في مثل هذا اليوم23اكتوبر1941م..
رئيس الأركان السوفيتي جورج زيخوف يتولى قيادة عمليات الجيش الأحمر لوقف تقدم الألمان إلى روسيا وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية.
غيورغي قسطنطينوفيتش جوكوف (بالروسية: Гео́ргий Жу́ков)، (مواليد 1 ديسمبر 1896 – الوفاة 18 يونيو 1974) كان قائد عسكري في الجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية. يعتبر من أكثر القادة العسكريين الذي لعبوا دوراً محورياً في قيادة الجيش الاحمر لتحرير الاتحاد السوفيتي وبقية الدول من الاحتلال النازي حتى وصل إلى برلين، كما يعتبر من أكفئ القادة في التاريخ السوفيتي والروسي، من بين العديد من القادة العسكريين خلال الحرب العالمية الثانية، جوكوف كان أكثرهم من حيث عدد الانتصارات والقائد الوحيد الذي يخلو سجله من الهزائم، موهبته في القيادة العملية والاستراتيجية اعترف بها كثير من قادة الحلفاء، مثل بيرنارد مونتغمري ودوايت ايزنهاور، إنجازاتة في تحسين المعرفة البشرية العسكرية من الناحية النظرية والتطبيقية عادت بفوائد عظيمة للاتحاد السوفيتي والعالم كله، يعتبره كثيرون بأنه «عراب النصر السوفييتي» بينما يذهب البعض إلى اعتباره أعظم قائد عسكري في القرن العشرين.
في نهاية أيار 1923 أصبح جوكوف قائد فوج الفرسان التاسع والثلاثين، وبنهاية عام 1924 التحق بالمدرسة العليا للفرسان وتخرج منها في نفس العام وثم عاد لقيادة الفوج، في عام 1930 أصبح جوكوف قائد لواء الفرسان الثاني، وفي عام 1933 عين جوكوف قائداً على الفرقة الرابعة لسلاح الفرسان، في عام 1937 أصبح قائد الفيلق الثالث لسلاح الفرسان وفي عام 1938 أصبح نائب قائد المنطقة العسكرية البيلاروسية للفرسان
في عام 1938 تولى جوكوف قيادة الجيش المغولي السوفيتي الأول وشن حملة عسكرية ضد جيش كوانتونغ الياباني على الحدود بين منغوليا واليابان، كانت هذه الحملة حرب غير معلنة استمرت من عام 1938 إلى عام 1939 بدأت على شكل مناوشات بسيطة على الحدود ثم تصاعدت لتصبح حرباً شاملة دفع فيها اليابانيون 80 ألف جندي و180 دبابة و450 طائرة، أدت هذه الأحداث إلى اندلاع معركة استيراتيجية حاسمة في معركة خالخين غول، جوكوف طلب تعزيزات كبيرة وفي 20 أغسطس 1939 بدأ الهجوم السوفيتي بعد وابل من نيران المدفعية، تقدمت 500 دبابة سوفيتية من نوع بي تي-5 وبي تي-7 مدعومة بالمقاتلات والقاذفات السوفيتية، كانت هذه أول معركة عسكرية للقوات الجوية السوفييتية، قرر جوكوف محاصرة اليابانيين فتقدم لوائين من الدبابات إلى الأمام ثم افترقا وبعد وصولهم إلى نهاية خالخين غول بدأ اللوائين يقتربان من بعضهما فارضين حصار خانق على القوات اليابانية من أربع جهات إضافة إلى القصف الجوي والذي أدى إلى تشتيت القوات اليابانية وأدى إلى استسلام الجيش الياباني السادس بنهاية المطاف وقبل 31 أغسطس 1939 تم تطهير اليابانيين من الحدود المتنازع عليها، كان لهذه الحملة أهمية إستراتيجية وتكتيكية، جوكوف أظهر واختبر قدرات الجيش الأحمر وتكتيكاته التي سيستخدمها لاحقاً ضد الألمان، إضافة إلى ابتكار جوكوف تقنيات عسكرية حديثة لم تستخدم سابقاً مثل نشر الجسور تحت الماء وتطوير الدبابات باستبدال محركاتها القابلة للانفجار بمحركات ديزل حديثة إضافة إلى تحسين الكفاءة القتالية للمشاة والدعم المعنوي والخبرة والتدريب الشامل، وفي اندلاع الحرب العالمية الثانية تم نشر الضباط المشاركين في معركة خالخين غول على الفرق التي تفتقر إلى الخبرة للاستفادة من خبرة هولاء الضباط، بسبب النصر الذي حققه تم تكريم جوكوف بوسام بطل الاتحاد السوفيتي، في عام 1940 أصبح جوكوف جنرال وفي عام 1941 أصبح رئيس الأركان العامة للجيش الاحمر.
