في مثل هذا اليوم 12 ديسمبر975م….
العزيز بالله يستلم الخلافة الفاطمية بعد وفاة المعز لدين الله.
حكم الفاطميون مصر فى الفترة من 973 – 1171، وكان ضمن حكامها العزيز بالله الذى تولى الحكم فى 12 ديسمبر من عام 975 بعد وفاة المعز لدين الله. والعزيز بالله اسمه “نزار أبو منصور العزيز” وأطلق عليه اسم العزيز بالله حسب عادة الفاطميين عندما يتولى أحد خلفائهم الحكم فيعطونه اسماً منتسبا لله
العزيز بالله اسمه “نزار أبو منصور العزيز” وأطلق عليه اسم العزيز بالله حسب عادة الفاطميين عندما يتولى أحد خلفائهم الحكم فيعطونه اسماً منتسبا لله.
ويقول بعض المؤرخين أن المعز تنازل عن الخلافة لابنه، ولما كان العزيز صغيراً فى السن ولم يكن له معرفه بالأمور السياسية وقيادة الجيش أعاد تعيين جوهر الصقلى على قيادة الجيش، وأظهر اللين والرفق فى معاملة المصريين فأحبه العامة والخاصة.
وقال المقريزى فى “المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطب والآثار الجزء الثانى “وقام من بعده ابنه العزيز بالله أبو منصور نزار فأقام فى الخلافة إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصفًا ومات وعمره اثنتان وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة عشر يومًا فى الثامن والعشرين من رجب سنة ست وثمانين وثلثمائة بمدينة بلبيس وحمل إلى القاهرة”.
وقال “جاك تاجر” فى كتابه أقباط ومسلمون ” كان العزيز قد تزوج من امرأه نصرانية من طائفة الملكيين ( الأروام) وأنجب منها ضمن ما أنجب بنتاً اسماها ” ست الملك ” وكانت أخلاقها تشبه أخلاق والدتها أو بمعنى آخر كانت تعطف كثيراً على النصارى، وكان العزيز يحب زوجته وابنته حباً جماً ويعمل برأيهما إلى حد جعله يصدر أمراً مخالفاً للقانون وهو تعيين “أرسين”، و ” أرستيد” من طائفة الملكيين بطريركين الأول على الإسكندرية والآخر على أنطاكيه وأورشليم “.
وحكم العزيز واحد وعشرين سنة وفاجأته المنية وهو يستحم فى حمامه فى بلبيس سنة 996 م وبدأ حكم ابنه “الحاكم بأمر الله الفاطمى” وهو صغير .
بينما يقول العدد 184 من مجلة الرسالة الذى صدر فى سنة 1937، قصة يمازجها شىء من الغموض والاضطراب، وتقول لنا الرواية أن هذه السيدة زوج العزيز أو سريته، كانت جارية رومية نصرانية من طائفة الملكية، وكان لها أيام العزيز نفوذ كبير فى الدولة، وكان لها أخوان هما ارسانيوس أو (أرساني) وأريسطيس، رفعهما العزيز بتدخله ونفوذه إلى ذرى المناصب الكنسية، فعين أريسطيس بطريركا للملكية ببيت المقدس (سنة 375هـ) وعين أرسانيوس فى نفس العام مطرانا للقاهرة، ثم عين بعد ذلك بطريركا للملكية بالإسكندرية (سنة 390هـ) وكان لهذين الحبرين بلا ريب نفوذهما فى بلاط يرتبط معها بأواصر المصاهرة، وفيه أختهما (زوج الخليفة) وابنته منها الأميرة العاقلة المحبوبة ست الملك، وكانت عند وفاة والدها العزيز فى نحو السادسة والعشرين من عمرها، وقد حملت رسالته فى التسامح بعد ذلك فى فرص كثيرة، ولاسيما بعد مصرع أخيها الحاكم بأمر الله سنة 411هـ.
أنشأ ملحقا بقصره ضم مكتبة ضخمة عرفت بكونها أكبر مكتبة في التاريخ الإسلامي ضمت مجموعة هائلة من ملايين المجلدات والكتب في شتي العلوم والآداب، لكن هذه المكتبة احترقت ودمرت وضاعت منها مئات آلاف الكتب والمجلدات حين وقع الخلاف بين الجنود السودانين والأتراك في عام 1068 م.حين لم يتمكن الخليفة آنذاك من دفع رواتب الجند، فهجموا علي المكتبة وأتلفوا محتوياتها، وأشار القلقشندي إلى نهاية المكتبة بقوله: (وكانت من أعظم الخزائن، وأكثرها جمعًا للكتب النفيسة من جميع العلوم… ولم تزل على ذلك إلى أن انقرضت دولتهم (أي دولة الخلفاء الفاطميين)”. (من محاضرة ألقاها د. منصور سرحان مدير إدارة المكتبات العامة ببيت القرآن).
وشهدت مصر كذلك في عهده استقرارا ملحوظا ونهضة اقتصادية ورواجا تجاريا، فضلا عن النهضة العمرانية العظيمة وإنشاء العديد من المساجد والأربطة والمدارس، والاهتمام بالحدائق والبساتين وتشييد القصور الأنيقة والمباني الفخمة؛ وهو ما يعكس حياة الترف والرفاهية التي اتسم بها عهد العزيز.
وفاته
وصل ملك الروم إلى حلب فاستولى على ما فيها، ثم اتجه إلى حمص فاستولى عليها، وسار إلى طرابلس فحاصرها أربعين يوما دون أن يتمكن من فتحها، حتى اضطر إلى العودة إلى بلاده مرة أخرى.
وعندما علم العزيز بما حدث عظم ذلك عليه، ونادى في الناس بالخروج للقتال، وفتح خزائنه فأنفق منها على التجهيز للحرب، وأعد أسطولا حربيا جمع له العدد والآلات والأسلحة اللازمة.
ولكن حدثت مجموعة من الكوارث العجيبة والأحداث الغريبة، فقد احترق الأسطول الذي أنفق الكثير من الجهد والمال لتجهيزه قبل أن يخرج للقتال، فتمّ صنع أسطول آخر، فلما خرج إلى البحر هبت ريح قوية فتحطم الأسطول وغرق عدد كبير من الجنود.
ولكن ذلك كله لم يجعل الوهن أو اليأس يتسرب إلى نفس العزيز بالله، ولم يضعف ذلك من عزيمته، فخرج في جيوش هائلة إلى بلاد الشام لينتقل منها إلى أرض الروم.
ولم يكن يدري أن ساعات قليلة تفصل بين يومه الذي يحياه وغده الذي لن يراه؛ فقد اشتد عليه مرض «القولنج» الذي أصابه ببلبيس عند خروجه من مصر وتزايد عليه حتى أودى بحياته في (28 من رمضان 386هـ= 15 من أكتوبر 996م) وهو في الرابعة والأربعين من عمره.!!
Discussion about this post