همسة
ريم العبدلي – ليبيا
فى الكوخ المهجور أقف والخوف يحيط بقلبي المتجمد من شدة البرد، وأنا أستمع إلى صوت حبات المطر فى تلك الليلة المظلمة،
وكلي أمل بأن أجد بقعة ضوء تنتشلني من هذا الظلام الدامس ، وإذا بصوت النوافذ المتهالكة تتخبط بصوت قوي ، حاولت الهروب من تلك الأصوات بفتح محفظتي الممتلئة بصور الذكريات ، أنظر إليها صورة تلو الأخرى ، والدموع كادت أن تحرق وجنتيّ ، والخوف يأكل قلبي، يشدني الحنين إلى ماضٍ جمعنا فى بيتنا الكبير ، ونحن نختبئ في غرفة حينما نتضايق من عبث الأيام معنا، وفجأة يُفتح الباب ولم أر من خلاله أحدا سوى صوت لم يكن غريبا عني ، بل هو صوت أبى الذي ضمني إليه وهو يهمس في أذني: «كونى قوية يا ابنتي ، وأغلقي دفتر الذكريات
وكافة الأبواب المظلمة بقوة الإدارة والعزيمة ، ولا تستمعي إلا لصوتك الداخلي ، ولا تدعي الحياة تهزمك».
استمددت نفسي من خلال همساته ، وأخرجت الخوف من داخلي ، وما أن التفتُّ لم اجد أبى ، حاولت أن أصرخ بأعلى صوتى ولكني أيقنت حينها أن صرخاتي لن تجدي نفعا ، ووعدت أبي أن أُخرج نفسي من تلك القوقعة ولن أسمح لأنياب الوحوش الكاسرة بأن تنال مني.
Discussion about this post