في مثل هذا اليوم25 نوفمبر 1952م..
ميلاد ميلاد عمران خان
عمران أحمد خان نيازي (بالأردية: عمران احمد خان نیازی) (5 أكتوبر 1952 -) رئيس وزراء باكستان الأسبق (22) منذ 18 أغسطس 2018 م، إلى 10 أبريل 2022 وسياسي باكستاني ولاعب كريكت دولي سابق، والرئيس الحالي لحركة إنصاف الباكستانية. كان عضواً في الجمعية الوطنية لباكستان من عام 2013 إلى عام 2018، وهو المقعد الذي فاز به في الانتخابات العامة عام 2013. يعمل في الأنشطة الخيرية، ويعلق على لعبة الكريكيت، جنباً إلى جنب مع أنشطته السياسية. ارتفع شأن حركة الإنصاف التي يرأسها وزادت شعبيتها منذ سنة 2011 بتأثير الثورات العربية لتضاهي الحزبَيْن السياسيَيْن التقليديَين، وحققت أغلبية في الانتخابات العامة الباكستانية لسنة 2018.
لعب خان لصالح فريق الكريكيت الباكستاني من عام 1971 وحتى عام 1992، وشغل منصب قائد بشكل متقطع طيلة الفترة ما بين عام 1982 وعام 1992. بعد تقاعده من لعبة الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 استدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988. وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992؛ فلديه سجل من 3807 نقطة، و362 ويكيت في الـ«تيست كريكيت»، ما جعله واحدا من ستة لاعبي كريكيت في العالم حقق التفوق في الثلاثي متعدد المهارات في مباريات الـ«تيست».).
أسس في أبريل عام 1996 حركة الإنصاف الباكستانية وهو حزب سياسي برز سنة 2011 وترأسه، وكان النائب الوحيد عنه الذي انتخب للبرلمان. وقد مثل مدينة ميانوالي عضوًا في الجمعية العامة من نوفمبر 2002 وحتى أكتوبر 2007. وقد أسهم خان من خلال جمع التبرعات من حول العالم في بناء مركز أبحاث ومستشفى سرطان شوكت خانوم التذكاري عام 1996، وكلية نامال في ميانوالي عام 2008.
في 10 أبريل 2022 سحب مجلس النواب الباكستاني الثقة من رئيس الوزراء عمران خان، ومنعه من السفر واتهمه بإنتهاك الدستور عندما علق مجلس النواب.
الأسرة والتعليم والحياة الشخصية
ولد عمران خان للزوجين شوكت خانم وإكرام الله خان نيازي مهندس مدني في لاهور، نشأ خان صبيا هادئاً خجِلا في شبابه، في أسرة متوسطة معه فيها أربع شقيقات. استقر والد خان في إقليم البنجاب وهو ينحدر من قبيلة نيازي شيرمان خان البشتونية في مدينة ميانوالي. ويضم نسبه من جهة الأم نماذج ناجحة من لاعبي الكريكيت، ومنهم سبيل المثال: جاويد بوركي، وماجد خان. تلقى خان تعليمه في كلية أيتشسون (Aitchison College) بمدينة لاهور، ومدرسة القواعد الملكية في ورسيستر (Royal Grammar School Worcester) في إنجلترا، حيث تفوق في لعبة الكريكيت. وفي عام 1972 ألحق بكلية كيبل (Keble College) في أكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد؛ حيث تخرج من الكلية في المرتبة الثانية في السياسة، والمرتبة الثالثة في الاقتصاد.
في 16 مايو عام 1995 تزوج خان سيدة المجتمع الإنجليزية جيميما جولدسميث التي تحولت إلى الإسلام بعد حفل ديني مدته دقيقتان في باريس، وبعد ذلك بشهر تقريباً وفي 12 يونيو تزوجا في حفل مدني في مكتب تسجيل ريتشموند في إنجلترا، وأُتبع باستقبال في منزل جولدسميث في مقاطعة سيري. وقد وصف خان الزواج بأنه صعب، وقد أثمر هذا الزواج طفلين؛ سليمان عيسى من مواليد 18 نوفمبر 1996، وقاسم من مواليد 10 أبريل 1999، وكما كان اتفاق زواجه، كان خان يقضي أربعة أشهر سنوياً في إنجلترا. أعلن الطلاق من زوجته في 22 يونيو 2004، وذلك لصعوبة تأقلمها مع المعيشة في باكستان.
