في مثل هذا اليوم 3 يناير2009م..
إسرائيل تبدأ غزوها البري على قطاع غزة وذلك في اليوم الثامن من عملياتها على القطاع التي اسمتها الرصاص المصبوب.
انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وأخلت المستوطنات التي كانت فيه، ومنذ ذلك الانسحاب وهي تنفذ عمليات عسكرية في القطاع من حين لآخر، بعضها تحول إلى حروب استمرت أسابيع وخلفت آلاف الشهداء.
القطاع الذي يعد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يقطنه نحو مليوني فلسطيني، تعرض لعدة اعتداءات إسرائيلية على مر السنين، بعضها اغتال فيها الاحتلال قيادات لحركات المقاومة الفلسطينية، وبعضها كان يسعى من خلالها لاستعادة أسراه لدى المقاومة، وخاصة الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته المقاومة في يونيو/حزيران 2006.
وبعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007، أعلنت إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2007 غزة “كيانا معاديا”، وفي أكتوبر/تشرين الأول من السنة نفسها فرضت عليها حصارا شاملا.
2008 – 2009 عملية الرصاص المصبوب/معركة الفرقان
في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، بدأت إسرائيل حربا على قطاع غزة أطلقت عليها اسم “عملية الرصاص المصبوب”، وردت عليها المقاومة الفلسطينية في القطاع بعملية سمتها “معركة الفرقان”.
وكان الهدف الذي وضعته قيادة الاحتلال لهذه الحرب هو “إنهاء حكم حركة حماس في القطاع”، والقضاء على المقاومة الوطنية الفلسطينية ومنعها من قصف إسرائيل بالصواريخ.
كما كان الهدف منها أيضا الوصول إلى المكان الذي تخبئ فيه المقاومة الأسير جلعاد شاليط
استمر العدوان الإٍسرائيلي 23 يوما، حيث توقف في 18 يناير/كانون الثاني 2009، واستخدم فيه الاحتلال أسلحة محرمة دولية مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وأطلق أكثر من ألف طن من المتفجرات.
المقاومة الفلسطينية بدورها استهدفت في هذه الحرب الغلاف الاستيطاني المحيط بغزة (نحو 17 كيلومترا) بنحو 750 صاروخا، وصل بعضها لأول مرة إلى مدينتي أسدود وبئر السبع.
أسفرت هذه الحرب عن أكثر من 1430 شهيدا فلسطينيا، منهم أكثر من 400 طفل و240 امرأة و134 شرطيا، إضافة إلى أكثر من 5400 جريح. ودمرت أكثر من 10 آلاف منزل دمارا كليا أو جزئيا.
وبدوره اعترف الاحتلال بمقتل 13 إسرائيليا، بينهم 10 جنود، وإصابة 300 آخرين.
دخلت قوات برية إسرائيلية مساء السبت 3-1-2008 في بداية المرحلة الثانية من عملية "الرصاص المتدفق التي تقول الحكومة الإسرائيلية أنها تهدف إلى إنهاء قدرة الحركة على إطلاق صواريخ تجاه البلدات والمدن الإسرائيلية.
وذكر مصدر إسرائيلي أن أعدادا كبيرة من القوات تشارك في هذه المرحلة من العملية بما فيها سلاح المشاة ودبابات وسلاح الهندسة والمدفعية والاستخبارات بدعم من الطيران والبحرية ووكالة الأمن الإسرائيلية ووكالات أمنية أخرى، فيما أعلن متحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن استدعاء آلاف من الجنود الاحتياط للمشاركة في الهجوم البري.
وفي سياق متواصل، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل تريد "السيطرة" على المناطق التي تطلق منها الصواريخ، فيما توعد الجيش الإسرائيلي في بيان سكان قطاع غزة الذين سيساعدون "إرهابيي" حركة حماس ضد إسرائيل، وقال البيان إن"كل من يؤوي إرهابيا أو أسلحة في منزله يعتبر بمثابة إرهابي".
كما أفاد بيان آخر للجيش الإسرائيلي أن المعارك البرية "ستستمر أياما عديدة"، بالمقابل قال ناطق باسم حركة حماس أن إسرائيل ستدفع ثمنا غاليا جراء اجتياحها لغزة، وقالت كتائب القسام أن "العدو بدأ من الاقتراب من الفخ الذي نُصب له".
وذكر عضو المكتب السياسي لحماس محمد نزال في اتصال مع قناة "العربية" أن عددا من جنود الجيش الإسرائيلي سقطوا في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في شرق قطاع غزة.
وفي تطور لاحق حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بشكل ضمني، من خلال مؤتمر صحفي، حزب الله من التدخل قائلا: إن بلاده مستعدة لأي احتمال على حدود لبنان، وبالمقابل دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله السبت حركة حماس وسائر فصائل "المقاومة في فلسطين" إلى "إلحاق أكبر قدر من الخسائر" بالجيش الإسرائيلي.
وقال نصر الله في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة أمام آلاف من مناصري الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت "الإخوة في المقاومة في فلسطين يعرفون جيدا أن الأصل في المواجهة البرية هو إلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو الإسرائيلي", مؤكدا أن هذا الأمر "هو الذي يحسم المعركة".
وفيما يبدو دعما أوروبيا للعملية العسكرية البرية، قالت جمهورية التشيك التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي أن العملية البرية التي تشنها إسرائيل في غزة "دفاعية لا هجومية"، وتزامن ذلك مع دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد فورا لوقف الاجتياح الإسرائيلي.!!!!!
Discussion about this post