في مثل هذا اليوم 27 نوفمبر1895م..
ألفرد نوبل يوقّع في النادي السويدي النرويجي بباريس وصيته التي أوصى فيها بوقف أمواله على إنشاء جائزة نوبل بعد وفاته.
تحل علينا اليوم ذكرى توقيع ألفرد نوبل في 27 نوفمبر عام 1895 وصيته في النادي السويدي النرويجي بباريس التي أوصى فيها بوقف أمواله على إنشاء جائزة نوبل بعد موته.
الفرد نوبل هو مهندس وكيميائي سويدي، ولد سنة 1833 في مدينة ستوكهولم، عاصمة السويد، وكان والده مهندسا ذكيا ومخترعا ومحبا للعمل، وكانت والدته إمرأه مكافحة وقوية العزيمة، وتدير العائلة في الأوقات الصعبة الشديدة.
عندما أفلس والده، قامت والدته بفتح كشك صغير لبيع المواد الغذائية، وكان يدخل عليهم ربح يكفي متطلبات المعيشة، فقرر والده السفر لخارج السويد، ليجرب حظه فسافر إلى فنلندا، ومنها إلى بطرسبرج.
وفي هذه المدينة قام بعقد العديد من العقود مع الجيش الروسي، حيث عمل على اختراع ألغام بحرية، مما أدى إلى تحسن أحواله المادية، كما حصل على وسام الإمبراطور الذهبي، من قيصر روسيا تقديرا للمجهود الذي بذله.
بعد تحسن مستوى الأسرة، أراد أن يضمن تعليم راقي لأخواته، وكان ألفرد المتميز بين أخواته، بحيث كان له ثلاثة من الأخوة، وكان محبا للعلم والتعلم وأراد تعلم الطبيعة، واللغات، والكيمياء، والعديد من العلوم الأخرى إلى أن وصل إلى سن 17، وكان متقنا للعديد من اللغات مثل الروسية و الفرنسية و الإنجليزية و الألمانية.
حب الشعر والأدب
وكان ألفرد محبا للأدب والشعر، ولكن الأب رفض أن يكون مستقبل ابنه بهذا السلام والهدوء.
وقام بتشجيعه على إكمال دراسته في الكيمياء، فبدأ يهتم ألفرد بالكيمياء والمتفجرات.
وأصبح لديها بيوت للعمل في هذا المجال، والتحق بمعمل “البروفيسور بيلوز”.
وهناك تعرف على الإيطالي “سانوى سوبر برو” الذي اخترع النيتروجلسرين، وهي مادة شديدة الإنفجار.
كما قابل أيضا العديد من المخترعين في مجال المتفجرات، مما كان له أثر بالغ في توجيه الفرد إلى هذا المجال.
إنشاء المصنع
قرر ألفرد نوبل ووالده العودة إلى بلدته ستوكهولم، لإنشاء مصنع لتصنيع مادة النيتروجلسرين -وهي مادة شديدة الإنفجار-.
ونجح في تصنيع 140 جرام من هذه المادة، و لكن أدى ذلك إلى إنفجار المصنع.
ولم يقتصر على الإنفجار فقط، بل تسبب في وفاة أخيه و4 من الكيميائيين والعمال.
ولكن ذلك لم يحطمه ولو يوقفه عن تحقيق هدفه، هو إنشاء مصانع في وطنه السويد وفي ألمانيا.
على الرغم من الحوادث المفجعه التي تسبب بها إنتاج هذه المادة، كانت كفيل بجعله يقلع عن هذه الفكرة.
ففي عام 1866 تناثرت في الهواء باخرة محملة بهذه المادة، نتيجة لإنفجارها وأدى إلى مقتل 74 شخصا.
وبعد أقل من شهر واحد قتل 14 شخصا، في انفجار مخازن في “سنان فرنسيسكو”.
وحدثت العديد من الانفجارات بسبب هذه المادة في كل من نيويورك وسدني.
ولكن لم ييأس نوبل، وذهب إلى المختبر، وظل يعمل لإيجاد حل يضمن نقل هذه المادة بشكل أمن.
ثم توصل إلى مادة تكون مع النيتروجليسرين أقل خطورة أطلق عليها اسم “ديناميت” وهي كلمة مشتقة من ديناميك اليونانية وتعني القوة.
وعلى الفور انتشرت هذه المادة حول العالم، وأقام ألفرد وشركاؤه المصانع في كل من النرويج، وفنلندا، وفرنسا، وغيرها من الدول الأوروبية، وكان يستخدم في حفر المناجم وشق الأنفاق.
اختراع الجلاتين المتفجر
وكانت الأرباح لا حصر لها، حيث دفعت شركه “بريتش ديناميت”، إلى المساهمين ونوبل أرباح سنوية تتراوح ما بين 12% إلى 20% طوال الـ15 سنوات.
وعلى الرغم من امتلأ وقت “نوبل”، بسبب تعاقده مع الكثير من المصانع، إلا إنه كان مركزا اهتمامه على اجراء التجارب فقط.
وكان لا يغادر المعمل إلا في وقت متأخر، وكان يقول “إذا طرأت في ذهني ألف فكرة خلال عام.