ويقيم خان الآن في بني جالا في العاصمة إسلام أباد، حيث بنى منزلاً بمزرعة بالأموال التي باع بها شقته في لندن، وهو يزرع أشجار الفاكهة، والقمح، ويربي الأبقار، وفي الوقت نفسه يحافظ على ملعب للكريكيت لولديه الذين يزورانه أثناء فترة إجازتهما. ويقال أيضاً: إن خان على اتصال دائم مع تيرانا جاد وايت خان ابنته المزعومة، وهو ما لم يعترف به علناً على الإطلاق.
مجال الكريكيت
ظهر خان لأول مرة بشكل باهت بالدرجة الأولى في لعبة الكريكيت، عندما كان في السادسة عشرة من عمره في مدينة لاهور. ومع بداية حقبة 1970 كان يلعب لصالح الفريق الوطني في لاهور A من 1969 إلى 70، لاهور B من 1969 إلى 70، لاهور جرينز من 1970 إلى 71، وفي النهاية لاهور من 1970 إلى 71. كما كان خان جزءاً من فريق بلو كريكيت لجامعة أكسفورد، في مواسم 1973 وإلى 1975. وفي ورسيسترشاير، حيث لعب كريكيت المقاطعات من 1971 إلى 1976، لم يكن سوى لاعب كريكيت ذي معدل سرعة متوسطة. وخلال هذا العقد مثل خان فرقاً أخرى، بما في ذلك داود إندستريز من 1975 إلى 76، الخطوط الجوية الدولية الباكستانية من 1975، 76 إلى 1980- 81، ثم لعب لصالح ساسيكس في الفترة من 1983 إلى 1988.
في عام 1971 قام خان في أول ظهور له بأول مباراة تيست كريكيت ضد إنجلترا في برمينجهام، وبعد ثلاث سنوات ظهر لأول مرة في مباراة وان داي إنترناشيونال (One Day International) اختصاراً (ODI)، وذلك ضد إنجلترا في مدينة نوتينجهام أيضا، لصالح برودينشال تروفي (Prudential Trophy). بعد تخرجه في جامعة أكسفورد وانتهاء مدة الاختبار القانونية في ورسيستشاير – عاد إلى باكستان عام 1976، وحصل على مكان دائم له في فريقه الوطني، بدءاً من موسم 1976- 1977، وخلال تلك الفترة لعب الفريق الباكستاني أمام نيوزيلاندا وأستراليا. في أعقاب سلسلة مباريات مع أستراليا قام بجولة في جزر الهند الغربية، حيث التقى توني جريج الذي جعله يشترك في سلسلة الكريكيت العالمية التي ينظمها كيري بيكر. ل[بثها على شبكته التليفزيونية في أستراليا]. اعتمدت أوراقه بوصفه واحداً من أسرع رماة لاعبي البولينج في العالم، وذلك عندما جاء في المركز الثالث 139.7 كيلومتر/ساعة في مباراة البولينج السريع في مدينة بيرث، ليأتي بعد كل من جيف طومسون وميشيل هولدينج، وقبل دينيس ليلي وجارس لي روكس وأندي روبرتس. كما حقق خان تصنيف تيست كريكيت بولينج بواقع 922 نقطة ضد الهند في 31 يناير عام 1983. تصنيف مباريات بولينج تيست آل تيم (All Time Test) لمستوى الأداء لمجلس الكريكيت الدولي كان الأعلى في ذلك الوقت.
