في مثل هذا اليوم 31 ديسمبر1947م..
عصابات هاجاناه ترتكب مجزرة بحق سكان بلدة الشيخ أدت إلى مقتل العديد من النساء والأطفال، وبلغت حصيلة القتلى ما يقارب 600 فلسطيني.
بلدة الشيخ
قرية على بعد 5 كيلومتر من جنوب شرق مدينة حيفا عند السفح الشمالي لجبل الكرمل قرب حافة مرج ابن عامر، وعلى ارتفاع 100 متر عن سطح البحر، يمر بشرق وشمال شرق القرية نهر صغير هو نهر الـمقطع على بعد أقل من كيلو مترين، وهو الحد الشمالي الشرقي لأراضيهما، وتمر بأراضيها عدة أودية صغيرة تنتهي في مرج ابن عامر. تكثر بها الآبار على طول حافة جبل الكرمل، وبها خزان ـماء على بعد 1.25 كيلو متر من شمالها الغربي.
بلغت مساحة القرية في عام 1945 في القرية 241 دونماً، ومساحة أراضيها 9,849 دونماً، يقع نصف الأراضي في مرج ابن عامر والباقي في جبل الكرمل، وكان عدد سكانها حوالي 4120 نسمة في نفس العام.
———————–
ما قبل المذبحة
شحنت الأجواء في مدينة حيفا بين اليهود والعرب، بعد إعتداء الصهاينة على عمال في ميناء حيفا وقتل ما يزيد عن خمس عمال، فقام العمال العرب بالرد على ذلك الهجوم، بالهجوم على العمال اليهود المتواجدين في الميناء وقتلوا 41 يهوديا. وكان أغلب العمال العرب من قرية الشيخ، لذا تخوف الأهالي انتقام الصهاينة من أهالي القرية، فبدؤا بفرض حراسات حول أطراف القرية ولكن لم تكن كافية، وأستغل الصهاينة ذلك وعملوا على سرعة التنفيذ والسبق في الهجوم.
——————–
المذبحة
خططت عصابة الهاجاناه لتطويق القرية وقتل اكبر عدد ممكن من أهالي القرية وتخريب ممتلكاتهم وتدمير منازلهم، فتحركت قوات من البلماخ من قرية الياجور المحتلة قوامها 170 صهيونيا بقيادة حاييم افينوعام مع فجر الخميس وبداية عام 1948، ووصلوا القرية عند الساعة الواحدة والنصف فجرا وبدء الهجوم واستمر قرابة الثلاث ساعات حتى الرابعة والنصف صباح الخميس.
بدء الهجوم بقصف مدفعي متواصل هدفه تدمير دمر المنازل المتواجدة على أطراف البيوت، بعدها تسلل الصهاينة إلى داخل القرية ودخلت البيوت وتقتل كل من تجده، لا تفرق بين نساء ورجال وأطفال وشيخ، بالإضافة إلى التخريب والتدمير.
كانت هناك حراسة بسيطو وسلاح غير كافي، ولكن القرية قاومت بقدر ما تستطيع، وفقد استطاع أهلها أن يوقفوا الهجوم ويوقعوا خسائر في صفوف المعتدين رغم قلة العتاد، واضطر المهاجمون على ترك بعض قطع العتاد التي لم يسعفهم الوقت لأخذها، وقد اعترفت القوات المهاجمة كما ورد في تاريخ الهاغانا سقوط ثلاثة من قواتها هم حاييم بن دور، عاموس غاليلي، حنان زلينغ.
الهاجاناه
هي عصابة صهيونية تأسست في مدينة القدس كرد فعل للثورة العربية التي اندلعت في فلسطين من العام 1920م إلى العام 1921م، وكان الهدف من إنشائها العمل على حماية المغتصبين اليهود المهاجرين إلى فلسطين، وطرد العرب من مدنهم، وساهمت في بناء أكثر من 50 مغتصبة صهيونية.
و”الهاجاناه” كلمةٌ عبريةٌ تعني بالعربية “الدفاع”، ومنها تكون ما يعرف بجيش الدفاع “الإسرائيلي” الحالي بعد دمجها في عصاباتٍ صهيونيةٍ أخرى، مثل عصابات الأرجون زفاي وشتيرن وغيرها.
