طفل الأنقاض
أبي لا تُصدِّقْ هُرَاءَ الغِيابِ
فإني هنا بين رَملٍ وبَابِ
قَريبٌ أنا مِنك لا أختَفي
وهزْمِي أكَاذيبُ، محضُ سرَابِ
تُرَانِي كمُزنٍ، كماء غزير
فبعضي ارتقى نحو غيم السحاب
غدا يا أبي سوف تنمو بذوري
فعظمي ولحمي سماد التراب
وبعضي أمور، وبعضي زهور
ولن يقطعوا عنفوان الشباب
ومهما استبدوا فلن يهزموني
فلست أخاف فهذا نصيبي
صبورا أعيش، شريفا أموت
وإن مزقوا فوق لحمي ثيابي
أعود كمثل الفنيق وأحيا
أعود عظيما كشجْر اللّزاب
فلا تكترث يا أبي أن علوت
فحريتي وعلوي منابي
وكل العصافير مثلي تغنت
بعطر المواويل رغم المصاب
منيرة الحاج يوسف / تونس
Discussion about this post