حقق خان ثلاثي التفوق في كل من البولينج والباتينج (محققاً 3000 رمية، و300 ويكيت) في 75 مباراة تيست، أسرع ثاني رقم مسجل بعد لان بوتهام بواقع 72 تيست. كما عين – بما أنه لديه أعلى متوسط في الباتينج بواقع 61.86 – لاعبا ضارباً للكرة في التيست في المركز السادس لترتيب الضرب. لعب خان آخر مباراة تيست لصالح باكستان في يناير 1992 ضد سيريلانكا في مدينة فيصل أباد. تقاعد خان نهائياً من لعبة الكريكيت بعد ستة أشهر من مباراة وان داي إنترناشيونال الأخيرة له (ODI)؛ نهائيات كأس العالم التاريخي عام 1992 ضد إنجلترا في مدينة ملبورن في أستراليا. وقد أنهى مسيرته بـ 88 مباراة تيست، و126 جولة، وسجل 3807 رمية بمتوسط 37.69، شمل ذلك ست دول و18 خمسيني، وكانت أعلى درجة له 136 رمية. وكلاعب بولينج فقد حقق 362 ويكيت في التيست كريكيت، ما جعله أول باكستاني يحقق ذلك، والرابع على مستوى العالم. في مباريات وان داي إنترناشيونال لعب 172 مباراة، وسجل 3709 رمية، بمتوسط 33.41، ولم يزد أعلى عدد أهداف له عن 102. ووقفت أفضل لعبة بولينج موثقة له في وان داي إنترناشيونال عند 6 ويكيت، لأربعة عشر رمية.
قيادة الفريق
صورة لعمران خان وهو يلقي خطابًا في بيشاور
في ذروة حياته المهنية في عام 1982 تسلم خان قيادة فريق الكريكيت الباكستاني وهو في سن الثلاثين من جاويد ميانداد. ويستعيد ذكرياته في عدم ارتياحه لدوره الجديد، فقد قال لاحقاً: عندما أصبحت قائداً للفريق لم يكن بوسعي الحديث إلى الفريق مباشرة، فقد كنت خجولا جداً، كان علي أن أخبر المدير، قلت: اسمعني، هل يمكنك التحدث إليهم بما أريد أن أقوله للفريق. وأعني هنا اجتماعات الفريق الأولى، فقد كنت خجولا ومرتبكا، لم يكن بوسعي الحديث إلى الفريق. وكقائد لعب خان 48 مباراة تيست بواسطة فريق باكستان، فاز في 14 منها وخسر 8 وانتهت الـ 26 الأخرى بالتعادل. كما لعب 139 مباراة وان داي إنترناشيونال، فاز في 77، وخسر 57، وانتهت مباراة بالتعادل.
عمران خان.
وفي ثاني مباراة للفريق تحت قيادته، قادهم خان إلى أول فوز له في مباراة تيست على أرض إنجليزية منذ 28 عاماً في ملعب لودز. كانت السنة الأولى لخان في قيادة الفريق هي قمة تراثه كلاعب بولينج سريع ومتعدد المهارات كذلك. فقد سجل أفضل مباراة بولينج تيست في مجاله عند أخذ 8 ويكيت لـ 85 رمية ضد سيريلانكا في مدينة لاهور عام 1981- 1982. كما تفوق في كل من البولينج والباتينج في المتوسطات ضد إنجلترا في ثلاث مباريات تيست متوالية عام 1982، حيث أصاب 21 ويكيت ومسجلا في المتوسط 56 بالمضرب. وفي وقت لاحق من العام نفسه سجل أداءً عالياً معترفا به في سلسلة المباريات المحلية ضد الفريق الهندي القوي، وذلك من خلال إصابة 40 ويكيت في ست مباريات تيست بمتوسط 13.95. وبنهاية تلك السلسلة في عام 1982- 83 كان خان قد أحرز 88 ويكيت في 13 مباراة تيست على مدار فترة عام واحد من توليه قيادة الفريق.
ومع ذلك، فنفس تلك السلسلة من مباريات التيست ضد الهند أسفرت عن إصابة خان بكسر في قصبة ساقه نتيجة الإجهاد، ما أبعده عن الكريكيت لمدة زادت على العامين. وقد مولت الحكومة الباكستانية علاجا تجريبياً ساعده على التعافي بنهاية عام 1984، ومن ثم حقق عودة ناجحة إلى الكريكيت الدولي في الجزء الثاني من موسم عام 1984- 85.
