فى مثل هذا اليوم 31 اكتوبر1517م..
مارتن لوثر يعلق وثيقة مكونة من 95 أطروحة على باب كنيسة القلعة في فيتنبرغ وذلك أثناء الفترة التي عرفت باسم الإصلاح البروتستانتي.
مارتن لوثر (10 نوفمبر 1483 – 18 فبراير 1546) راهب ألماني وقس وأستاذ لاهوت ومُطلق عصر الإصلاح في أوروبا من بعد اعتراضه على صكوك الغفران التي تصدرها الكنيسة الكاثوليكية. نشر في عام 1517 رسالته الشهيرة المؤلفة من خمسِ وتسعين قضيةً يتعلق أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا في الحل من «العقاب الزمني للخطيئة»، وقد أدى به رفضه التراجع عن نقاطه الخمس والتسعين تلك بناءً لطلب البابا ليون العاشر عام 1520 والإمبراطور شارل الخامس إلى النفي والحرمان الكنسي وإدانته مع كتاباته بوصفها مهرطقةٍ كنسيًا وخارجةٍ عن القوانين المرعيّة في الإمبراطوريّة.
أبرز مقومات فكر لوثر اللاهوتي أنّ الحصول على الخلاص أو غفران الخطايا هو هبة مجانيّة ونعمة من الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح مخلصًا، وبناءً عليه فليس من شروط نيل الغفران القيام بأي عمل تكفيري أو صالح؛ وثانيًا رفض «السلطة التعليمية» في الكنيسة الكاثوليكية التي تُنيط بالبابا القول الفصل فيما يتعلق بتفسير الكتاب المقدس معتبرًا أنّ لكل امرئٍ الحق في التفسير؛ وثالثًا إنّ الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد للمعرفة المختصة بأمور الإيمان؛ وعارض رابعًا سلطة الكهنوت الخاصة باعتباره جميع المسيحيين يتمتعون بدرجة الكهنوت المقدسة؛ وخامسًا سمح للقسس بالزواج. ورغم أن جميع البروتستانت أو الإنجيليين في العالم يمكن ردهم إلى أفكار لوثر، إلا أن المتحلقين حول تراثه يطلق عليهم اسم الكنيسة اللوثرية.
قدّم لوثر أيضًا ترجمة خاصة به للكتاب المقدس باللغة الألمانيّة بدلاً من اللاتينيّة التي كانت اللغة الوحيدة التي سمحت الكنيسة الرومانية باستخدامها لقراءة الكتاب المقدس، ما أثر كثيرًا على الكنيسة وعلى الثقافة الألمانيّة عمومًا، إذ عززتِ الترجمة من مفردات اللغة الألمانيّة وطورت أيضًا مبادئ الترجمة، وأثرت ترجمته لاحقًا على ترجمة الملك جيمس باللغة الإنكليزية للكتاب المقدس. ألّف لوثر عددًا كبيرًا من التراتيل الدينيّة التي أثرت في تطور فن الترنيم في الكنائس، وفي السنوات الأخيرة من حياته تزامنًا مع مرضه وتدهور حالته الصحيّة كتب لوثر ضد اليهود وطالب بالتضييق على حرياتهم وحرق كنسهم ومنازلهم، ما دفع إلى رشقه بتهمة معاداة الساميّة.
الإصلاح (الذي يُطلق عليه اسم الإصلاح البروتستانتي أو الإصلاح الأوروبي) هو حركة داخل المسيحية الغربية في أوروبا في القرن السادس عشر شكلت تحديًا دينيًا وسياسيًا للكنيسة الكاثوليكية الرومانية والسلطة البابوية بشكل خاص. لم يكن هناك اختلاف بين الكنيسة الكاثوليكية والناشئ مارتن لوثر حتى صدور مرسوم فورمس لعام 1521، وذلك على الرغم من أن الإصلاح عادة ما اعتُبر بأنه بدأ مع نشر القضايا الخمس والتسعين التي كتبها لوثر في عام 1517. أدان المرسوم لوثر وحظر رسميًا على مواطني الإمبراطورية الرومانية المقدسة الدفاع عن أفكاره أو نشرها. حصل نزاع على نهاية عصر الإصلاح، فاعتُبر منتهيًا بعد تشريع اعترافات الإيمان التي بدأت عصر الأرثوذكسية. تتعلق السنوات الأخيرة الأخرى المقترحة بالإصلاح المضاد وصلح وستفاليا أو أنه لم ينته أبدًا بسبب وجود بروتستانتيون حتى اليوم.
