في مثل هذا اليوم 28 ديسمبر2002م..
اغتيال النائب الاشتراكي اليمني جار الله عمر بالرصاص على يد مجهول.
جارالله عمر، (1942 -28 ديسمبر 2002) كان ناشطًا سياسيًا يمنيًا ذو ميول يسارية ويعتبر مؤسس أحزاب اللقاء المشترك المعارض للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
ـ بدأ تعليمه في كُتَّاب القرية والمدرسة الشمسية بذمار ثم المدرسة العلمية بصنعاء.
ـ شارك مشاركة فاعلة في التظاهرات الطلابية بصنعاء التي سبقت قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، كما قاد مظاهرات جماهيرية تعميداً لانتصارات ثورة سبتمبر بعد قيامها.
ـ التحق في عام 1963 بكلية الشرطة وتخرج منها وعين في هيئة التدريس بالكلية التحق بصفوف حركة القوميين العرب عام 1960.
ـ شارك في الدفاع عن العاصمة صنعاء أثناء حصار السبعين يوماً.
ـ من مؤسسي الحزب الديمقراطي الثوري اليمني (مسمى سابق للحزب الاشتراكي الحالي) وعضو في اللجنة المركزية للحزب في مؤتمره الأول عام 1968 في عدن.
ـ اعتقل إثر أحداث أغسطس عام 1968 في صنعاء لمدة 3 سنوات.
ـ غادر إلى عدن عام 1971.
ـ انتخب عضواً في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الثوري اليمني في المؤتمر الثاني عام 1972.
ـ من مؤسسي الحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمره التأسيسي 14 أكتوبر 1978 في عدن.
ـ عضواً في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي منذ مؤتمره الأول ومسؤولاً أول عن نشاط الحزب في الشطر الشمالي آنذاك تحت مسمى (حزب الوحدة الشعبية اليمني).
ـ من قيادي الجبة الوطنية الديمقراطية 1975 ـ 1990.
ـ أول من دعا إلى تبنى التعددية السياسية والحزبية في الشطر الجنوبي قبل الوحدة اليمنية.
ـ عضو في المجلس الاستشاري الذي تلى قيام دولة الوحدة اليمنية العام 1990
ـ عضو في المكتب السياسي وسكرتير الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية للحزب الاشتراكي اليمني 1990.
ـ من أبرز الشخصيات التي شاركت في الحوارات السياسية بين الأحزاب اليمنية خلال الفترة الانتقالية 1990 ـ 1993.
ـ وزيراً للثقافة والسياحة 1993.
ـ من المساهمين الأساسيين في صياغة وثيقة العهد والاتفاق 1994 وأحد الموقعين عليها في عمَّان عام 1994.
ـ من أبرز الشخصيات الحوارية التي حاولت منع قيام حرب صيف 1994.
ـ ساهم في إعادة بناء الحزب الاشتراكي اليمني بعد حرب صيف 1994 من خلال موقعه كعضو في المكتب السياسي مسؤولاً عن الدائرة السياسية للحزب.
ـ واصل نشاطه الحواري مع الأحزاب السياسية اليمنية من أجل ترسيخ العملية الديمقراطية وإزالة آثار حرب صيف 1994.
ـ أدت تلك الحوارات إلى تأسيس مجلس التنسيق وأخيراً اللقاء المشترك الذي يضم عدداً من أحزاب المعارضة بينها حزب التجمع اليمني للإصلاح.
ـ أنتخب أميناً عاماً مساعداً للحزب في دورته الثانية عام 2000.
مساهماته الفكرية
ـ عضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
ـ ساهم في كتابة تاريخ الثورة اليمنية من خلال مشاركته الفاعلة في الندوات وكتابة المقالات عن تاريخ الثورة اليمنية ومن خلال كتابه القيم عن حصار السبعين يوماً الذي صدر في عام 1982. ـ من أبرز المساهمين في التأصيل النظري للتحولات السياسية التي مر بها الحزب الاشتراكي اليمني من خلال عدد كبير من الكتابات الفكرية حول ذلك.