ففي عام 1987 قاد خان باكستان إلى سلسلتها الأولى من مباريات التيست الناجحة في الهند، والتي تلاها أول انتصار متتالي لباكستان في إنجلترا في العام نفسه. خلال عقد الثمانينات سجل فريقه أيضا ثلاثة انتصارات كبيرة ضد فريق كريكيت الهند الغربية، وفي عام 1987 استضافت الهند وباكستان بطولة كأس العالم، لكن أحداً منهما لم يتجاوز الدور قبل النهائي. وبنهاية كأس العالم اعتزل خان الكريكيت الدولي. وفي عام 1988 طلب منه الرئيس الباكستاني الجنرال ضياء الحق العودة لقيادة الفريق، وفي 18 يناير أعلن قراره بالانضمام إلى الفريق. وبعيد عودته إلى قيادة الفريق سرعان ما قاد الفريق إلى انتصارات أخرى في جزر الهند الغربية، ويعلق على ذلك قائلاً: «حقا لقد كانت آخر مرة ألعب بولينج بشكل جيد». وقد أعلن أنه رجل السلاسل (Man of the Series) ضد جزر الهند الغربية، وذلك في عام 1988، عندما أحرز 23 ويكيت في ثلاث مباريات تيست.
ظهرت مهارات خان المهنية العالية كقائد ولاعب كريكيت عندما قاد باكستان إلى النصر في كأس العالم للكريكيت عام 1992. خان الذي كان يلعب مع فريق باتينج هش، رقى نفسه كضارب كرة (batsmen) وذلك ليلعب في ترتيب متقدم جنباً إلى جنب مع جاويد ميانداد، لكن مساهماته كلاعب بولينج كانت قليلة. سجل خان وهو في سن التاسعة والثلاثين أعلى رمية لضارب كرة باكستاني، وأخذ آخر ويكيت فائزة بنفسه. ومَثّل قبول خان لكأس العالم منفعة للفريق الباكستاني، ومع ذلك فقد تعرض للنقد. وقد قيل إن قرار خان ألا يذكر زملاءه ودولته في خطابه للقبول، وتسليطه الضوء على نفسه وزيارته المرتقبة لمستشفى السرطان بدلاً من ذلك أزعج وضايق الكثير من المواطنين. وقد أثار استخدام الضمائر: أنا وإياي وملكي مشاعر الجميع، اقرأ افتتاحية صحيفة دايلي ناشيونال، والتي علقت على الخطاب بـ «ملاحظة متضاربة» (jarring note).
ما بعد التقاعد
في عام 1994 اعترف خان بأنه خلال مباريات التيست أحياناً ما خدش جانب الكرة ورفع الدرز. وأضاف: «مرة واحدة فقط استخدمت هدفاً. عندما لعب فريق ساسيكس في هامبشاير عام 1981 لم تكن الكرة منحرفة على الإطلاق. حصلت على مركز الرجل الثاني ععشر للخروج إلى رأس الزجاجة، وبدأت في التحرك كثيرا». في عام 1996 نجح خان في الدفاع عن نفسه في دعوى التشهير التي رفعها عليه الكابتن الإنجليزي السابق واللاعب المتعدد المهارت لان بوتهام واللاعب ألان لامب بشأن التعليقات التي ادعوا أن خان قام بها في مقالين عن العبث بالكرة المذكور أعلاه ومقال آخر نشر في مجلة هندية هي: إنديا توداي. زعموا في المقال الأخير المنشور أن خان أطلق على اثنين من لاعبي الكريكيت «أنهم عنصريين وناقصي تعليم ومن فئة أدنى». واحتج خان بأنه أسيء نقلها، قائلا: إنه كان يدافع عن نفسه بعد أن عبث بالكرة في مباراة محلية منذ 18 عاماً. فاز خان في قضية التشهير التي صنفها القاضي بأنها ممارسة لا جدوى منها كلية، وذلك بأغلبية من هيئة المحلفين بنسبة 2- 10.
منذ تقاعده أخذ خان في كتابة مقالات رأي في صحف متنوعة؛ إنجليزية وآسيوية، خاصة فيما يتعلق بفريق الوطني الباكستاني. وقد نشرت إسهاماته في مجلات أوت لوك الهندية، الجارديان، الإندبندنت، الدايلي تيليجراف. كما ظهر خان أحيانا كمعلق كريكيت على الشبكات الرياضية الآسيوية والإنجليزية، بما في ذلك إذاعة بي بي سي الناطقة بالأردية، وشبكة ستار تي في. في عام 2004، عندما قام فريق الكريكيت الهندي بجولة في باكستان بعد 14 عاماً، كان خان المعلق على البث الخاص المباشر على شبكة تي أي إن سبورت، وسترايت درايفر (Straight Drive) بينما كان كاتب عمود في شبكة (sify.com) وحتى عام 2005 في سلسلة مباريات التيست الهندية الباكستانية. قدم تحليلاً لكل دورة كأس عالم في لعبة الكريكيت منذ عام 1992، والذي يتضمن تقديم ملخصات للمباريات لإذاعة البي بي سي خلال كأس العالم عام 1999.
