قراءة نقدية: الرحلة والقصيدة
(قصيدة “بالقصيدة سافرت” أنموذجا)
الشاعر :عوني سيف(مصر)
الناقدة : جليلة المازني(تونس)
التفريغ النصّي:واقع وحُلم
المقدّمة:
قام الشاعر برحلة بالقصيدة عبربلدان عربية (سوريا/ مصر/ العراق/ الجزائر/ القدس/ الامارات /الخليج).
عن أيّ رحلة يتحدّث الشاعر؟ وهل يمكن ان تندرج قصيدته(بالقصيدة سافرت) ضمن أدب الرحلة؟ وبالتالي هل هي رحلة واقعية ام هي رحلة من المتخيل الشعري؟
القراءة النقدية:الرحلة والقصيدة.
تعريف أدب الرحلة:(مفهوم الرحلات الشعرية)
“الرحلات الشعرية هي رحلات اكتفى أصحابها بنظم رحلتهم في قصيدة شعرية حيث عمد بعضهم الى سردها شعرا مستعرضا فيها أهمّ مراحل رحلته يستمدّ من خلالها النصّ الرّحلي مادّته التخييلية من استذكارات او تقييدات لواقع و تجارب عاشها السارد او الذي تروى الرحلة على لسانه فتجيء نصّا شخصيّا يكتب للذات و للآخرتأريخا/حكيّا عن سفر معيّن
ان الخطاب الرّحلي يعتمد على مصادر واقعية مبنيّة على القصد والمشاهدة العيانية فى العادة
هذه المخيّلة المنقوشة في ذهن الرحّالة فانه لا بدّ من استحضار واقعه بفضاء من التخيّل لتدعيم الجمالي خدمة للعناصر الادبية في الرحلة بغية التأثير على المتلقّي استنادا على الصور المكوّنة للعناصر المشهدية ليحيلها الخيال الى تشكيل أدبي مركّب حسب ملكة المبدع وثقافته فالرحلات الشعرية أثّرت ايجابا على الانتاج الشعري “(1).
هل قصيدة الشاعر عوني سيف تستجيب لهذا التعريف؟
ان قصيدة الشاعر لم يكن منطلقها الرحلة الواقعية التي تقوم على المعاينة.
ان القصيددة كانت نابعة من المتخيل الحضاري الثقافي والسياسي الذي يتمتّع به الشاعر. ومن ثقافته الموسوعية نظم الشاعر قصيدته دون ان تسبق نظم القصيدة رحلة واقعية تنقّل فيها الشاعر وعاش التجربة على أرض الواقع.
عنوان القصيدة:
لقد اختار الشاعر عنوان قصيدته “بالقصيدة سافرت” هذه الجملة التي تقدّم فيها المركب بالجرّ (بالقصيدة) على الفعل(سافرت) ولعلّه تعمّد تقديم المركّب بالجرّ لابراز الوسيلة التي بها سافر والسفر هنا هو سفرمجازي معنويّ.
كأنّي بالشاعر يسْتحضر ثقافته الموسوعية ليستمدّ منها الاماكن التي زارها في المتخيّل والوقوف على خصائصها الاجتماعية والسياسية ووصْفها وصفا دقيقا يثير فضول المتلقّي.
هل الشاعر هنا يحاول ان يطوّر من تعريف أدب الرحلة والرحلة الشعرية بصفة خاصّة؟؟
هل الشاعر ومواكبة منه لعصر السرعة وتطوّر وسائل التكنولوجيا الحديثة أباح لنفسه الرحلة عن بعد؟ وبذلك نعتبرقصيدته تندرج ضمن أدب الرحلة؟
هل قصيدته تستجيب لخصائص أدب الرحلة؟
كل هذه الأسئلة قد نجيب عنها في صلب التحليل والتأويل.
استهلّ الشاعر قصيدته بفعليْن في صيغة الماضي(عشتُ وحلُمتُ)والماضي له دلالته الزمنية في انّ الفعل وقع وانقضى.