المناورات العسكرية
في خريف 1940 بدأ جوكوف بإعداد الخطط العسكرية حول الدفاع عن حدود الاتحاد السوفيتي الغربية في حال حصول هجوم الماني خصوصاً أن الاتحاد السوفيتي بدأ يتوسع غرباً بعد احتلال بولندا، في مذكراتة يقول جوكوف بأنه في تلك الفترة بدأ بمناورات عسكرية تدريبية على الحدود الغربية وقال إنه في هذة المناورات قاد «القوات الزرقاء» (قوات الغزو المفترض) بينما كان خصمه الكولونيل دميتري بافلوف يقود القوات «الحمراء» (القوات السوفيتية المفترضة) وأشار جوكوف إلى أن القوات الزرقاء كانت مكونة من 60 فرقة بينما الحمراء مكونة من 50 فرقة، جوكوف في مذكراته وصف أحداث المناورات والتي تشبه كثيراً الأحداث الفعلية للغزو الألماني، المؤرخ بوييليف ذكر في مقالته في مجلة «التاريخ العسكري» تفاصيل المناورات العسكرية، وقال إن المناورات العسكرية تم تقسيمها إلى قسمين الأولى بدأت من 2-6 يناير (من الاتجاه الشمالي الغربي) والثاني من 8-11 يناير (في الاتجاه الجنوبي الغربي)، الشرط الأول للمناورة الأولى هو قيام القوات الغربية بمهاجمة القوات الشرقية، وفي الأول من آب وصلت القوات الشرقية إلى الحدود، في ذلك الوقت بدأت المناورات وكانت القوات الشرقية لها تفوق عددي على سبيل المثال كانت مكونة من (51 فرقة مشاة مع مضادات الدبابات ضد 8811 دبابة) وفي النهاية تمكنت القوات الشرقية (قوات جوكوف) من تطويق القوات الغربية وتدميرها.
الجدل حول خطة الحرب ضد ألمانيا
في 2 فبراير وكرئيس أركان الجيش الأحمر ووزير الدفاع، شارك جوكوف بوضع خطة استيراتيجية لهجوم سوفيتي على ألمانيا في حالة قيام الألمان بإعلان حرب على حلفائها، الخطة اكتملت في موعد لايتجاوز 15 مايو 1941 ، بعض الباحثين (على سبيل المثال فيكتور سوفوروف) استنتج بأن في يوم 14 مايو قام كل من سيميون تيمشينكو وغيورغي جوكوف بتقديم اقتراح إلى ستالين لشن هجوم وقائي ضد ألمانيا عن طريق جنوب بولندا، عن طريق احتلال حدود يستلا والاستمرار في التقدم وصولاً إلى كاتوفيتشي أو حتى إلى برلين (في حال انسحاب الألمان من بولندا) أو التقدم إلى ساحل بحر البلطيق (في حال عدم انسحاب الالمان ودفاعهم عن شرق بولندا وبروسيا الشرقية) كان من المفترض أن يصل المهاجمين السوفييت إلى ارصوفيا، دبلن ومن ثم السيطرة على وارسو قبل الهجوم على الجنوب وفرض الهزيمة النهائية على الألمان في لوبلين، المؤرخون لايمتلكون الوثائق الأصلية التي يمكن أن تؤكد وجود مثل هذه الخطة، في إحدى المقابلات في مايو 1965 قال جوكوف إن ستالين لم يوافق على الخطة بل كان يريد المزيد من الوقت من أجل تنظيم وتسليح الجيش الاحمر ورغم ذلك لم توجد وثائق في الأرشيف السوفيتي تؤكد وجود مثل هذه الخطة.