العمل الاجتماعي
بعد تقاعده من لعبة الكريكيت عام 1992، ركز خان جهوده على العمل الاجتماعي وحده لأكثر من أربعة سنوات. وبحلول عام 1991، كان قد أسس مستشفى ومركز أبحاث السرطان التذكاري، وهي منظمة خيرية تحمل اسم والدته السيدة شوكت خانوم. وكنتيجة للمساعي الأولية، دشّن خان المستشفى الأول والوحيد للسرطان في باكستان، والذي شيدت باستخدام أموال التبرعات التي زادت على 25 مليون دولار قام خان بجمعها من شتى أنحاء العالم. وقد استلهم فكرة مركز أبحاث ومستشفى سرطان شوكت خانوم التذكاري من والدته التي توفيت متأثرة بهذا المرض، وهو مستشفى سرطان خيري يتحمل 75 في المائة من تكلفة العلاج، وافتتح في لاهور في 29 ديسمبر عام 1994. ويشغل خان حاليا رئيس مجلس إدارة المستشفى، وهو مستمر في جمع الأموال من خلال التبرعات الخيرية والعامة. خلال عقد التسعينيات عمل خان كممثل خاص للرياضة بمنظمة اليونيسيف، وبرامج تحسين الصحة والتحصين في بنجلاديش وباكستان وسريلانكا وتايلاند.
وفي 27 أبريل افتتحت كلية تقنية في مقاطعة ماينوالي أطلق عليها اسم كلية نامال (Namal College) وهي من بنات أفكار خان. تم بناء كلية نامال من خلال صندوق ميانوالي الإنمائي (MDT) برئاسة خان، وتم عمل ربط مع جامعة برادفورد في ديسمبر 2005. ويبني خان حالياً مستشفى سرطان آخر في كراتشي مقتديا بمؤسسته الناجحة في لاهور كنموذج. وأثناء وجوده في لندن يعمل مع مؤسسة كريكت اللورد تافيرنرز الخيرية.
الفكر السياسي
استنادا في نموذجه الأوسع إلى الشاعر والفيلسوف محمد إقبال والكاتب وعالم الاجتماع الإيراني علي شريعتي الذي صادفه في شبابه يوصف خان عموما بأنه قومي وشعبوي. يتضمن برنامج خان السياسي وتصريحاته: القيم الإسلامية التي أعاد تكريس نفسه لها في التسعينيات. الاقتصاد الليبرالي مع الوعد بتحرير الاقتصاد وإنشاء دولة الرفاهية والحد من البيروقراطية وتنفيذ قوانين مكافحة الفساد لإنشاء وضمان حكومة نظيفة وإنشاء سلطة قضائية مستقلة وإصلاح نظام الشرطة في البلاد وورؤية غير عسكرية لباكستان ديمقراطية.
عمران خان يتحدث في تشاتام هاوس في لندن.
طالب خان علنا باعتذار باكستاني تجاه الشعب البنغلاديشي عن الفظائع التي ارتكبت في عام 1971 ووصف عملية عام 1971 بأنها «خطأ فادح» وشبهها بالتعامل اليوم مع البشتون في الحرب على الإرهاب. إلا أنه انتقد مرارا محاكمات جرائم الحرب في بنجلاديش لصالح المدانين. كثيرا ما يتم الاستهزاء بخان على أنه «طالبان خان» بسبب موقفه السلمي فيما يتعلق بالحرب في شمال غرب باكستان. يؤمن بالمفاوضات مع طالبان وانسحاب الجيش الباكستاني من المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية. وهو يعارض ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار ويخطط لفك ارتباط باكستان بالحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب. يعارض خان أيضا جميع العمليات العسكرية تقريبا بما في ذلك حصار مسجد لال.
في عام 2010 قال خان في مقابلة: «لقد نشأت أكره الهند لأنني نشأت في لاهور وكانت هناك مذابح عام 1947 والكثير من إراقة الدماء والغضب. ولكن عندما بدأت القيام بجولة في الهند حصلت على حبهم وصداقتهم مما جعل الكراهية تختفي لدي».
