في مثل هذا اليوم 20 ديسمبر 1803م..
تمر اليوم الذكرى الـ220 على الفرنسيون يسلمون نيو أورلينز ولويزيانا إلى الولايات المتحدة التي قامت بشرائها، وذلك 21 ديسمبر عام 1803، هي مدينة أمريكية، وأكبر مدن ولاية لويزيانا. تقع في جنوب شرق الولاية. مساحتها 907 كم.
تأسست المدينة في مايو 1718، على يد جان بابتيست لو موين دي بينفيل، وسميت على شرف فيليب أورليان، الذي كان رئيسًا لدولة فرنسا في ذلك الوقت، في سنة 1763، فقدت فرنسا السيطرة على المدينة لاسبانيا، وفي سنة 1801، استعادة فرنسا المدينة من جديد.
كانت فرنسا تتحكم بهذا المساحة الواسعة من عام 1699 إلى 1762، وهو العام الذي منحت فيه هذه المناطق إلى حليفتها إسبانيا. استعادت فرنسا هذه الأراضي تحت حكم نابليون بونابرت في 1800 على أمل بناء إمبراطورية في أمريكا الشمالية، لكن ثورة العبيد في هاييتي بالإضافة إلى الحرب الوشيكة مع بريطانيا جعلت فرنسا تتخلى عن خطتها هذه وتبيع المساحة بأكملها للولايات المتحدة، التي كانت ترغب في الأصل بشراء نيو أورليانز والأراضي المحيطة بها فقط.
في سنة 1803، تم بيع منطقة شاسعة تشمل مدينة نيو أورلينز والمناطق المحيطة بها من قبل نابليون إلى الولايات المتحدة مع شراء لويزيانا. بعد انضمامها رسميا الى الولايات المتحدة، بدأت المدينة في النمو بشكل كبير مع مجموعة متنوعة من الأعراق المختلفة.
خلال شهر مارس سنة 1802 أصبح القائد الفرنسي نابليون بونابرت مؤيدا وبشكل تام لفكرة بيع منطقة لويزيانا للأميركيين، وقد جاء تأييد بونابرت لهذا الأمر عقب الكوارث التي حلت بالقوات الفرنسية خلال حملتها العسكرية على هايتي، حيث لقي عدد كبير من الجنود الفرنسيين مصرعهم قبيل بداية الحملة بسبب تفشي وباء الحمى الصفراء.
مطلع شهر أبريل سنة 1803 ذهل الأمريكيون أمام العرض الفرنسي الجديد، حيث وافقت فرنسا على بيع كامل أراضي لويزيانا مقابل مبلغ مالي قدر بنحو خمسة عشر مليون دولار (ما يعادل 320 مليون دولار خلال الفترة المعاصرة)، أي أن مساحة الولايات المتحدة الأميركية كانت ستتضاعف مقابل خمسة عشر مليون دولار فقط، وهو ما يمثل مبلغا زهيدا، وبناء على العرض الجديد وافقت فرنسا على بيع مليوني كلم مربع بثمن يقارب سبعة دولارات فقط للكيلومتر المربع الواحد.
وافقت الولايات المتحدة الأميركية على المقترح الفرنسي وأقدمت على الاستعانة ببنك بارينجز البريطاني للحصول على المبلغ المالي المطلوب، ويوم الثلاثين من شهر أبريل سنة 1803 وقعت كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية على اتفاقية بيع لويزيانا مقابل خمسة عشر مليون دولار، حصلت على إثرها فرنسا على مبلغ 11,25 مليون دولار، بينما ذهبت بقية المبلغ كتعويضات للولايات المتحدة الأميركية على خلفية أحداث القرصنة الفرنسية قرب السواحل الأميركية خلال العقود الماضية.
كانت شراء لويزيانا (بالإنجليزية: Louisiana Purchase) صفقة حصلت فيها الولايات المتحدة على إقليم لويزيانا من فرنسا النابليونية في عام 1803. استملكت الولايات المتحدة اسميًا إجمالي مساحة 828,000 ميل مربع (2,140,000 كم مربع؛ 530,000,000 فدان) مقابل 15,000,000 دولار، أو ما يقارب 18 دولار للميل المربع. رغم أن فرنسا كانت تسيطر على جزء صغير من هذه المنطقة، ويشغل الأمريكيون الأصليون مساحة كبيرة منها؛ بالنسبة للمنطقة بمعظمها، فإن ما اشترته الولايات المتحدة كان حقًّا «استباقيًا» بالحصول على أراضي «الهنود» بموجب معاهدةٍ أو عن طريق الاحتلال، وبإقصاء القوى الاستعمارية الأخرى. قُدرت التكلفة الإجمالية لجميع المعاهدات والتسويات المالية اللاحقة حول الأراضي بنحو 2.6 مليار دولار.
