__قراءتي في رباعية(أيا حافي القدمين)
للشاعر الدكتور Hamed Hadji
————-
أيا حافي القدمين وليس تزلّ بك الأرض والقدمُ
وفي طينَةِ المَجدِ خرّ لك الجندُ وارتفع العلمُ
وتبسط كفّك تطلقها لكأنَّهُمُو الطيرُ روّعها الباشقُ النّهمُ
فأنت الذي نَذَرَ المجدُ فيه وأسمع بارودك من به صممُ!
——————
الشاعر أحمد ابراهيم الحاج يكتب
حافي القدمين أمشي فوق أرضكِ
يا فلسطين الحبيبة لا أبالي
حافظاً لدروس جدّي
حاملاً فأسي بكتفي
زارعاً أرضي بزندي
جانياً قوتي بسعيي
فاسمحي لي واذني
—————
الأرض تعشق من يطأ وجنتها حافيا
لانه لا يؤلمها وقدماه تداعبانها بلطف
والطين لا يضر الطين بل يحن اليه ويعطف عليه
لذا اذا سرت على وجه الارض سر حافيا وخفف الوطأ
الأرض تراب وانت ذرات من هذا التراب
وليس للفرع أن يتعالى ويتكبر على الأصل
لأن الأصل يحكم قبضته على حياة الفرع
فما بالنا اذا كانت هذه الأرض هي الوطن
الذي تكرّم وحوانا وتنفسنا هواءه وشربنا ماءه
واكلنا خبزنا من سنابله الاولى؟
ولحظة تواصل (حافي القدمين)مع الارض
هي لحظة استثنائية
يا حافي القدمين وليس تزلّ بك الأرض والقدمُ
وفي طينَةِ المَجدِ خرّ لك الجندُ وارتفع العلمُ
لحظة تعـني الثبات على المبدأ وتعنى التجذر في المجد والمجد كما الأصالة لا يشترى واذا كانت الاصالة تورث فالمجد يصنع ويبنى لبنة لبنة وأدوات بنائه متعددة ومتنوعة وتطوَّع حسب
المجد المنشود وفي هذه الرباعية- رافعة المجد هي المقاومة والنضال من اجل استعادة حق مغتصب
وصاحب الحق غالب لامحالة مهما بعُد الهدف
حتى وان رآه خائر العزيمة مستحيلا
فأين الأقوياء من اصحاب الحق ؟
سحق التاريخ الطغاة والجبارة وخلّد المقاوين الاشداء الصامدين والمستميتين في الدفاع عن حقهم في ارضهم بل وتوجهم ابطالا على مر العصور وقدوة لكل من يسعى لاسترجاع حقه سعيا حثيثا
وحافي القدمين هنا هي(عبارة)وظفّها الشاعر أولا للتعميم والمقصود بها كل مقاوم وحامل راية الوطن لرفعها عاليا في وجه كل ظالم مستبد
وثانيا لتخليد لحظة تهون فيها الحياة وترخص الروح فداء للوطن
أليس المقاوم هو مروّع العدو ؟
أليس صوت طلق باروده من بندقيته العادية جدا
يضاهي بل يتجاوز دوي كل مدافع العدو
هذا لأن صوت الحق كان وما زال مدويا ويعلَى ولا يُعلَى عليه؟
أليس صوت الحق يربك العدو ويدخله في حالات
هيستريا فيخبط خبطة عشواء حتى يعميه الخوف والظلم فيقتّل رعيته؟
وهذا ماحدث عبر التاريخ وما الحرب على الجزائر وعلى الفيتنام وعلى العراق ووووو منا ببعيد
وهذا ما يحدث مع بني صهيون الان في فلسطين
وكل قضية عادلة تمشي حافية القدمين
قد تدميها الأشواك والأسلاك وتعطلها الشراك
فتتعثر تسقط وتنهض وتستمر وتقاوم وتنتصر
ما يمكن أن نخلص اليه ان الشاعر
قدّم لنا رباعية اجتمعت فيها الفكرة والألفاظ معا لخدمة المضمون ألا وهو ان الوطن(فلسطين) في فؤاده وتسكن بين ضلوعه
تحتضنه ويدثرها بروحه ويزمّلها بشٍعره والشعر
سلاح اثبت انه من أسلحة المقاومة الفتاكة والتي لا تهرق الدماء…
فائزه بنمسعود
Discussion about this post