في أغسطس 2012 أصدرت حركة طالبان الباكستانية تهديدات بالقتل إذا مضى في مسيرته إلى معقلهم القبلي على طول الحدود الأفغانية للاحتجاج على هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار لأنه يطلق على نفسه اسم «ليبرالي» وهو مصطلح يربطونه بنقص المعتقد الديني في 1 أكتوبر 2012 قبل خطته لإلقاء خطاب في حشد في جنوب وزيرستان قال كبار قادة طالبان الباكستانية بعد اجتماع برئاسة زعيم طالبان حكيم الله محسود أنهم عرضوا الآن على خان المساعدة الأمنية للتجمع بسبب معارضة خان لهجمات الطائرات بدون طيار في باكستان عكس موقفهم السابق.
في عام 2014 عندما أعلنت حركة طالبان الباكستانية الكفاح المسلح ضد المسلمين الإسماعيليين (شجبهم بأنهم غير مسلمين) وشعب كيلاش أصدر خان بيانا وصف فيه «التحويلات القسرية بأنها غير إسلامية». كما أدان حوادث التحول القسري للفتيات الهندوسات في السند. ينظر خان إلى قضية كشمير على أنها قضية إنسانية وليس نزاع إقليمي بين دولتين (الهند وباكستان). كما اقترح إجراء محادثات سرية لتسوية القضية لأنه يعتقد أن المصالح الخاصة لكلا الجانبين ستحاول تقويضها. واستبعد الحل العسكري للصراع ونفى احتمال اندلاع حرب رابعة بين الهند وباكستان على المنطقة الجبلية المتنازع عليها.
في 8 يناير 2015 زار خان سفارتي إيران والمملكة العربية السعودية في إسلام أباد والتقى برؤساء اللجان الخاصة بهم لفهم مواقفهم من الصراع الذي اجتاح كلا البلدين بعد إعدام الشيخ نمر النمر من قبل المملكة العربية السعودية. وحث حكومة باكستان على لعب دور إيجابي لحل المسألة بين البلدين. بعد أن أصدر البرلمان قرار بالإجماع يمنع باكستان من المشاركة في الحرب في اليمن في أبريل 2015 قال خان أن حزبه مسؤول عن «العديد من البنود الحاسمة» في القرار. في يوليو 2018 فعّل البنك الإسلامي للتنمية ومقره السعودية مرفق تمويل نفطي بقيمة 4.5 مليار دولار لباكستان.
بعد نتيجة الانتخابات العامة الباكستانية 2018 قال عمران خان إنه سيحاول إعادة تشكيل باكستان على أساس أيديولوجية محمد علي جناح.
رئيس وزراء باكستان
أول 100 يوم
خان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب في البيت الأبيض في يوليو 2019.
في 17 أغسطس 2018 حصل خان على 176 صوتا وأصبح رئيس وزراء باكستان الثاني والعشرين وأدى اليمين الدستورية في 18 أغسطس 2018. أمر خان بإجراء تعديلات على أعلى مستوى في بيروقراطية البلاد بما في ذلك تعيين سهيل محمود وزيرا للخارجية ورضوان أحمد وزيرا للبحرية ونفيد كمران بالوش وزيرا للمالية. كان أول تعيين رئيسي له في الجيش الباكستاني هو الفريق عاصم منير في المنصب الرئيسي للمدير العام للاستخبارات الداخلية.
أعلن خان حكومته بعد وقت قصير من أداء القسم واختار إبقاء وزارة الداخلية لنفسه. رغم أنه عين فيما بعد إعجاز أحمد شاه وزيرا للداخلية. كان العديد من المعينين في السابق وزراء في عهد مشرف رغم أن بعضهم كانوا منشقين عن حزب الشعب اليساري. في 2019 التزم خان بتعديل وزاري كبير في وزارات الداخلية والمالية والإعلام والتخطيط.
لقاء خان مع رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف في نوفمبر 2018.
خان مع علي خامنئي وحسن روحاني.
