غزة العزه ..
ما بين غزه والجنوب اللبناني مشيمه من كبرياء ورجوله تعلم الأعراب طعم النصر فلسانهم مقطوع وحاسة الذوق معدومه عندهم .
هي مريم في الناصره ..
مشطت شعرها ولبست اجمل اثوابها وتكحلت بإثمد حجازي لعل سيدنا محمد جلبه معه ليلة الإسراء وأراكت فمها بمسواك عربي المنشئ قبل أن تدخله يد الغش من الأعراب..
تجهزت وتطيبت وغذت السير بإتجاه النخله …
حيث صف من الملائكه في استقبالها .
جائها المخاض فغض الطرف الملائكه يرنون بعيونهم للسماء متضرعين رافعين أكفهم يبتهلون .
نور من السماء سقط بجانب مريم وهي تضع طفلها .
استلقفته وإذ بمكتوب من الله يهدء روعها ويدعوها أن تهز جزع النخله فتساقط عليها رطب جنيا .
فأكلت بعض منه فسرى في اعماق ذاتها سكينه وسقط جنينها من احشاء رحمها بدون أن تشعر .
ها هي اليوم تستيقظ وهي تزلغط ووليدها بين زراعيها وترمي برطب نخلة العزه والنصر لأهل غزه الصامدون .
هناك هناك ..هناك في غزه ولادة من نوع آخر.
هناك كانت الرجوله تهز بجزع نخلة الثبات والتصميم والكرامه والاراده فتساقط رطب من نوع آخر فوق الناصره بارود ونار ..
فوق رأس المحتل .
كانت مريم تدعو الله بجانب النخله أن ينصر اهل غزه والجنوب اللبناني لأنهم يحملون جبل من كرامه فقدها الأعراب.
وهل يسيل الزيت المبارك إلا أن تعصره أنياب الألم .
وهل يولد الرجال العظماء إلا من ألم عظيم .
عصرت أرواح غزه خزلان الأعراب لهم وحصارهم لهم والتواطئ عليهم مع المحتل .. كانوا أكبر ماركه عالميه في بضاعة النداله والعماله والتردي..
لكن من يكن الله معه من يكن عليه لو اجتمعت كل الدنيا .
كان خبز رجال المقاومه طحينه الاعتماد على الله والدفاع عن أرضهم.
هو الله مد يده ليمسح بها صدور المظلومين من عباده الواثقين بنصره ..
فبارك لرجال الله في غزة العزه وفي الجنوب اللبناني وادخل السكينه إلى قلوبهم .
هي مريم مازالت تزلغط وترش الورود عليهم من الناصره وتبارك لهم ووليدها يبتسم .
هي نخلة الحق والجهاد أمطرت رطب من قنابل فزع وقلق وجزع للمغتصبين في الناصره وحيفا والمثلث وايلات .
ربحتم البيعة ايها المجاهدين مع الله .
هو البناء حتى لو تساوى مع الأرض تعيد بناءه الرجال أما بناء الإنسان من يعيده .
هي الأرواح لو زهقت فالنساء مباركة ارحامها وولاده .
بوركت سواعدكم.
وما النصر إلا من عند الله.
لا نملك إلا الدعاء في لج الليل ونحن نهمس لله عن قرب في حضرته وجباهنا خاشعة له أن ينصر رجال الله .
أن ينصر من نصره .
وما زالت مريم تهز بجزع الدعاء لهم وبصرها للسماء وقلبها نحو غزه .
بقلم
طارق حامدي







Discussion about this post