في مثل هذا اليوم 27 ديسمبر1945م..
الشيخ مصطفى عبد الرازق يتولى مشيخة الجامع الأزهر.
الشيخ مصطفى حسن عبد الرازق (حوالي 1304 هـ / 1885م – 24 ربيع الأول 1366 هـ / 15 فبراير 1947م) مفكر وأديب مصري، وعالم بأصول الدين والفقه الإسلامي شغل منصب شيخ الجامع الأزهر الشريف، ويعتبر مجدد للفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، وصاحب أول تاريخ لها بالعربية، ومؤسس «المدرسة الفلسفية العربية». تولى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرات، وكان أول أزهري يتولاها، واختير شيخا للأزهر في ديسمبر 1945م / محرم 1365 هـ.
ولد مصطفى عبد الرازق في أسرة وطنية ثرية في قرية أبو جرج بمحافظة المنيا؛ فكان والده حسن عبد الرازق من مؤسسي جريدة «الجريدة» التي دعت إلى الحكم الدستوري والإصلاح الاجتماعي والتعليم، وكذلك كان والده من مؤسسي «حزب الأمة». حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر، حيث التقى بالشيخ الإمام محمد عبده، وهناك حصل على شهادة العالمية سنة (1326 هـ / 1908م). ودرّس القضاء الشرعي في الأزهر. ثم استقال.
تتلمذ للأستاذ محمد عبده، والشيخ بسيوني عسل – أستاذه في الفقه -، والشيخ محمد حسنين البولاقي – والد أحمد حسنين باشا، والشيخ أبو الفضل الجيزاوي، وغيرهم.
السفر إلى فرنسا
سافر إلى فرنسا ودرس في جامعة “السوربون”، ثم جامعة ليون التي حاضر فيها في أصول الشريعة الإسلامية. حصل على شهادة الدكتوراه برسالة عن «الإمام الشافعي أكبر مشرعي الإسلام»، وترجم إلى الفرنسية «رسالة التوحيد» للإمام محمد عبده بالاشتراك مع «برنار ميشيل» وألفا معا كتابا بالفرنسية.
عودته لمصر
عين موظفا في المجلس الأعلى للأزهر، ثم مفتشاً بالمحاكم الشرعية، وكان نشطا في الصحافة والسياسة. في عام (1346 هـ / 1927م) عين أستاذا مساعدا للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)، ثم أصبح أستاذ كرسي في الفلسفة، وأصدر أهم كتبه الفلسفية «تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية»، وكتاب «فيلسوف العرب والمعلم الثاني». تتلمذ علي يديه نجيب محفوظ حيث أدرك محفوظ أهمية العربية الفصحي في الكتابة بديلا عن العامية.
شقيقه علي باشا عبد الرازق
شقيقه علي عبد الرازق كان وزيراً للأوقاف وهو صاحب كتاب الإسلام وأصول الحكم الذي أغضب عليه الأزهر فسحب منه شهادته.
من مؤلفاته
كتب دراسة صغيرة أدبية عن البهاء زهير الشاعر المعروف، ونشرت سنة 1349 هـ / 1930م)،
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية، سنة 1363 هـ / 1944م وهو أشهر كتبه وأهمها.
كتاب «فيلسوف العرب والمعلم الثاني» في سيرة الكندي والفارابي وصدر سنة 1364 هـ / 1945م.
كتاب «الإمام الشافعي»، وصدر ضمن سلسلة أعلام الإسلام سنة 1364 هـ /= 1945م.
الدين والوحي والإسلام.
محمد عبده سيرته، ونشره في سنة 1365 هـ / 1946م، وهو يجمع مقالاته ودراساته عن أستاذه، وركز فيه على الجانب الإصلاحي والفلسفي من حياة الإمام، كما قام بترجمة «رسالة التوحيد» لمحمد عبده إلى الفرنسية بالاشتراك مع برنارد ميشيل.
مذكرات مسافر.
مذكرات مقيم.
جمع أخوه الشيخ علي عبد الرازق مجموعة من مقالاته التي نشرها في الجرائد والمجلات في كتاب تحت عنوان «من آثار مصطفي عبد الرازق» مع مقدمة لطه حسين، وصدر في سنة 1377 هـ / 1957م).
يعد الشيخ مصطفى عبدالرازق علامة بارزة بين علماء الأزهر الشريف، ومَن تولوا مشيخة الأزهر الشريف، حيث جمع بين العلم الشرعي والأدب والتاريخ والفلسفة الإسلامية والترجمة، وهو مؤسس المدرسة الفلسفية العربية.
كما اجتمع للشيخ سمت العلماء وصفتهم، من التواضع، والوقار، والأدب الجم، ولين الجانب، فكانت ابتسامته لا تفارق وجهه، وحظي بحب موفور من مشايخه وأساتذته، ومرؤسيه وتلامذته.
تولى الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق مشيخة الأزهر، في 27 من ديسمبر سنة 1945، وهذا الأمر لم يرض به مجموعة من كبار العلماء في الأزهر؛ لأن شيخ الأزهر ينبغي أن يكون من هيئة جماعة كبار العلماء، ولا يُعيَّن بالهيئة إلا من تولَّى وظائف معينة في القضاء الشرعي، أو درس بالأزهر مدة معينة، ولم يكن الشيخ مصطفى عبد الرازق باشر التدريس بالأزهر، ولم يعترف كبار علماء الأزهر بتدريسه بالجامعة المصرية، فحلَّ أولياءُ الأمور هذه المشكلة بإصدار قانون جديد يقضي بأن يكون التدريس في الجامعة مُسَاويًا للتدريس في الكليات الأزهرية في الترشيح لمشيخة الأزهر.
ولم يمض عليه حول كامل في مشيخة الأزهر حتى تم اختياره أميرًا للحج، فخرج لأداء الفريضة في 28 من أكتوبر سنة 1946م، ولبث في رحلته شهرًا وأيامًا ثم عاد ليتفرغ لاستئناف وجوه الإصلاح في الأزهر، ولكن الأمر لم يطل به.
ذهب الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق في 15 من فبراير سنة 1947م إلى مكتبة الأزهر فترأس جلسة المجلس الأعلى للأزهر ثم عاد إلى بيته فتناول طعامه ونام قليلا، ثم استيقظ فتوضأ وصلَّى، ثم شعر بإعياء شديد فاستُدعي الطبيب فوجد أن الشيخ قد وافته المنية!!







Discussion about this post