ـ من مؤسسي المؤتمر القومي العربي ومشارك في كل مؤتمراته.
ـ من ابرز الشخصيات السياسية التي اعتنقت الديمقراطية والتسامح السياسي من خلال كتاباته النظرية أو سلوكه اليومي.
ـ حائز على احترام وصداقة عدد كبير من المثقفين والأدباء العرب ومساهم نشط في الحوارات الفكرية التي تدور على الساحة السياسية العربية.
ـ مزج في كتاباته بين الثقافة الإسلامية المتسامحة التي امتلك ناصيتها خلال دراساته الأولى وبين الثقافة الديمقراطية المعاصرة فكان نعم المفكر المعاصر المتنور.
– متزوج وله 5 أبناء، 4 أولاد (قيس، أوسان، عبد الغني وبسام) وبنت واحدة اسمها مسار.
اغتياله
اغتيل في 28 ديسمبر 2002م بعد أن تلقى رصاصتين في صدره أمام أكثر من 4000 شخص هم أعضاء وضيوف المؤتمر العام الثالث لحزب الإصلاح الإسلامي وأمام شاشات التلفزة ووسائل الإعلام المختلفة بعد دقائق من إلقائه لكلمة قوية نيابة عن الحزب الاشتراكي أمام المؤتمر العام، وقد قبض على القاتل على الفور وكشف عن مخطط لقتل مجموعة من السياسيين من قادة الناصريين والبعثيين، وحكم عليه لاحقًا بالإعدام جراء جريمته.
إلا أن الكثير من السياسيين والمطّلعين والعارفين بالأمور يؤكدون ويشيرون بأصابع الإتهام للنظام اليمني والرئيس علي عبد الله صالح شخصياً بتدبير الاغتيال وتصفية الرجل لخطره السياسي الكبير عليه ومواقفه القوية ضد الفساد وتصرفات الرئيس وقد دلت على ذلك التهديدات التي تلقاها جارالله عمر من صالح شخصياً بالتصفية وكشف عنها بعد ذلك عدد من رفاق جار الله عمر. كما يدل هذا الاغتيال بسيناريو المعد إلى أنه كان محاولة لضرب عصفورين بحجر الأول تصفية هذا السياسي النشط والثاني تفجير تحالف المعارضة من الداخل وإدخاله في دوامة الدم والصراع.
– دفن في مقبرة الشهداء في صنعاء وشيعه مئات الآلاف من اليمنيين في مشهد جنائزي نادر وعفوي كما رثاه الآلاف من كتّاب ومفكري ونخب العالم العربي والدولي. هناك من يشير أن المستفيد الأول لاغتياله هم من أمسكوا بزمام اللقاء المشترك كونه كان ذا شعبية طاغية في أحزاب اللقاء المشترك ويشكل منافسًا قويًا لنفوذ الأحمر والحضور السياسي لبعض المشايخ والإقطاعيين وخاصة أن الشهيد من المؤسسين البارزين للحزب الاشتراكي المعروف عن مبادئه المبغضة للقطاعية والمشيخة والرأسمالية الاحتكارية.
تداعيات الاغتيال
حزب المؤتمر
في الوقت الذي كانت تدور فيه الشكوك والتساؤلات حول تنفيذ حادثة اغتيال جار الله عمر واختيار الزمان والمكان، وما إذا كان أمراً دبِّر بليل.. كان حزب المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم يشن حملة إعلامية لا هوادة فيها عبر وسائله المختلفة ضد حزب التجمع اليمني للإصلاح ذو التوجه الإسلامي الأمر الذي لفت نظر الكثيرين. وسارعت وسائل الإعلام الرسمية إلى الإعلان عن الحادث، والكشف عن هوية القاتل بأنه عضو في التجمع اليمني للإصلاح، وطالب في جامعة الإيمان بطريقة هي أقرب إلى الكيد منه إلى الشفافية والوضوح، حيث حرص الإعلام على إعادة وتكرار تلك المعلومات عقب الحادثة مباشرة، وقبل أن تتسلم الأجهزة الأمنية منفذ العملية.
