنتم تدعمون العدوان»، ثم تجددت مقاطعة «خروتشوف» بصورة أشد عنفا عندما انتقل رئيس الوزراء البريطاني إلى الحديث عن التفتيش ومراقبة عملية نزع الأسلحة، حيث قال «ماكمليان» إنه يتفهم مخاوف الاتحاد السوفيتي من أن تتحول عمليات التفتيش إلى غطاء لعملية التجسس.
وفي نهاية الاجتماع اتهم «خروتشوف» الأمم المتحدة بالانحياز إلى جانب القوى الاستعمارية في العالم، وبعد فورة الغضب التي أدهشت الحضور، أبقى «خروتشوف» فردة حذائه على منبر الجمعية العمومية وعاد بفردة حذائه الأخرى إلى مقعده هادئا، وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة، وأطلق على هذه هذه القمة اسم «دورة حذاء خروتشوف».!!
Discussion about this post