اما الدلالة المعنوية للفعلين فالفعلان يشيَان بثنائية الواقع(عشتُ) والحُلم(حلمتُ)
انها ثنائية الموجود والمنشود.يقول الشاعر:
بالقصيدة سافرت.
عشتُ وحلمتُ.
أيّ واقع عاشه الشاعر وأيّ حُلْم حلُم به؟
ان الواقعية هي أولى الخصائص لادب الرحلة ..عن أيّ واقعية يتحدّث الشاعر؟
يتحدّث الشاعر عن رحلته الافتراضية بواسطة القصيدة مستعملا ضمير المتكلم المفرد وهي خاصّية الذاتية في أدب الرحلة أعني انّ الرحّالة هو الذي يكتب عن رحلته بكل وضوح وبراعة.
ان أول مكان حطّ فيه الشاعر رحاله هو بلد سوريا والشاعر سوف لن يحدّثنا عن الاماكن الطبيعية بل اختار الحديث ووصْف الشعوب المضطهدة والمقهورة من هول الحرب وما تخلّفه من فقد الابناء وسبْي للنساء ويُتْم للابناء .
وأكثر من ذلك تهجير ونزوح الى “برْد الخيام” ومافي النزوح من مواجهة البرد والجوع والعراء المتأتّي من الخيام المهترئة والتي لاتجنّبهم ولاتقيهم صفع الصقيع ولا لفح الحرّ
يقول الباحث وسيم سيف الدين:”مع اشتداد برد الشتاء كل عام تزداد مخاوف النازحين السوريين(عددهم مليون ونصف) المقيمين في مرتفعات محافظة البقاع شرق لبنان من تعرّض خيامهم المهترئة للامطار والموت بردا في ظل ارتفاع أسعار المازوت للتدفئة وغياب المساعدات…حسب تقديرات رسمية 9 من10 منهم يعيشون في فقر مدقع”
يضيف الباحث:”المفوّضية الاممية السامية لشؤون اللاجئين كانت حذّرت من “الوضع الخطير” الذي يعيشه اللاجئون خاصّة في لبنان”.(2)
يقول الشاعر: عانقتُ أمّا سورية.
ثكلى…مات بنوها معًا
ورجُلا حلبيّا
أخذوا زوجته سبيّة
رأيت الأيتام
قهر الأيام
ومن هجروا الوطن الى برد الخيام.
ان الشاعر في سرده ووصفه لما يعانيه الشعب السوري من فقْد وسبْي ويُتْم وخاصة من هجر وتهجير من الوطن لا يخفي عنّا وجعه وألمه لهذا الشعب السوري الشقيق لبلده مصر. وهنا يخرج الشاعر من حقيبة رحلته بلده مصر وسطّر على أكبر مشكلة يعاني منها الشعب المصري وهي وضعيّة المرأة المصرية ومعاناتها من الترمّل والخصاصة والتفكك الأسري وانتهاك الكرامة بسبب الطلاق وتعدّد الزوجات.
والشاعر لم يكتف بالسرد والوصف لوضعية المرأة المزرية بل تعاطف معها ومنح نفسه حق سنّ قانون لمنع الطلاق وتعدّد الزوجات ايمانا منه بحفظ كرامة المرأة المصرية.
ان الشاعر في تمنّيه لمنع للطلاق يتناصّ مع الحديث النبوي “أبغض الحلال الى الله الطلاق”(رواه ابن داود وابن ماجة…)
و في منعه لتعدّد الزوجات يتناصّ مع النصّ القرآني سورة النساءالآية3: “فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة”..الآية129 سورة النساء:
“ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولوحرصْتم”ْ والله بحكمته ينفي العدل بين النساء عند تعدّد الزوجات باستعمال حرف النصب “لن” النافية للمستقبل وهي لن الزمخشرية.