في 22 يونيو وقع جوكوف توجيه «مندوبي الشعب للدفاع» والذي نص على حملة شاملة لتطويق تجمعات الالمان في سوفالكي ثم تطويق وتدمير الالمان في اتجاه فلاديمير-فولينا والاستيلاء على منطقة لوبلين، على الرغم من التفوق العددي الا ان هذة الحملة فشلت وتم تدمير وحدات الجيش الاحمر من قبل الفيرماخت، لاحقاً قال جوكوف بأنه وقع على هذا التوجيه بضغط من القيادة، وفي 29 يوليو 1941 ازيل جوكوف من منصب رئيس الاركان العامة بسبب عدم مشاركته في معركة كييف حيث اعتقد لو ان السوفييت دافعوا عن كييف سيتم تطويقهم وهو ماحصل فعلاً، وفي اليوم التالي تم تعيينة قائداً لجبهة الاحتياط وهناك كان يشرف على هجوم ييلنيا، في 10 سبتمبر 1941 أصبح جوكوف قائد جبهة لينينغراد وكلف بمهمة الدفاع عن المدينة بجانب جدانوف وفوروشيلوف وقد نجح في تلك المهمة، في 6 اكتوبر 1941 أصبح جوكوف ممثل القيادة العليا (الستافكا) في الجبهة الغربية وجبهة الاحتياط وادمجت هذة الجبهات بجبهة واحدة سميت بالجبهة الغربية تحت قيادة جوكوف، لاحقاً اتخذ جوكوف أحد أهم القرارات التي ساهمت بتغيير مجرى الحرب حيث ادرك ان اليابانيين لن يهاجموا الاتحاد السوفيتي وانهم مشغولون بحربهم ضد الولايات المتحدة فقام بسحب القوات السوفيتية المتمركزة في سيبيريا وجلبهم إلى موسكو، يعد قرار جوكوف من أهم العوامل التي ساهمت بصد الالمان في معركة موسكو، بعدها شن جوكوف هجوم مضاد ضخم في معركة رجيف كبد فية الالمان خسائر فادحة تصل إلى 330 الف جندي، في اواخر آب 1942 وبسبب انتصاراته أصبح جوكوف نائباً لستالين وتم ارساله إلى الجبهة الجنوبية الغربية لتولي مسؤولية الدفاع عن ستالينغراد، قام بالتخطيط مع المارشال فاسيلفسكي للهجوم المضاد وقام بتطويق الجيش الالماني السادس واجبره على الاستسلام، بعد هزيمة الالمان في معركة ستالينغراد تم ارساله إلى جبهة كالينينغراد حيث قام باستحداث عملية عسكرية سميت بعملية المريخ انتهت بخسارة الالمان لـ 40 الف جندي، في كانون الثاني 1943 شن جوكوف عملية لفك الحصار عن لينينغراد بجانب كليمنت فوروشيلوف وتمكن من فك الحصار ثم انتقل إلى جبهة البلطيق وشن عملية «ايسكرا» (الشرارة) التي كبدت الالمان 110 الف سفينة حربية، في يوليو 1943 كان جوكوف العقل المدبر لمعركة كورسك والتي شن فيها هجوم مضاد تكبد فيه الالمان خسائر فادحة تصل إلى 15% من مجموع ترسانتهم العسكرية، في 12 فبراير 1944 جوكوف قام بتنسيق العلميات العسكرية على الجبهتين الأوكرانيتين الأولى والثانية، في مايو 1944 شن جوكوف عملية باغراتيون التي كبدت الالمان خسائر عالية تصل إلى مليون جندي ومن ثم قام جوكوف بتنسيق العمليات العسكرية في الجبهات البيلاروسية الثلاث من اجل الاعداد لتحرير بلغاريا، في 16 تشرين الثاني أصبح جوكوف قائد الجبهة البيلاروسية وشارك في المعركة من اجل برلين، وقال لقواته:(تذكروا اخواننا واخواتنا امهاتنا وابائنا زوجاتنا واطفالنا ممن عذبوا حتى الموت على يد النازيين لكننا لن نرد عليهم بمثل وحشيتهم) ورغم توصية جوكوف للجنود الا ان قوات الجيش الاحمر ارتكبت أعمال انتقامية خلال معركة برلين، بعدها دخل جوكوف إلى برلين مع عدد من القادة السوفييت وحضرمراسيم توقيع وثيقة استسلام الالمان.