وجاء الاتهام صريحاً في مقالات بعض الكتاب من حزب المؤتمر، ففي مقال بعنوان (الاصطفاف ضد الإرهاب) أوردت صحيفة الميثاق مقالاً أكدت فيه (أن علي أحمد جار الله وعابد كامل نهلا من مشرب ثقافي واحد وتشبعا بثقافة الكراهية والعنف«وختمت الصحيفة مقالها بالقول» إنه يوجد في حزب الإصلاح من يرعى وينشر ثقافة العنف والتكفير«وتساءلت:» هل بوسع العقلاء في هذا الحزب «البراء من أولئك المتطرفين حتى لا يكون العقلاء مجرد مظلة لهم؟». ويرى البعض أن حزب المؤتمر من خلال حملته الإعلامية على حزب الإصلاح هدف إلى تشويه صورة حزب الإصلاح وإرهاب القوى والشخصيات الاجتماعية في الداخل، من أجل عدم إقامة أي تقارب معه لا سيما وأن جار الله عمر كان ضحية لهذا التقارب.
حزب الإصلاح
تحت وطأة الهجمة التي مارسها حزب المؤتمر من خلال تلك الحملة الإعلامية تبنى الإصلاح لهجة خطابية وسياسية جديدة وغريبة ليطمأن الحزب الاشتراكي الذي صرح أمينه العام – في حوارٍ أجرته معه صحيفة الناس ونشرته في عددها (129) بقوله «أدعو المؤتمر والإصلاح إلى الاتفاق على كل شيء إلا على تضييع قضية جار الله عمر» !!..
صحيح أن الإصلاح قد نجح إلى حدٍ ما في إدارة الأزمة عندما فطن لإجراء التحقيقات الأولية مع منفذ عملية اغتيال جار الله عمر في منزل الشيخ الأحمر عقب الحادثة مباشرة وبحضور قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية وممثلي بعض منظمات المجتمع المدني وتسجيل اعترافاته في خطوة لم تعجب المؤتمر وأبدى انزعاجه منها، لكنه مع ذلك سارع في تبني مواقف مخالفة لمبادئه ورؤاه الدينية التي كان ينطلق منها مبدياً مزيداً من التقارب والتنازل للحزب الاشتراكي لم يكن ليحصل عليها لولا وقوع حادثة الاغتيال هذه في مثل هذه الظروف بالذات، وهو أمرٌ أدركه القريب والبعيد، ففي مقال للكاتب فيصل الصوفي نشرته (الميثاق) في عددها (1094) معلقاً على ما جاء في بيان المؤتمر الثالث للإصلاح من مراجعة لمناهج التثقيف والتوجيه داخل الحزب قال:«إنه يعتقد أن تكون حادثتي جار الله وجبلة قد تسببتا في ضغوط نفسية للقيادات الإصلاحية» ويخشى الكاتب «أن تكون تلك الضغوط وراء تلك القرارات والتوصيات العلمانية للمؤتمر ولا تمثل حاجة حقيقية وهدفاً استراتيجياً لحزب الإصلاح» على حد قوله.
وفي ملف نشرته (الثقافية) الأسبوعية شبه الرسمية في عددها (174) خلصت إلى أن حزب الإصلاح أعاد النظر في مواقفه وخطابه بعد أحداث 11 سبتمبر مدللة على ذلك بالوضع الحالي للحزب وتحالفه مع بعض الأحزاب التي كان له منها تحفظ وموقف…
وقد تساءل البعض قائلاً: هل الاشتراكي أسلم على يد الإصلاح؟؟ أم الإصلاح كفر على يد الاشتراكي؟! في إشارة إلى التغير الكبير في حزب الإصلاح وتحالفه الجديد مع الحزب الاشتراكي.!!







Discussion about this post