فى مثل هذا اليوم 4ديسمبر1954م..
محكمة الثورة بمصر تحكم على ستة من قيادات الإخوان المسلمين بالإعدام، وعلى سبعة آخرين بالسجن المؤبد وذلك بتهمه محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فيما عرف باسم حادثة المنشية.
69 عامًا بالتمام والكمال مرت على صدور حكم أول حكم بالإعدام من محكمة الثورة برئاسة جمال سالم وعضوية حسين الشافعى وأنور السادات على ستة من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وعلى سبعة آخرين بالسجن المؤبد، وذلك بتهمة محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فيما عرف باسم حادثة المنشية، وذلك فى عام 1954 .
وتُعد حادثة المنشية أولى المحاكمات الحقيقية التى تعرض لها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، منذ نشأتها فى عام 1928، حيث جرت الوقائع ما بين أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر 1954 والتى تضمنت – وفقا لـ”التحقيقات” حينها – تعرض الرئيس عبدالناصر لمحاولة اغتيال فى حادث المنشية الشهير بالإسكندرية واتهام السلطة للجماعة بالوقوف وراءها.
الوقائع
بداية الواقعة حين كان الراحل جمال عبد الناصر يخطب فى ميدان المنشية بالإسكندرية، وذلك فى احتفال شعبى بتوقيع اتفاقية الجلاء، وأثناء إلقاء جمال عبد الناصر لخطابه أطلق عليه أحد الشباب 8 رصاصات، حيث ظن الحضور أن عبد الناصر أصيب، وحاول الحرس الخاص إخراجه من موقع الحدث.
وفى تلك الأثناء – رفض جمال عبد الناصر إنهاء خطابه وواصل إلقاء خطابه الشهير قائلا: “أيها الرجال فليبق كلٌ فى مكانه، حياتى فداء لمصر، دمى فداء لمصر، أيها الرجال، أيها الأحرار، أتكلم إليكم بعون الله بعد أن حاول المغرضون أن يعتدوا على، إن حياة جمال عبدالناصر ملك لكم، عشت لكم وسأعيش حتى أموت عاملا من أجلكم ومكافحا فى سبيلكم، سيروا على بركة الله، والله معكم ولن يخذلكم، فلن تكون حياة مصر معلقة بحياة جمال عبدالناصر، إنها معلقة بكم أنتم وبشجاعتكم وكفاحكم، أن مصر اليوم قد حصلت على عزتها وعلى كرامتها وحريتها، سيروا على بركة الله نحو المجد نحو العزة نحو الكرامة.
وبالفعل عقب إلقاء جمال عبد الناصر خطابه تمكنت السلطات إلقاء القبض على الشاب الذى أطلق الرصاص على “عبد الناصر”، وكان اسمه محمود عبد اللطيف، ويعمل سمكرى فى إمبابة، وينتمى لجماعة الإخوان – بحسب “التحقيقات” – التى كشفت أن محمود عبد اللطيف كان عضوا فى جماعة الإخوان الإرهابية، وإن المحرض له المحامى هنداوى دوير، عضو الجماعة.
التحقيقات أكدت وقتها، أن عملية محاولة اغتيال عبد الناصر ما هى إلا جزء لا يتجزأ من خطة مُحكمة لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة، وحوالى 160 ضابطا من ضباط الجيش، كما تضمنت الاتهامات التى تم توجيهها للجماعة التخطيط للاستيلاء على الحكم، وتخزينهم لكميات كبيرة من الأسلحة والمفرقعات ليستخدمها الجهاز السرى، وهى الأسلحة التى قال المرشد فى المحاكمة إنها تخص الضباط الأحرار، وأن الإخوان حفظوها لهم أثناء حريق القاهرة فى يناير 1952.
كما أوضحت التحقيقات أنه كانت هناك عدة خطط أخرى لاغتيال جمال عبد الناصر، وقد وجه الاتهام لاثنين من الضباط الذين هربا خارج البلاد، وهما البكباشى أبو المكارم عبد الحى، والبكباشى عبد المنعم عبد الرؤوف، والأخير كان من الضباط الأحرار، كما أكدت التحقيقات أن المستشار حسن الهضيبى، مرشد الجماعة آنذاك، كان على علم بكل تفاصيل المخطط ومباركا له.
قائمة أحكام الإعدام
ألقى القبض على العديد من أفراد الجماعة الإرهابية، صدرت ضدهم أحكام بالسجن بدأت من عشر سنوات إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، أبرز الأحكام كان الإعدام بحق 7 من قيادات الجماعة، هم: محمود عبداللطيف، ويوسف طلعت، وإبراهيم الطيب، وهنداوى دوير، ومحمد فرغلى، وعبدالقادر عودة، والمرشد العام وقتها حسن الهضيبى الذى خفف عنه الحكم لاحقا إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.
حاولت صحف ومواقع إخوانية على مدار السنوات الماضية أن تحسن وجه الجماعة الإرهابية وتبرئها من العنف وعمليات الاغتيالات، إلا أنها وقعت في شر أعمالها واستندت على تصريحات من خبراء وسياسيين أكدوا أن الجماعة الإرهابية هي من ارتكبت حادثة المنشية ليس هذا فقط بل إن الإخوان هي من تقف وراء عملية الاغتيالات السياسية في مصر.
ونقل الموقع الإخواني عن أستاذ التاريخ بجامعة المنصورة، زكي بحري، قوله إنه لا يشك في أن جماعة الاخوان هي التي ارتكبت محاولة اغتيال الرئيس الراحل عبدالناصر “وهذا شيء أكيد، ولا يخفى على أحد”، مضيفا أن “الذي يثبت ذلك؛ هو أن كل الاغتيالات التي حدثت في السنوات الأخيرة كانت عن طريق الإخوان” على حد قوله.
وأوضح بحري أن “الطريقة التي تمت بها محاولة الاغتيال؛ هي نفسها الطريقة التي نفذتها الجماعة في أكثر من مرة، وفقا لما أكده ثروت الخرباوي، وغيره من القيادات المنشقة عن الإخوان”.
وأشار إلى أن “مؤسس الجماعة بدأ في تدريبات على الأسلحة المختلفة منذ السنوات الأولى للإخوان، وكوّن مجموعات عسكرية شاركت في حرب فلسطين عام 1948، في محاولة لتأسيس وحدات عسكرية تكون بمثابة جيش للجماعة عند وصولها للسلطة”.
وقال إن “الجماعات المتشددة المنتشرة على الساحة، مثل داعش وجبهة النصرة، اللتين ترتكبان عمليات اغتيالات في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة سوريا والعراق وليبيا؛ تتبع منهجا مستمدا من منهج الإخوان، ويعد تطورا طبيعيا لأفكارهم الاغتيالية”، لافتا إلى أن “الاغتيالات التي قام بها النظام السري للجماعة؛ شملت اغتيال القاضي الخازندار، ورئيس الوزراء الأسبق محمود فهمي النقراشي، والرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات”.!!
Discussion about this post