وتبين أن فكرة واحدة فقط من هذه الأفكار ذات قيمة أكون راضيا”.
كما نجح أيضا في اختراع مادة “الجلاتين المنفجر”، وهي مادة أكثر خطورة وأكثر انفجارا.
وحصل على براءة اختراع مسحوق بدون دخان في الثمانيات، وتهافت الجيوش على شراء هذه المادة الجديدة.
كما كان يهتم بإجراء تجارب علمية لصناعة، بدائل للحرير، والجلد، والمطاط، وتجارب في مجالات أخرى.
وحصل على355 براءة اختراع.
الصفات التي تميز بها نوبل
1- كان يحب سباق الخيل، ويكره التدخين والكحول، ولعب القمار.
2- كان يستقبل الضيوف بسخاء ويجهز لهم الولائم الكبيرة.
3- كان يحب الهدوء ويكره الضوضاء، إذ كانت عجلات عربته مغطاة بالمطاط، كي لا تحدث أي فرقعة.
4- اعتمد على نفسه في كل شيء، واستقل بوجهات نظره الفريده.
5- كان ينظر نظرة شك إلى كافة أنواع الحكومات الأوروبية.
6- بحث عن الحب طوال حياته ولم يجده.
7- كان مسحورا بالنساء، ولكنه في نفس الوقت ينفر منهن، حيث قال عن المرأة “الجنس اللطيف ولكن المفزع”.
8- كان خجولا يتجنب التحدث مع الصحفيين والظهور على الإعلام.
9- على الرغم من أنه ولد يعاني من آلام في العمود الفقري، وأمراض أخرى، إلى أن ذلك لم يوقفه عن شغفه للتعلم واتقان اللغات في سن مبكر، والسعي وراء التعلم.
10- مع تدهور حالته الصحية إلا أنه كان محبا للعلم والعمل، ويكره الكسل والخمول، حيث لقبه والده «ألفرد اللبيس الدؤم»، ومع مرور الزمن كان يزداد حبه للعمل حيث قال “إن العمل يجعل كل شيء رائعا”.
وصية نوبل الشهيرة
أشهر وصية في التاريخ، تهدف إلى خدمة العلم، وتشجيع العلماء المتميزين إلى الإبداع، والعمل على تطوير العلم العالمي، ونشر السلام وتكريم الأدباء.
ففي عام 1895، قبل وفاته بعام قام نوبل دون الإستعانه بالمحامين، ودون أن يخبر أحد من عائلته بكتابة وصيته، وكان يعتقد أن الثروة الموروثة تؤدي إلى زيادة العاطلين، وأن العلماء المبدعين أحق بها.
سبب الوصية
حين نشر أحد الصحفيين نباء يعلن فيه عن وفاة نوبل وهو حي يرزق، وكان شقيقه “لودفيك” الذي جمع ثروة كبيرة، من استخراج النفط من الحقول هو الذي مات، التبس الأمر على الصحفي الفرنسي، وظن أن المتوفي “نوبل”، وكتب له نعي اطلق عليه اسم “ملك الموت” كما اطلق عليه “تاجر الموت قد مات”.
عندما قراء نوبل ذلك حزن حزنًا شديدًا وشعر بخيبة الأمل، وارتابه القلق بشأن بشأن ذكراه، بعد موته بين الناس.
حاول نوبل لكي يتخلص من هذا الألم والذنب،قبل وفاته كتابة وصية، تنص على تخصيص الغالبية العظمي من ثروته التي تقدر “ب 30 مليون كرونا سويديه”، في ذلك الوقت من أجل الإستثمار في مشاريع ربحيه، تمنح جوائز سنوية لأكثر الناس إفاده للبشرية، في المجالات المختلفة مثل السلام، والكيمياء، والفيزياء، والطب، والأدب.
في عام 1968 قررت الجهات المانحة للجوائز، تخصيص جائزة سادسة، في مجال الإقتصاد بناء على اقتراح بنك السويد، و بمناسبة مرور 300 سنة على تأسيسه.
أدت هذه الوصية إلى حدوث خلافات كبيرة، بين أهالي نوبل والجهات المانحه للجوائز، حيث قال بعضهم أن الوصية غير قانونية، وزعم لبعض الآخر أنه لايحق له التصرف في ثروته، ولم تهدئ هذه الخلافات إلا بعد حوالي أربع سنوات.
جائزة نوبل
هي واحدة من أشهر الجوائز قيمة في العالم، ومكانة اجتماعية ومادية ومعنوية، حيث تقوم الأكاديمية السويدية للعلوم، باختيار الفائزين في مجال الكيمياء والفيزياء، بينما يقوم معهد كارولينسكابستوكهولم، باختيار الفائزين في مجال الطب والفسيولوجيا، ويقوم البرلمان النرويجي، بنتخاب خمسة أشخاص ليختاروا الفائز بجائزة السلام العالمي.
ويتم منح الجوائز في حفل ضخم، يقوم ملك السويد شخصيا بالإشراف عليه، وتسليم الجوائز للفائزين في العاصمة السويدية ستوكهولم، في اليوم الذي يوافق ذكري وفاة “ألفرد نوبل” وذلك في10ديسمبر من كل عام.!!
Discussion about this post