صرح خان أنه على الرغم من اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي يجب على باكستان إعطاء الأولوية للعلاقات الجيدة مع المملكة العربية السعودية بسبب الأزمة الاقتصادية. وأضاف أيضا أن العقوبات الأمريكية ضد إيران تؤثر على باكستان المجاورة مشيرا إلى أن «آخر شيء يحتاجه العالم الإسلامي هو صراع آخر. إدارة ترامب تتجه نحو هذا الاتجاه». أعطى خان الأولوية للعلاقات الوثيقة مع الصين قائلا إنه «لا يعرف» الكثير عن معسكرات الاعتقال لمسلمي الصين. على الرغم من أن خان أكد أنه أثار المسألة «بشكل خاص» في المناقشات مع الصين.
تم اختيار خان كواحد من أكثر 100 شخصية مؤثرة في مجلة تايم لعام 2019.
السياسة الاقتصادية
في السياسة الاقتصادية المحلية ورث خان ميزان المدفوعات وأزمة الديون مع عجز كبير في الحساب الجاري وعجز مالي في 2018 وسعت حكومة خان للإنقاذ من صندوق النقد الدولي. في مقابل خطة الإنقاذ خفضت حكومة خان الإنفاق على الدعم في قطاع الطاقة وكشفت عن ميزانية تقشفية لكبح العجز المالي والحد من الاقتراض الحكومي. أيضا طالب صندوق النقد الدولي الحكومة الباكستانية بخفض قيمة الروبية وتحسين تحصيل الضرائب. قررت حكومة خان رفع التعريفات الجمركية على الواردات لتحصيل عائدات ضريبية أعلى وخفضت قيمة العملة إلى جانب رسوم الاستيراد الثقيلة التي ساعدت على تقليص عجز الحساب الجاري (انظر التصنيع لاستبدال الواردات). تحسن الوضع الإجمالي لميزان المدفوعات في باكستان بشكل ملحوظ بعد التحويلات القياسية المرتفعة في عام 2020 مما أدى إلى استقرار احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي. تقلص العجز المالي إلى أقل من 1٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2020 بسبب سياسات التقشف الحكومية. وهكذا تباطأ معدل تراكم الديون بشكل كبير لكن ديون باكستان ظلت مرتفعة بسبب الاقتراض المرتفع للحكومات السابقة حيث كان على الحكومة الحالية تخصيص 24 مليار دولار لسداد القروض التي تم الحصول عليها خلال فترة الحكومات السابقة.
بصرف النظر عن الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي أدخلت حكومة خان سياسات لتحسين مناخ تشغيل الأعمال. نتيجة لذلك صعدت باكستان 28 مرتبة أعلى على مؤشر البنك الدولي لسهولة ممارسة الأعمال. احتلت باكستان المرتبة الأولى بين الدول العشر الأكثر تحسنا في عام 2019. كما وصل تحصيل الضرائب في باكستان إلى مستويات قياسية في عام 2019. نظرا لأن الحكومة جمعت المزيد من الإيرادات من الضرائب المحلية مع عدم وجود زيادة في الإيرادات الضريبية من ضرائب الاستيراد (نظرا لأن ضغط الاستيراد أدى إلى خفض الكمية التي يتم استيرادها وبالتالي جمعت الحكومة إيرادات ضريبية أقل من الواردات). استمر هذا الاتجاه حتى عام 2020 وإن كان بوتيرة أبطأ. كما تم التحكم في عجز المالية العامة إلى أقل من 1٪ من الناتج المحلي الإجمالي في النصف الثاني من عام 2020 وسجلت باكستان فائضا أوليا (باستثناء مدفوعات الفائدة وسداد الدين السابق) لكنها كانت في حالة عجز بمجرد احتساب مدفوعات الفائدة على الدين وإن كان العجز أقل. علق الاقتصاديون في المقام الأول هذا الانخفاض في العجز المالي على زيادة الإيرادات غير الضريبية بدلا من زيادة الإيرادات الضريبية. على سبيل المثال من ارتفاع الأسعار دفع المستهلكون مقابل النفط من شركات النفط المملوكة للدولة. ومع ذلك ارتفعت الإيرادات الضريبية أيضا في مسار تصاعدي مع وكالة الضرائب الباكستانية التي تجاوزت هدف تحصيل الضرائب وجمع مبلغا قياسيا للربع الأول من السنة المالية 2021 في السنة التقويمية 2020.
