في مثل هذا اليوم 2 نوفمبر 1921م…
استيلاء السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود على حائل وانتهاء إمارة آل رشيد الشمريين.
عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، (ذو الحجة 1292 هـ/يناير 1876م ربيع الأول 1373 هـ/نوفمبر 1953م) هو مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة وأول ملوكها، والحاكم الرابع عشر من أسرة آل سعود. ولد في الرياض لأسرة آل سعود الحاكمة في نجد، ولما بلغ الخامسة عشر من عمره انتقل مع عائلته إلى قطر ثم البحرين ثم إلى الكويت بأمر من الدولة العثمانية واستقبلهم شيخها آنذاك محمد الصباح بعد انتصار محمد بن عبد الله الرشيد حاكم حائل على الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود آخر أئمة الدولة السعودية الثانية.
انطلق الملك عبد العزيز ورجاله، الذين بلغ عددهم ستين رجلاً، في ليلة 21 رمضان سنة 1319هـ الموافق 2 يناير 1902م، من الكويت قاصدين الرياض لاقتحام قصر المصمك، وهو مقر الحاكم. وبعد استعادة الرياض، وضع الملك عبد العزيز اللبنة الأولى في بناء الدولة، معلناً بداية مرحلة توحيد البلاد. وتعد مرحلة ما بعد استرداد الرياض، أهم المراحل في تاريخ عبد العزيز، إذ قضى أكثر من اثنين وثلاثين عاماً في معارك وحروب على أكثر من جبهة. حتى صدر مرسوم ملكي في 17 جمادى الأولى 1351هـ/19 سبتمبر 1932، بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبد العزيز يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ/23 سبتمبر 1932 يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.
كان من أبرز إنجازات عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، هو التأسيس الإداري والسياسي والاقتصادي والتنموي للبلاد، ونقلها إلى مرحلة حديثة، حيث تم تأسيس مجلس الوكلاء، ومجلس الشورى، وإدارة المقاطعات، ورئاسة القضاء والمحاكم الشرعية، وعدد من الوزارات، ومؤسسة النقد العربي السعودي، وإنشاء سكة الحديد بين الدمام والرياض وغيرها من المؤسسات والمشروعات. واهتم في تنظيم وتطوير الحج، حيث قام بتوسعة الحرمين الشريفين وتأسيس المديرية العامة للحج، وإنشاء المراكز الصحية وإنشاء الطرق، واهتم بشكل كبير في التعليم من خلال تشجيع الطلاب وابتعاثهم. وفي آخر حياته أنشأ عبد العزيز آل سعود مجلس الوزراء، وكان أخر إنجازاته الإدارية والتنظيمية. وقام عبد العزيز بتوطين أبناء البادية، وتأسيس الهجر والقرى لهم، مما نتج عنه تكوين مناطق استقرار عديدة في أنحاء السعودية لعدد من القبائل التي اتجه أفرادها إلى أعمال الزراعة والتجارة وإحياء الأراضي التي استقروا بها، بدلاً من حياة التنقل وعدم الاستقرار. وفي عهده انضمت السعودية إلى العديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، وكانت من أوائل الدول التي قامت بتوقيع ميثاق هيئة الأمم المتحدة في عام 1945 وساهمت كذالك في تأسيس جامعة الدول العربية في عام 1945.
يعرف الملك عبد العزيز عند العرب باسم (عبد العزيز)، وعند الغرب بـ (ابن سعود)، ولقَّبه الإعلام الغربي عام 1934م بـ (أوتو فون بسمارك) العرب و (بنابليون) العرب و (أوليفر كرومويل) الصحراء، و (الملك سليمان) الجديد، وأطلق عليه عام 1931م، (بجورج واشنطن) الأمة الجديدة، كما أطلق عليه بعد تأسيس السعودية (زعيم الجزيرة العربية).
لم تستقر الأمور في إمارة آل رشيد، بعد مقتل عبد العزيز بن متعب الرشيد، في موقعة روضة مهنا، في ليلة 17 صفر 1324هـ/13 أبريل 1906. حيث تكررت الاغتيالات بين أبناء أسرة آل رشيد بسبب التنافس على الحكم. وفي هذه الفترة وحد عبد العزيز بن سعود، جزءاً كبيراً من شبه الجزيرة العربية، يشمل نجد والأحساء. وقد استغل ابن سعود، النزاع بين أسرة آل رشيد. فأرسل في رمضان عام 1339هـ/مايو 1921، وهو في القصيم، جيشاً بقيادة ابنه، الأمير سعود بن عبد العزيز، ليهاجم قبائل شمر، الموالية لابن رشيد. وكان الجيش مكون من قبائل عتيبة ومطير وحرب، وكثير من حاضرة نجد. وأمر عبد العزيز بن سعود، أخاه، محمد بن عبد الرحمن، أن يسير بقوة أخرى، ليحاصر حائل. وأمر ابنه، الأمير فيصل بن عبدالعزيز، أن يسير بقوة ثالثة، تزحف على حائل، لتحاصرها من جهة أخرى.
وضربت تلك القوات الحصار على حائل، ولما طال الحصار، وحدثت مناوشات بينهم وبين جيش ابن سعود، الذي كان يقوده الأمير سعود بن عبد العزيز، بعد استدعاء عبد العزيز بن سعود، لأخيه محمد، إلى القصيم. وفي هذه الأثناء، وصل محمد بن طلال الرشيد، من الجوف. ودخل حائل، ليساعد على الدفاع عنها. ولكن عبد الله بن متعب الرشيد، توجس منه، وأنه يسعى إلى الاستيلاء على الإمارة من يده. ففر من حائل، والتجأ إلى الأمير سعود بن عبد العزيز، الذي عاد إلى الرياض، بناء على تعليمات من والده، مصطحباً معه عبد الله بن متعب الرشيد. وعاد عبد العزيز بن سعود، إلى الرياض. وأمر فيصل الدويش بالزحف إلى حائل، إلى أن يحضر إليه هو بنفسه. ونزل الدويش برجاله في الجثامية، خارج حائل. وعسكر، في مقابله، أميرها محمد بن طلال الرشيد، في النيصية. ورجع عبد العزيز بن سعود، مره أخرى، بقواته من الحاضرة وقوات الإخوان، لمحاصرة حائل. حيث وصل في 4 محرم 1340هـ/8 سبتمبر 1921، إلى المنطقة، واجتمع بقواده، وتشاور معهم حول الهجوم على محمد بن طلال الرشيد في النيصية. ومع الفجر، بدأ هجوم جيش ابن سعود، مستخدماً المدافع في المعركة. وقتل عدد من جيش ابن رشيد، وتشتتت صفوفهم. ففر محمد بن طلال إلى حائل، وتحصن بها. وبعد حصار دام خمسة وخمسين يوماً، تنكر الأهالي لأميرهم محمد بن طلال الرشيد، وقرروا، بزعامة إبراهيم بن سالم سبهان، تسليم المدينة. وفتحوا أبواب الحصون لجيش ابن سعود. وسقطت حائل. واستسلم محمد بن طلال الرشيد، الذي كان متحصناً بقصر برزان، بعد أن أعطاه عبد العزيز بن سعود الأمان، في 29 صفر 1340هـ/31 أكتوبر 1921. وعين عبد العزيز بن سعود، إبراهيم بن سالم بن سبهان، أميراً على حائل. ثم اصطحب عبد العزيز بن سعود، محمد بن طلال، وبقية أفراد أسرة آل رشيد، إلى الرياض.!!
Discussion about this post