نُظِّمت تحركات نحو الإصلاح قبل لوثر، فلذلك يفضل بعض البروتستانتيون في تقليد الإصلاح الراديكالي عزو بداية عصر الإصلاح للإصلاحيين مثل أرنولد من بريشيا وبيتر والدو وجون ويكليف ويان هوس وبيتر تشيليكيو وجيرولامو سافونارولا. اعتُرف بالهوسيون من كلا النوعين من قبل مجمع فلورنسا وأُفصح عنها رسميًا في أراضي التاج البوهيمي نظرًا لجهود الإصلاح التي بذلها هوس وغيره من المصلحين البوهيميين، وذلك على الرغم من أن الحركات الأخرى كانت لا تزال عرضةً للاضطهاد بما في ذلك اللولار (اللذين يرنّمون بأصوات خافتة لصلوات هرطقية) في إنجلترا والولدينسييون في فرنسا والمناطق الإيطالية.
بدأ لوثر بانتقاد بيع صكوك الغفران مصرًّا على أن البابا ليس له أي سلطة على المطهر، وأن خزانة الكنيسة ليس لها علاقة بالكتاب المقدس. تطور الإصلاح أكثر ليشمل التمييز بين الشريعة الإلهية والإنجيل المقدس، والاعتماد الكامل على الكتاب المقدس باعتباره المصدر الوحيد للعقيدة الصحيحة (سولا سكريبتورا)، والاعتقاد بأن الإيمان بيسوع هو السبيل الوحيد لتلقي عفو الله عن الخطيئة (سولا فيدي) بدلًا من الأعمال الجيدة. دُرِّست صيغة مماثلة من قِبل الكاثوليكية والمولينية والينسينية على الرغم من اعتبار هذا الاعتقاد تابعًا للبروتستانتية. قلل كهنوت جميع المؤمنين من الحاجة إلى القديسين أو الكهنة للعمل كوسطاء، وانتهت عزوبية الكهنوت الإلزامية. تدل عقيدة «صالحون ومخطئون في نفس الوقت» أنه لا يمكن لأحد أن يصبح جيدًا بما يكفي لكسب الغفران من الله على الرغم من كل ما يفعله من حسنات. بُسِّط لاهوت الأسرار وصُدَّت محاولات فرض نظرية المعرفة الأرسطية.
لم يرى لوثر وأتباعه هذه التطورات اللاهوتية كتغيرات. خلص إقرار أُوغسبورغ لعام 1530 إلى أنه «لم يصدر أي شيء من جانبنا ضد الكتاب المقدس أو الكنيسة الكاثوليكية في العقيدة والاحتفالات الدينية»، وحتى بعد مجلس ترينت، نشر مارتن شيمنيتز عمل بعنوان امتحان مجلس ترينت بين عامي 1565-1573 كمحاولة لإثبات أن ترينت ابتكرت العقيدة بينما كان اللوثريون يتبعون خطى آباء الكنيسة والرسل.
تنوعت الحركة الأولية في ألمانيا ونشأ مصلحون آخرون بشكل مستقل عن لوثر مثل زوينغلي في زيوريخ وجون كالفين في جنيف. اختلفت أسباب وخلفيات الإصلاح وتباينت بناءً على البلد، واكتُشفت بشكل مختلف عن ألمانيا. وفر انتشار مطبعة غوتنبرغ وسيلة للنشر السريع للمواد الدينية في العامية.!!







Discussion about this post