ايمانا منه بهذه الآية الكريمة نرى الشاعر يمنح لنفسه حقّ منع تعدّد الزوجات.
انه حُلمُه في الانتصار للمرأة المصرية وانصافها وهو المصري الذي يعايش هذه الوضعية للمرأة المصرية عن كثب وهو الذي بدأ قصيدته بقوله:”عشْت وحلُمتُ”….نعم انه حُلمُه في ان تكون للمرأة كرامتها والتي هي من كرامة المجتمع حيث لا تفكّك أسري فيه ولا اضطهاد فيه للمرأة التي هي نصفه الى جانب الرجل..انه يحلم بالمساواة بين الرجل والمرأة
ان الشاعر يسعى الى التوفيق بين واجبه في الموضوعية وحقّه في الذاتية:انه يصف موضوعيا الواقع انطلاقا من ثقافته ويتدخّل ذاتيا لاقتراح حلول بما تمليه عليه انسانيته.
يقول الشاعر: ساعدت من يقتات
على الفتات
أرملة مصرية
تتقاضى جنيهات السادات
زوج لثلاث
وأسرة مفككة
فمنعت الطلاق
وتعدّد الزوجات
يواصل الشاعر رحلته ليصل الى العراق وهناك طاف بحوانيت بغداد والحوانيت جمع لحانوت وهو دكان بيْع الخمر وهو دليل على كثرة دكاكين الخمر وبالتالي الادمان على شرب الخمر دون الالتفات الى مشاغل الشعب العراقي من جوع وفقر واغتصاب للمرأة
وهو اثناء ذلك يبحث عن دوْر المبدع الذي رمز اليه ب”كتاب السيّاب”
والسياب شاعر عراقي ومن الشعراء المشهورين في الوطن العربي وقد كان ينظر الى الوجود من خلال غربته النفسية ومن خلال فرديته التي كانت تحول دون اندماجه في المجتمعات التي عاش فيها وقد حاول ان يجد في المرأة ما يزيل شبح الغربة فخاب أملُه
ونقم على المرأة ورأى أنها تقود الرجل الى الهاوية.
كان من أشدّ الناس طموحا وميْلا الى الثورة السياسية والاجتماعية ولكن تقلّبات الاحوال والأيام وصراعات الشعوب والحكّام ملأت نفسه اشمئزازا أعانه على ذلك ميْل في أعماقه الى التشاؤم اضافة الى عُقد نفسية وأمراض ونكبات زادته نقمة وحدّة وهيجانا .
لعلّ الشاعر بالبحث عن كتاب السياب كرمز للمبدع العراقي الذي تخلّى عن دوره في الارتقاء بالمجتمع لان حياة السياب المتقلبة على كل المستويات تلخّص حياة مجتمع بكل أزماته الاجتماعية والعاطفية والثقافية والسياسية.انه يبرّر بذلك الوضع المتأزّم للعراق
ان وجع الشاعر جعله يتحرّك لحل بعض المشاكل الاجتماعية فيشتري خبزا لاطفال جياع
ويتعاطف مع فتاة اغتصبها الظلام.يقول الشاعر:رحلتُ الى العراق .
طفتُ حوانيت بغداد
أبحث عن ديوان السيّاب
وأشتري خبزا
لأطفال جياع
ربّتُ على كتف فتاة
اغتصبها الظلام.
وأكثر من ذلك فان تعاطفه مع المحتاجين لم يشف وجعه بل ان الحاحه الداخلي جعله يسأل”عتيق الحضارة” وهي كناية عن حضارة العراق الضاربة في القدم في ازدهارها واشعاعها فالعراق هي مهد الحضارات العربية والاسلامية…انه يسأل مستغربا “ماذا حدث؟” فكان الجواب “أعداء السلام”وأرجّح ان الجواب كان من تصوّر الشاعر الرحّالة
فالشاعر يدرك تمام الادراك بثقافته الموسوعية انّ من كان سببا في انهيارحضارة العراق العريقة هم أعداء السلام سواء من الدّاخل او من الخارج .