في السياسة الاقتصادية فيما يتعلق بالتجارة الدولية اعتبارا من يناير 2020 نفذت حكومة خان المرحلة الثانية من اتفاقية التجارة الحرة بين باكستان والصين وأدت هذه المفاوضات مع الصين إلى معدلات ميسرة من جانب الصين على الصادرات الباكستانية من السلع والخدمات إلى البر الرئيسي للصين مثل خفض التعريفات الجمركية أو الرسوم الجمركية الصفرية. ووصفت المفاوضات بأنها «معلم هام» في السياسة الخارجية للبلاد من خلال توسيع العلاقات التجارية في علاقة تهيمن عليها تقليديا مسائل الدفاع والأمن.
في يونيو 2018 (قبل انتخاب خان رئيسا للوزراء) وضعت مجموعة العمل المالي باكستان على قائمة رمادية وطالبت باكستان باتخاذ سلسلة من الإجراءات لمعالجة قوانين تمويل الإرهاب. استخدمت حكومة خان في البداية الأحكام الدستورية للسلطة الرئاسية التي عقدها عارف علوي لإصدار المراسيم (تشريعات مؤقتة عبر مرسوم رئاسي) وأصبحت الدولة ملتزمة بـ 14 نقطة على أجندة مجموعة العمل المالي. بعد ذلك تم تقديم سلسلة من مشاريع القوانين إلى البرلمان الباكستاني لضمان بقاء التشريع ساري المفعول بشكل دائم إلى ما بعد مرسوم رئاسي مؤقت. أقرت أجزاء صغيرة من التشريع كلا من مجلسي النواب والشيوخ في البرلمان الباكستاني بدعم من الائتلاف الحاكم بزعامة خان وجزء من أحزاب المعارضة أيضا. ومع ذلك فإن مجلس الشيوخ الذي تهيمن عليه المعارضة لم يوافق على جزء كبير من مشاريع قوانين مجموعة العمل المالي. بعد ذلك استدعى خان جلسة مشتركة لكل من مجلسي النواب والشيوخ في البرلمان تم فيها تمرير مشاريع القوانين مع منح الحكومة الأغلبية وبدون دعم المعارضة. بحلول أكتوبر 2020 أصبحت باكستان متوافقة بنجاح في 21 من أصل 27 نقطة على جدول أعمال مجموعة العمل المالي بزيادة من 14 نقطة في فبراير 2020 مع مراجعة النقاط الست المتبقية في فبراير 2021. في مراجعة مجموعة العمل المالي في فبراير 2021 نجحت حكومة خان في تنفيذ حوالي 90٪ من أجندة مجموعة العمل المالي مع 24 من أصل 27 نقطة «تمت معالجتها إلى حد كبير» والنقاط الثلاث المتبقية من أصل 27 «تمت معالجتها جزئيا». لاحظ رئيس فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية أنه بينما كانت باكستان تتقدم في خطة عملها فقد «لم يحن الوقت لوضع دولة على القائمة السوداء». في مراجعة مجموعة العمل المالي في يونيو 2021 نفذت حكومة خان مزيدا من التقدم ووجدت مجموعة العمل المالي أن باكستان قد عالجت الآن 26 بندا من أصل 27 بند عمل وأشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بالتقدم الذي أحرزته باكستان لكنه شجع باكستان على معالجة بند العمل المتبقي قائلا «نحن ندرك وندعم جهود باكستان المستمرة للوفاء بالتزامات (خطة العمل الأولى) هذه. لقد أحرزت باكستان تقدما كبيرا في خطة عملها الأولى مع 26 من 27 بند عمل تم تناولها إلى حد كبير – نحن نشجع باكستان على مواصلة العمل مع مجموعة العمل المالي والدولية على المجتمع أن يستكمل بسرعة بند العمل المتبقي من خلال إثبات أن تمويل الإرهاب والتحقيقات والملاحقات القضائية تستهدف كبار قادة وقادة الجماعات المعينة من قبل الأمم المتحدة». في 8 أبريل 2022 أحرزت حكومة خان تقدما في خطة عملها المتبقية من خلال الحكم على حافظ محمد سعيد العقل المدبر لهجمات مومباي 26/11 وإرهابي مُصنف من قبل الأمم المتحدة بالسجن 31 عاما.
المتوسطة العليا والسكان المحافظون بشدة في المناطق القبلية في باكستان تبدو غير قابلة للتوفيق».!!
Discussion about this post