سيطرت مملكة فرنسا على إقليم لويزيانا من عام 1699 حتى عام 1762 وذلك حين تنازلت عنها لإسبانيا. في عام 1800، استعاد نابليون، القنصل الأول للجمهورية الفرنسية، ملكية لويزيانا كجزء من مشروع ذو نطاق أوسع يشمل إعادة تأسيس إمبراطورية فرنسية استعمارية في أمريكا الشمالية. ومع ذلك، فإن فشل فرنسا في إخماد ثورةٍ اندلعت في سان دومينغو، إلى جانب احتمالية تجدد الحرب مع المملكة المتحدة، دفع نابليون إلى التفكير في بيع لويزيانا إلى الولايات المتحدة. كان الاستحواذ على لويزيانا هدفًا طويل الأمد للرئيس توماس جيفرسون، الذي كان يتطلع بشكل خاص إلى السيطرة على ميناء نيو أورلينز الحيوي على نهر المسيسيبي. كلف جيفرسون جيمس مونرو وروبرت آر. ليفينغستون بشراء نيو أورلينز. بالتفاوض مع وزير الخزانة الفرنسي فرانسوا باربي ماربوا (الذي كان يعمل باسم نابليون)، وافق الممثلون الأمريكيون سريعًا على شراء أراضي لويزيانا بأكملها بعد عرضها. بتجاوزهما معارضة الحزب الفدرالي، أقنع جيفرسون ووزير الخارجية جيمس ماديسون الكونغرس بإقرار صفقة لويزيانا وتمويلها.
مدت صفقة لويزيانا سيادة الولايات المتحدة عبر نهر المسيسيبي، فضاعفت تقريبًا الحجم الاسمي للبلاد. شملت الصفقة أراضٍ من 15 ولاية أمريكية حالية ومقاطعتين كنديتين، بما في ذلك أركنساس وميسوري وأيوا وأوكلاهوما وكنساس ونبراسكا بأكملهم؛ وأجزاء كبيرة من داكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية؛ ومنطقة مونتانا ووايومينع وكولورادو شرق خط التقسيم القاري؛ وجزء مينيسوتا الواقع غرب نهر المسيسيبي؛ والجزء الشمالي الشرقي من نيو مكسيكو؛ والأجزاء الشمالية من ولاية تكساس؛ ونيو أورلينز والأجزاء الواقعة غرب نهر المسيسيبي من ولاية لويزيانا الحالية؛ وأجزاء صغيرة ضمن نطاق ألبرتا وساسكاتشوان. في وقت إجراء الصفقة، بلغ تعداد سكان لويزيانا من غير الأصليين نحو 60,000 نسمة، نصفهم عبيد أفارقة. جرت تسوية الحدود الغربية في الصفقة لاحقًا بموجب معاهدة آدمز-أونيس مع إسبانيا عام 1819، في حين عُدلت الحدود الشمالية فيها بموجب معاهدة عام 1818 مع بريطانيا.
على الرغم من أن وزير الخارجية تاليران عارض الخطة، في 10 أبريل 1803، أخبر نابليون وزير الخزانة فرانسوا باربي ماربوا أنه يفكر في بيع إقليم لويزيانا بأكمله إلى الولايات المتحدة. في 11 أبريل 1803، قبل أيام فقط من وصول مونرو، عرض باربي ماربوا على ليفينغستون لويزيانا بأكملها مقابل 15 مليون دولار، بوسطي أقل من ثلاثة سنتات للهكتار. يعادل مجموع 15 مليون دولار نحو 320 مليون دولار في 2019، أو 60 سنت للفدان (7 سنتات للهكتار). كان الممثلون الأمريكيون على استعداد لدفع ما يصل إلى 10 ملايين دولار مقابل نيو أورلينز وضواحيها، لكنهم ذُهلوا عندما عُرضت المنطقة ذات الحجم الأكبر بكثير مقابل 15 مليون دولار. سمح جيفرسون لليفينغستون بشراء نيو أورلينز فقط. ومع ذلك، كان ليفينغستون على يقين من أن الولايات المتحدة ستقبل العرض.
اعتقد الأمريكيون أن نابليون قد يسحب العرض في أي وقت، مما يمنع الولايات المتحدة من الحصول على نيو أورلينز، لذلك وافقوا ووقعوا على اتفاقية شراء لويزيانا في 30 أبريل 1803 في فندق توبوف في باريس. وقع عليها روبرت ليفينغستون وجيمس مونرو وفرانسوا باربي ماربوا. بعد التوقيع صرح ليفينغستون تصريحه المشهور، «لقد عشنا طويلًا، لكن هذا العمل هو الأمجد في حياتنا كلها … من اليوم أخذت الولايات المتحدة مكانها بين قوى الصف الأول». أُعلن عن المعاهدة في 4 يوليو 1803 لكن الوثائق لم تصل واشنطن العاصمة حتى 14 يوليو. كان إقليم لويزيانا شاسعًا، ويمتد من خليج المكسيك في الجنوب إلى أرض روبرت في الشمال، ومن نهر المسيسيبي في الشرق إلى جبال روكي في الغرب. ضاعف الاستحواذ على الأراضي من حجم الولايات المتحدة.
في نوفمبر 1803، سحبت فرنسا قواتها الباقية البالغ عددها 7,000 جندي (توفي أكثر من ثلثي قواتها هناك) وتخلت عن طموحاتها في نصف الكرة الغربي. في عام 1804 أعلنت هايتي استقلالها؛ ولكن خوفًا من تمرد العبيد في الداخل، رفض جيفرسون وبقية الكونغرس الاعتراف بالجمهورية الجديدة، والثانية في نصف الكرة الغربي، وفرضوا حظرًا تجاريًا عليها. أعاق هذا الأمر، إلى جانب المطالبة الفرنسية الناجحة بتعويض قدره 150 مليون فرنك في عام 1825، قدرة هايتي بشدة على إصلاح اقتصادها بعد عقود من الحرب.!
Discussion about this post