في مثل هذا اليوم12 اكتوبر 1999م..
قائد الجيش الباكستاني الجنرال برفيز مشرف يطيح بحكومة نواز شريف بانقلاب عسكري.
أطاح انقلاب عسكري قاده رئيس الاركان الباكستاني الجنرال برويز مشرف بحكومة نواز شريف الذي تم اعتقاله. واعلن مشرف في كلمة متلفزة فجر اليوم ان القوات المسلحة اضطرت الى التدخل من اجل (وقف الفوضى) واتهم شريف باتباع سياسات انانية ادت الى زعزعة الاسس التي تقوم عليها باكستان . واضاف ان الوضع في البلاد مستقر وتحت السيطرة دون ان يكشف عن مصير شريف. وكان متحدث عسكري باكستاني اعلن في وقت سابق ان شريف ورئيس المخابرات رهن الاعتقال دون ان يحدد مكانهما. ولم يذكر مشرف في كلمته اي تفاصيل عن خطط مابعد الانقلاب. وجاء اعلان مشرف بعد حوالي عشر ساعات من اعلان شريف انه عزل مشرف من منصب قائد الجيش وعين بدلا منه رئىس المخابرات ( الجنرال ضياء الدين) . وقال مشرف فى بيان مسجل اذاعه التليفزيون الباكستانى أن حالة من التخبط والتشكك تسود البلاد من جراء سياسات نواز شريف. وأضاف ان جميع المؤسسات فى البلاد قد تم تدميرها والتلاعب بها فضلا عن تدهور الاقتصاد فى البلاد بقوة, وأشار الى ان السياسات التى تم اتباعها لخدمة مصالح البعض قد أساءت الى مؤسسات الدولة. وقال برويز مشرف فى بيانه ان الجيش كان يواجه دائما مطلبا شعبيا بالتدخل لمواجهة الموقف الذى يزداد سوءا يوما بعد يوم مشيرا الى انه كان يتم ابلاغ هذه المطالب لنواز شريف الا انه لم يتم اتخاذ ذلك موضع الجد من جانب رئيس الوزراء وأكد برويز مشرف ان اهتمامه الوحيد هو اصلاح شأن البلاد. وقال مشرف انه على الرغم من كل نصائحه للحكومة الا ان الحكومة تحولت ضد الجيش وحاولت التدخل فى شؤونه وهو المؤسسة الوحيدة الباقية التى لاتزال تتمتع بثقة وافتخار الشعب. وحول محاولة نواز شريف الاطاحة به قال رئيس اركان الجيش الباكستانى والذى يسيطر على الوضع حاليا فى البلاد انه بينما كان فى طريق عودته لباكستان قادما من سريلانكا حيث كان فى زيارة خاصة تم رفض السماح للطائرة التى كان يستقلها بالهبوط وتم اصدار الاوامر لها بتحويل مسارها لاى بلد آخر وذلك على الرغم من نقص الوقود بها وتعريض المسافرين للخطر. واضاف انه بفضل الاجراء السريع للجيش تم انهاء هذا المخطط الشرير, واكد ان الاجراء الذى اتخذه الجيش جاء كملاذ أخير لمنع المزيد من التدهور وعدم الاستقرار فى البلاد. وشدد على ان الجيش سيسعى من اجل الحفاظ على وحدة واستقلال البلاد مطالبا الشعب بالوقوف وراء الجيش وطالب فى الوقت نفسه الجميع بعدم ترك اى قوة خارجية تعتقد بأن بمقدورها استغلال الموقف. وعلى مدى عشر ساعات سبقت كلمة مشرف ساد الغموض الوضع في البلاد بعد ان سرت انباء إطاحة الجيش بالنظام الديمقراطي عبر حركة انقلابية جرت تحت عيون اجهزة الاعلام وفي صمت مطبق من قبل منفذيها ووضعت الهند قواتها في حالة تأهب وعقد رئيس وزرائها المكلف اتال فاجبايي اجتماعا طارئا مع كبار مساعديه ودعت امريكا الى احترام الدستور الباكستاني (بنصه وروحه) , والمحت الى احتمال عدم التعاون مع النظام العسكري. ورغم ان وكالات الانباء والمحطات الفضائية رصدت مراحل اطباق العسكر على مؤسسات الدولة ورجالها الا انها اخفقت في كشف هوية قادة الانقلاب الذين التزموا الصمت قبل كلمة مشرف, فبعد نحو ثلاث ساعات من بدء الانقلاب اعلن التلفزيون الباكستاني عزل شريف بعد 31 شهرا على بقائه في السلطة. وجاء تحرك الجيش عقب ساعتين على اعلان شريف اقالة مشرف فيما كان في مهمة في سريلانكا. واعتبر الانقلابيون اقالة رئيس الاركان محاولة من شريف للهيمنة على المؤسسة العسكرية وحاولوا حسب بعض المصادر اجبار رئيس الوزراء على الغاء قرار اقالة رئيس الاركان غير ان شريف رفض الانصياع لضغط العسكر. ويعزو مراقبون التصعيد بين رئيس الوزراء ورئيس الاركان الى خلاف بين الجانبين ازاء الاسلوب الذي ادار به نواز شريف معركة الصراع الاخيرة مع الهند في كشمير خاصة قراره بالانسحاب من المواجهة. وباستثناء الجنرال مشرف لم يصعد اسم اي من القادة العسكريين الى دائرة الضوء, وكان رئيس الاركان قد هبط في مطار كراتشي لدى عودته من سريلانكا وتوجه الى قاعدة عسكرية في المدينة نفسها. وكان نواز شريف عين رئيس الاستخبارات الجنرال ضياء الدين رئيسا للاركان بعد اقالة الجنرال مشرف. وقد سمع دوي في العاصمة اسلام اباد وفسر البعض ذلك بوجود جيوب عسكرية مناهضة للانقلابيين. وقال شهود عيان ان الانقلابيين يسيطرون على الوضع تماما فيما اعلن التلفزيون ان رئيس الاركان الجنرال مشرف (سيسجل خطابا) دون ان يحدد موعدا لبث هذا الخطاب.!!







Discussion about this post