وقبل تأسيسها كانت هناك عصابة تعرف بـ”هاشومير”، وتعني بالعربية “الحارس”، وكانت تتكون من 100 شخص، وكانت مسئولة عن حراسة المغتصبات الصهيونية خوفًا من أي رد فعل عربي على قتل وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وكانت “هاشومير” تتقاضى راتبًا سنويًّا نظير خدماتها، وكان أعضاؤها من المهاجرين الصهاينة، ولكن بعد اندلاع الثورة في فلسطين عام 1920م احتجاجًا على التمييز المتبع من قبل سلطة الانتداب البريطاني في فلسطين ضد العرب، قرر الصهاينة إنشاء جهاز أمني وعسكري قوي يحل محل عصابة “هاشومير”، ومن خلاله يتخلى اليهود عن خدمات البريطانيين.
بعد اندلاع الثورة العربية من جديد في فلسطين عام 1929م، والتي قُتل فيها 133 صهيونيًّا انتقامًا لقتل وتهجير الفلسطينيين العرب من أراضيهم، قررت عصابة “الهاجاناه” التحول من الجانب الأمني الدفاعي إلى الهجومي، فانضم آلاف الشباب الصهيوني إليها، وقامت باستيراد السلاح وإنشاء الورش لتصنيع القنابل والأسلحة الخفيفة محليًّا، وتحولت بذلك إلى جيش نظامي له قياداته وأفرعه، وكان من أشهر قادتها رئيسا الوزراء الصهيونيان إسحق رابين وأرييل شارون، ووزير السياحة رحبعام زئيفي.
في عام 1936م أصبح عدد أفراد عصابة “الهاجاناه” العاملين 10 آلاف صهيوني، و40 ألفًا كاحتياطٍ لهم، وكان لهم دورٌ كبيرٌ في قمع الثورة العربية الكبرى التي اندلعت عام 1936م، بل وقاموا بحماية المصالح البريطانية بعد طلب بريطانيا منهم أن يقوموا بحماية المنشآت البريطانية في فلسطين ضد هجمات الفلسطينيين، بالرغم من أن بريطانيا كانت لا تعترف بهذه العصابة.
وفي عام 1937م انشق أفراد من عصابة “الهاجاناه” ينتمون لليمين الصهيوني، وقاموا بإنشاء عصابة “هاآرجون” أو ما تعرف بالعربية باسم “المنظمة”؛ وذلك احتجاجًا على القيود التي كانت تفرضها بريطانيا على تحركات أفراد عصابة “الهاجاناه”.
بعد استجابة بريطانيا لضغوط الفلسطينيين والعرب قررت بريطانيا تقييد الهجرات اليهودية إلى فلسطين، وذلك في الكتاب الأبيض الثالث الصادر في العام 1939م؛ مما دفع عصابة “الهاجاناه” لتنظيم هجرات يهودية سرية، وتنظيم المظاهرات ضد الانتداب البريطاني في فلسطين.
حاولت بريطانيا التقرب من “الهاجاناه” أثناء الحرب العالمية الثانية وطلبت منهم المساعدة في ضبط الأمن، خوفًا من وصول الألمان إلى فلسطين، ولكن بعد هزيمة الألمان عام 1942م في صحراء العلمين في مصر قررت بريطانيا التخلص من أية اتفاقيات مع “الهاجاناه”.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، اندلعت مواجهات مباشرة بين عصابات “الهاجاناه” والقوات البريطانية المحتلة في فلسطين، عندما هاجمت عصابات “الهاجاناه” معسكر عتليت الذي احتجزت فيه السلطات البريطانية اليهود المهاجرين غير الشرعيين، وقامت قوات “الهاجاناه” بتحرير اليهود ونسف سكك الحديد البريطانية، وقامت بهجمة عنيفة على القوات البريطانية مستهدفة مقرات الشرطة والرادار.
وفي هذه الأثناء ومع انشغال البريطانيين بالدفاع عن أنفسهم قامت عصابات “الهاجاناه” و”الآرجون” بمذابح رهيبة ضد سكان فلسطين العرب، وقامت بطرد مئات الآلاف منهم، ليحل محلهم المهاجرين اليهود.
بعد إعلان قيام ما يعرف بـ”دولة” الكيان الصهيوني في 15 مايو 1948م، قررت أول حكومة صهيونية بزعامة رئيس الوزراء الصهيوني ديفيد بن جوريون تشكيل “جيش الدفاع الإسرائيلي” من عناصر عصابة “الهاجاناه”..!!!!!!!!!!!!!
Discussion about this post