في مثل هذا اليوم 31 ديسمبر1912م..
الإيطاليون يحتلون مدينة سرت في ليبيا.
سرت مدينة ليبية ساحلية، تطل على البحر الأبيض المتوسط وتقع جنوب خليج سرت بين طرابلس وبنغازي، وتبعد عن طرابلس حوالي 450 كم شرقا. اشتهرت بمعاركها وجماعاتها العرقية وولائها لمعمر القذافي، لمسقط رأسه فيها، كانت عاصمة ليبيا خلفًا لطرابلس بعد سقوط طرابلس من 1 سبتمبر 2011 إلى 20 أكتوبر 2011. تأسست المستوطنة في أوائل القرن العشرين من قبل الإيطاليين، في موقع قلعة بناها العثمانيون في القرن التاسع عشر، نمت لتصبح مدينة بعد الحرب العالمية الثانية. تجمع في طقسها بين الاعتدال البحري والطقس الصحراوي. بلغ عدد سكانها في 2012 نحو 79,000 نسمة.
تطل مدينة سرت على الخليج المتفرع من البحر الأبيض المتوسط الذي عرف باسمها، خليج سرت الذي كان يعرف باسم «خليج السدرة» والذي شهد ابان الحرب الباردة مواجهات بين ليبيا وأميركا وقد أطلق على المدينة ابان فترة حكم القذافي اسم «الرِباط الأمامي» بعد هذه المواجهات، وسمّي خليج سرت وقتها للسبب ذاته باسم «خليج التحدي». وتعد مدينة سرت من المدن المهمة قديما، وكانت محطة مهمة على طريق القوافل بين برقة وطرابلس وبين أفريقيا.
باعتبارها مسقط رأس معمر القذافي، كانت سرت مفضلة من قبل حكومة القذافي. كانت المدينة آخر معقل رئيسي للموالين للقذافي في الحرب الأهلية الليبية وكان القذافي قُتل هناك على يد قوات المتمردين في 20 أكتوبر 2011. خلال المعركة، تركت سرت في حالة خراب شبه كاملة، مع تدمير العديد من المباني بالكامل. بعد ستة أشهر من الحرب الأهلية، عاد ما يقرب من 60 ألف نسمة، أي أكثر من 70 في المائة من سكان ما قبل الحرب.
أصل التسمية
يطلق اسم سرت على المنطقة الممتدة على البحر الأبيض المتوسط بين العقيلة شرقا وبويرات الحسون غربا، بهذه المنطقة نشأت عدة مستوطنات فينيقية عرفت أحدها باسم «ايفورانتا ماكوماديس» ويبدو أنها أستوُطِنَتْ أثناء وعقب تلك الحقبة لوجود مقابر بها تعود إلى القرن الرابع الميلادي. وخلال حكم الفاطميين أسسوا في القرن العاشر عشر الميلادي مدينة عرفت باسم «سرت»، وهي تقع الآن إلى الشرق من مدينة سرت الحالية وتعرف الآن باسم المْديّنة وتحتوي على متحف صغير بالقرب من آثار المدينة الفاطمية يضم بعض القطع الإسلامية.
أنشئت مدينة سرت الحالية في عام 1885-1886 ميلادية (1303 هـ)، خلال ولاية الوالي «أحمد راسم باشا» على «طرابلس الغرب»، حسب سالنامة ولاية طرابلس الصادرة في سنة 1894 ميلادية.
وحسب سالنامة فإن الإنشاءات الأولى كانت: «دائرة حكومية تحتوي على سبع غرف، ودائرة أخرى لعائلات المأمورين فيها ست غرف فوقانية وتحتانية، مع ما يلزمها من المشتملات، وكاوش يستوعب بلوكا من العساكر الشاهانية، وإصطبل لأجل حيوانات السواري، وفتدق وعدة دكاكين، وفرن وطاحونة.»
وقد تولى إنشاءها قائم مقام قضاء سرت «عمر باشا المنتصر» الذي تولى منصبه في سنة 1879 ميلادية استمر في منصبه نحو 30 سنة أشرف فيها على تأسيس المدينة، ووطن بها من يرغب من قبائل البادية منهم (العمامرة والهماملة والورفلة والقذاذفة والفرجان ومعدان وقماطة ولحسون وأولاد سليمان والجماعات والمزاوغة والربايع والمشاشي وأولاد وافي والمغاربة والهوانة والزياينة وغيرهم)، كما انتقل إليها عدد من العائلات من مصراتة، وأسس بها في سنة 1898م «جامع بن شفيع»، والذي يعد اليوم أهم المعالم القديمة بمدينة سرت، وقد عرفت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ محمد علي بن أحمد الشفيع السناري الذي تولى امامته وحتى وفاته.