بعد استسلام ألمانيا، أصبح جوكوف قائد المناطق الالمانية الخاضعة للسيطرة السوفيتية وفي 10 حزيران عاد جوكوف إلى موسكو لتحضير موكب النصر وقد عينة ستالين قائداً عاماً على العرض وفي ليلة 24 حزيران عاد جوكوف إلى برلين واستئناف قيادتة، في ايار 1945 رأى جوكوف تردي الاحوال المعيشية لسكان برلين الالمان الامر الذي جعلة يصدر ثلاث قرارات هامة من اجل رفع المستوى المعاشي للمدنيين الالمان وهذة القرارات:
القرار رقم 63 (11 مايو 1945) توفير الغذاء لسكان برلين الالمان
القرار رقم 64 (12 مايو 1945) السماح بترميم وصيانة قطاع الخدمات في برلين
القرار رقم 80 (31 مايو 1945) توفير امدادت الحليب للاطفال الالمان في برلين
جوكوف طلب من الحكومة السوفيتية إرسال مواد غذائية إلى برلين تتضمن 000 ,96 طن من الحبوب، و 60 ألف طن من البطاطا، و 50,000 ماشية، وآلاف الأطنان من المواد الغذائية الأخرى، مثل السكر والدهون الحيوانية، وعندما اعترض بعض القادة السوفييت اجابهم جوكوف(نحن نكره النازية لكن يجب علينا احترام الشعب الألماني) وقد بذل جوكوف جهود كبيرة من اجل رفع المستوى المعاشي للمواطنيين الالمان في برلين وبقية المدن الالمانية الخاضعة للسيطرة السوفيتية، إضافة إلى ذلك عندما كان قادة الحلفاء يسافرون إلى برلين كانوا يستخدمون الطائرات ويدخلون المدينة راكبين سيارات اما جوكوف فقد استخدم عربة قطار قديمة لنقلة إلى برلين ودخل المدينة سيراً على الاقدام حتى لايذل الشعب الالماني، من 16 يوليو إلى 2 اب شارك جوكوف في مؤتمر بوتسدام بجانب قادة الحكومات المتحالفة، جوكوف إنشاء علاقات طيبة مع بقية القادة مثل دوايت ايزنهاور(الولايات المتحدة) وبرنارد مونتغمري(بريطانيا) والمارشال جان دي لاتر(فرنسا) وناقش معهم العديد من المسائل مثل الحكم على مجرمي الحرب النازيين واعادة العلاقات مع ألمانيا والحلفاء وهزيمة الامبراطورية اليابانية، كان اقرب صديق لجوكوف هو الجنرال الأمريكي ايزنهاور واشاد الجنرال جان دي لاتر بصداقتهما حيث قال:(ينبغي ان تتطور العلاقات السوفيتية-الأمريكية لو واصل ايزنهاور وجوكوف العمل معاً) في عام 1946 تم تعيين جوكوف قائداً على المنطقة العسكرية في اوديسا وفي يناير 1948 اصيب جوكوف بنوبة قلبية رقد على اثرها لمدة شهر في المستشفى، طوال هذا الوقت كان بيريا يحاول الإطاحة بجوكوف خوفاً من تنامي شعبيتة ونفوذة وحتى لايفقد بيريا منصبة ويحل جوكوف محلة، في البداية قام بيريا باعتقال مرؤوسي جوكوف وقام بتعذيبهم في سجن ليفورتوفو من اجل استفزاز جوكوف، لكن محاولتة فشلت، الفشل لم يثني بيريا من تلفيق التهم ضد جوكوف حيث اتهمة بالفساد والاختلاس واستدل على ذلك بعربة القطار التي يحتفظ بها جوكوف، اما جوكوف فقد اوضح ان عربة القطار قديمة وبالية وانة يحتفظ بها للذكرى لانها العربة التي انتقل بها إلى برلين!!
Discussion about this post