فى مثل هذا اليوم 29 اكتوبر2019م..
المُظاهرات الشعبية اللبنانية تستمر للأسبوع الثاني على التوالي ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يُقدّم استقالته تجاوبًا مع مطالب المتظاهرين بتغيير الرئاسات الثلاث.
ثورة 17 تشرين الأول أو الاحتجاجات اللبنانية 2019-2021، هي سلسلة من الاحتجاجات المدنية التي تجري في لبنان، والتي اندلعت في البداية بسبب الضرائب المخططة على البنزين والتبغ والمكالمات عبر الإنترنت على تطبيقات مثل واتساب، لكن سرعان ما توسعت لتصبح إدانة على مستوى الدولة للحكم الطائفي، ركود الاقتصاد، البطالة التي بلغت 46% في 2018، الفساد الموجود في القطاع العام، التشريعات التي يُنظر إليها على أنها تحمي الطبقة الحاكمة من المساءلة (مثل السرية المصرفية) وإخفاقات الحكومة في توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
خلقت الاحتجاجات أزمة سياسية في لبنان، حيث قدّم رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته وكرر مطالب المحتجين بتشكيل حكومة من المتخصصين المستقلين. بقي السياسيون الآخرون الذين استهدفتهم الاحتجاجات في السلطة
وفقاً لمجلة ذي إيكونوميست، فإن الخلل الوظيفي وسوء الإدارة في لبنان، أحد أسباب الاحتجاجات، ترجع أصوله إلى النظام السياسي الطائفي في البلاد الذي تم تكريسه بعد اتفاق الطائف، الذي حدث في عام 1989، قبل ما يقرب من ثلاثين عامًا من بدء الاحتجاجات في 2019. يكرس اتفاق الطائف النظام السياسي القائم على الطائفة، حيث توزع السلطة السياسية على أساس الانتماء الديني للموظف العام. يُنظر إلى هذا النظام على أن السياسيين اللبنانيين الحاليين يستغلونه، وكثير منهم من أمراء الحرب الطائفيين في حقبة الحرب الأهلية اللبنانية الذين لا يزالون يشغلون مناصب في السلطة ويتمتعون بالعفو عن المساءلة. لبنان فسيفساء من مختلف الطوائف الدينية. وهي تتألف من 18 طائفة مختلفة. تضم المجموعات الدينية الثمانية عشر المعترف بها رسمياً أربع طوائف إسلامية و12 طائفة مسيحية والطائفة الدرزية واليهودية.
ويعزى اندلاع الاحتجاجات إلى تراكم الأزمات في الأسابيع السابقة في لبنان. بادئ ذي بدء، في الشوف والسعديات، من بين أماكن أخرى، انتشرت الحرائق، وأضرمت المنازل المجاورة، وعرّضت الكثير من الناس للخطر. نتيجة لذلك، حُرق جزء كبير من المساحات الخضراء، وهو جانب من لبنان يفتخر به اللبنانيون. فشلت الحكومة اللبنانية في استخدام طائراتها لإخماد الحرائق واضطرت إلى الاعتماد على المساعدات القبرصية. علاوة على ذلك، ارتفعت أسعار كل من النفط والخبز وسط زيادة البطالة والفقر على الصعيد الوطني، حيث بلغت البطالة بين الشباب 37% والبطالة العامة بنسبة 25% اعتباراً من أغسطس 2019. ولما كانت كل هذه القضايا ناتجة عن غياب الحكم السليم، فقد عبّر اللبنانيون عن آرائهم بشأن الوضع السلبي.
علاوة على ذلك، واجه المواطنون اللبنانيون العديد من المشاكل في السنوات السابقة، انقطاع التيار الكهربائي منذ عام 1975، وبالتالي فإن الحصول على الكهرباء على مدار 24 ساعة في لبنان يعتمد منذ ذلك الحين على الحصول على صفقة مع «مافيا المولدات» في البلاد، التي تشغل حلقة من مولدات الكهرباء التي تعمل بالبنزين والتي تساهم في ارتفاع مستوى تلوث الهواء الملحوظ في المدن اللبنانية. لم يكن لدى لبنان أيضاً إمكانية الوصول إلى مياه الشرب إلا من خلال شراء المياه المعبأة من خلال شركات خاصة منذ الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990. أخيراً، يعاني البلد من قصور في البنية التحتية للصرف الصحي والصرف الصحي، مما أدى إلى «أزمة القمامة» عام 2015 التي أشعلت شرارة الاحتجاجات اللبنانية 2015.
قبل أيام من بدء الاحتجاجات، أدت سلسلة من حوالي 100 حريق غابات كبير في الشوف والخروب ومناطق لبنانية أخرى إلى نزوح مئات الأشخاص وإلحاق أضرار جسيمة بالحياة البرية اللبنانية. فشلت الحكومة اللبنانية في نشر معدات مكافحة الحرائق بسبب نقص الصيانة واضطرت إلى الاعتماد على مساعدات من الدول المجاورة مثل قبرص والأردن وتركيا واليونان.
بدأت الاحتجاجات بأعداد صغيرة حول بيروت في نهاية سبتمبر. كان الدافع وراء الحركة الثورية واضحاً قبل سنوات من بدء الاحتجاجات، وظهر في المشهد الفني والثقافي في لبنان، كما يتضح من أغنية الفنان الشعبي راغب علامة «طار البلد». في ديسمبر 2018 وأغنية مغني الروك وكاتب الأغاني عماد جاك كرن «شد حالك». في يونيو 2019.!!







Discussion about this post