تعتبر مدينة سرت الآن من المواقع المهمة حيث تحتل موقعا متوسطا بين شرق ليبيا وغربها، وهي في نفس الوقت تعتبر بوابة للمناطق الداخلية بفزان، ويمكن اتخاذها قاعدة للانطلاق إلى الواحات التي تقع إلى الشرق والجنوب.
الاحتلال الإيطالي
قام الإيطاليون باحتلال مدينة سرت في 31 ديسمبر 1912م، وهي شاهد على أحداث تاريخية هامة فقد وقعت فيها ماقد تعتبر أهم معركة ضد الإيطاليين في 29 ابريل 1915 وهي معركة القرضابية الشهيرة والتي اتحد فيها كل الليبيين والتي هزم فيها الإيطاليون بقيادة الجنرال أمياني وفيها عقد أول مؤتمر للوحدة الوطنية في يوم السبت 22 يناير 1922 أيام الجهاد ضد الغزو الإيطالي لليبيا.
كانت سرت في العهد السنوسي ضمن لإقليم طرابلس، وقد بدأت الخدمات الرئيسية والأساسية في سرت بتلك الحقبة.
عهد القذافي
بعد إنقلاب 1969 ، أو ما يسمى ثورة الفاتح من سبتمبر حضيت سرت بعناية فائقة من نظام الجماهيرية وذلك يعود إلى أنها مسقط رأس الزعيم معمر القذافي وخلال العقود الأربعة حول القذافي سرت إلى معرض للثورة المزعومة، حيث نفذ برنامجًا واسعًا من الأشغال العامة لتوسيع القرية السابقة إلى مدينة صغيرة.
فبدأ بمشروعات البنية التحتية وتأسيس جامعة التحدي في عام 1991 في المدينة التي ازدهرت بها حركة التعمير وانتشرت المباني الحديثة. كما اكتسب ميناء سرت أهمية أكبر مع تطور استخراج النفط البحري.
وفي المدينة «مركز واغادوغو» للمؤتمرات ذات القاعات الرخامية والتي تعد أكبر قاعة للمؤتمرات في ليبيا، ومن أهم المراكز في المنطقة، وفيه اعتاد معمر القذافي استقبال ضيوفه نظراءه من زعماء العالم. وهناك أيضاً مجمع من الخيم على شاطئ البحر التي استخدمت للترفيه عن كبار الشخصيات الزائرة. وهي بنيت على الأرجح من خيام متنقلة متطورة للغاية، من النوع الذي استخدمه القذافي في أسفاره.
وتحدث معمر القذافي عن تحويل سرت إلى عاصمة، طالباً من وزرائه -باستثناء الخدمات الخارجية- بنقل مقارهم إليها، وبعد عام 1988، تم نقل معظم الدوائر الحكومية والبرلمان الليبي (مؤتمر الشعب العام) من طرابلس إلى سرت، على الرغم من أن طرابلس ظلت رسميًا عاصمة البلاد. لكن غالبية العمل المدني بقي عملياً في طرابلس.
في أواخر التسعينات من القرن العشرين، اقترح القذافي فكرة إنشاء «الولايات المتحدة الأفريقية» بالإضافة إلى أن تكون سرت كمركز إداري له. وفي عام 1999 شهدت المدينة أهم حدثين في تاريخها هما: توقيع إعلان سرت في المدينة من قبل منظمة الوحدة الأفريقية في مؤتمر استضافه القذافي، والذي أنشئ بموجبه الاتحاد الأفريقي في 9 سبتمبر من العام نفسه، بمجمّع «قاعات واقادوقو»، الذي هو من معالمها الشهيرة. وتوقيع اتفاق سلام البحيرات العظمى.
وكانت تعقد فيها بشكل دوري اجتماعات مؤتمر الشعب العام الليبي، وتنظم فيها المؤتمرات الدولية ومؤتمرات القمة. وقد رشحت وقتها لاستضافة بعض مقار الاتحاد الأفريقي الوليد. كما عقدت في قاعات واقادوقو بسرت القمة العربية الثانية والعشرون. واختيرت كعاصمة للثقافة العربية في عام 2011.
تم الإعلان عن خطط طموحة لبناء مطار دولي وميناء ججديدين في عام 2007. وفي ذات العام، استضيفت أيضا محادثات في سرت للوساطة لتوقيع اتفاقية سلام بين حكومة السودان والفصائل المتحاربة في دارفور.
وفي 2008، فازت مؤسسة بناء السكك الحديدية الصينية بمقدار 2.6 مليار دولار في ليبيا لبناء سكة حديد ساحلية من الغرب إلى الشرق بمسافة 352 كـم (219 ميل) من الخمس إلى سرت وسكة حديد من الجنوب إلى الغرب بمسافة 800 كـم (500 ميل) لنقل خام الحديد من المدينة الجنوبية سبها إلى مصراتة.!!
Discussion about this post