القهر القديم.
قصة قصيرة بقلم/ عونى سيف ، القاهرة.
جلس خورشيد باشا ذو الأصول التركية على أريكة فخمة من خشب السنديان مرصعة و مزينة بأنواع و ألوان كثيرة من الصدف.ذلك فى استراحة خاصة به فى أحدى مزارعه . فهو له مزرعة كبيرة فى شمال الصعيد ، و له مزارع عدة فى الفيوم وقال لكاتب الوسية:
– هاتو الفلاح الزفت اللى إسمه حسانين دا عاوز اشوفه عمل كدا ليه؟
ذهب كاتب الوسية و احضر حسانين.
– حسانين اهو يا خورشيد باشا.
– سرقت ليه شوال القمح يا فلاح خرسيس؟
– يا باشا انا بزرع و اقلع طول السنة ، و الباشكاتب اعطانى شوالين قمح بس ، فى نهاية موسم الحصاد.خلصوا يا باشا و السبعة عيال جعانين ، اسيبهم يموتو من الجوع.
– انت اخدت حصتك ، ولازم تتحاسب على السرقة دى ، لازم تكون عبرة لكل الفلاحين!
و بعدين من قالك تخلف سبعة عيال، يا خرسيس ،يا فلاح .
أمر الباشا خفراء الوسية بجلد حسانين سبعون جلدة و حبسه فى سجن الوسية شهر كامل بوجبة واحدة فى اليوم لكى لا يكرر هذه الفعلة مرة أخرى ، و يكون عبرة لكل الفلاحين.
أنهى حسانين فترة العقوبة ، و خرج من سجن الباشا، وجد زوجته تعيش على استجداء القمح من الجيران ، بل كانت تتجول فى القرى المجاورة لكى تشحذ الخبز من أجل الاطفال.
طار عقل حسانين ، و اخذ يفكر فى حاله و حال الفلاحين. فكر فى سرقة المحصول من الباشا بتخطيط الأمر جيداً. لكن الفلاحين نصحوه ألا يفعل .فهذا سوف يسبب العناء لهم جميعاً.
و لن يمر مرور الكرام.
و قال له أحد الفلاحين ، هذا يا حسانين حال البلاد ، الفلاحين يعملون لدى البشوات و البكوات ، اذهب إلى الباشا و ارجوه أن يزيد حصتك من القمح .
وافقهم حسانين على هذا الرأي. و فى الصباح قابل كاتب الوسية وطلب منه مقابلة الباشا.
دخل حسانين بهو القصر ، و انتظر نزول خورشيد باشا من الدور العلوي.
نزل الباشا:
– ماذا تريد يا فلاح ، يا لص ؟
– أريد رضاك يا سعادة الباشا، أريد أن أقبل يديك.
و اخذ حسانين فى تقبيل يدين الباشا ،و أثناء تقبيله استل منجل حاد من تحت الجلباب و طعن به خورشيد باشا فى قلبه.
Discussion about this post