ان هذا الجواب الموجع جعله يغادر ليُروّح عن نفسه متغزّلا في جوّ رومانسي بأمازيغية
الجمال من وهران بالجزائر ولكن وجعه سرعان ما بدّد متعته وراحته حين دار حوار بين الشاعر والامازيغية حول الفيلسوف والكاتب الروماني “اميل سيوران” الذي اشتهرت أعماله بالميْل الى الحزن بشكل عامّ وقد أبدى اهتماما ببعض القضايا الاجتماعية .من أقوال اميل سيوران في ميل الى الحزن:”يمكن ان يفيدنا النوم في شيء ما اذا كنّا نتدرّب على الموت كلّما نمْنا وبعد مرور بضع سنوات من التدرّب سيفقد الموت كل امتيازاته”(3).
وقد تحدّث الشاعر الرحّالة مع” أمازيغية الجمال “عن الراهب الجزائري اوغسطين حول آدم والخطيئة التي حوّلت الانسان” من حبّه لله الى حبّه لنفسه ومالتْ ارادته نحو الشرّ”(4)
كما تحدّث معها عن الحضارة الجزائرية التي “مزّقها عربان واحتلال” والجزائر هي بلد المليون ونصف شهيدا أثناء الاحتلال الفرنسي.
يقول الشاعر:وقفت امام البحر
أتغزّل أمازيغية الجمال
فتاة من وهران
كلّمتها عن سيوران
وكلّمتني عن أوغسطين
وعن حضارة مزّقها عربان واحتلال.
يواصل الشاعر السفر بقصيدته ليصل الى القدس حيث مرّ بالزيتون وهو رمز فلسطين ومرّ
بطريق الآلام هذه الآلام التي خلّفها الاحتلال الصهيوني بسبب الدّمار.
وسط طريق الآلام وجد نورا وهو كناية عن الزيتونة وهذا المعنى يتناصّ مع النصّ القرآني
في سورة النور الآية 35:”الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح
المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درّي يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمْسسْه نار…”
الى جانب النور الذي أشاعته الزيتونة وجد “زيتونة ملقاة وحيدة بدون صديق مقطوعة
تبكي..”انها مفارقة عجيبة فكيف للزيتونة التي تشيع النور وتبدّد الغمام ان تكون مقطوعة وباكية وهذا كناية عن فلسطين الارض المقدّسة وبلد الانبياء ان تكون محتلّة ومغتصبة من العدوّ الصهيوني .انها مفارقة فلسطين المقدّسة ازاء احتلال واغتصاب العدو الصهيوني لها
ان الشاعر لا يخفي عنّا وجعه لهذه الزيتونة المقطوعة الباكية ليسألها عن الفاعل وكأني به يريد ان يثأر لها فكان جوابها انّ غريبا يبني دارا على أرضها وهي كناية عن الكيان الصهيوني الذي احتلّ أرضها وانتهك حرمتها كما عذّب اسلافه الانبياء والمسيح وفي المقابل تناسى الحكام العرب القضية والحكام العرب اما أنهم مطبّعون مع الكيان الصهيوني او متخاذلون والتخاذل له معنى آخر في التطبيع….يقول الشاعر:
في القدس مررت بالزيتون
وطريق الآلام وجدت نورا
شاع بدّد الغمام
ورأيت زيتونة
ملقاة وحيدة بدون صديق مقطوعة
تبكي مكان فسيح.
سألتُها .من قطعك؟
قالت:غريب يبني دارا
أسلافه قطعوا أنبياء ومسيحا.
حكاّم وعباءات تناسوا القضية
ان الشاعر الرحّالة يتحرّك في قصيدته كأنه رحّالة يتحرّك على أرض الواقع بل يرتدي لباس البلد الذي سيزور يقول:” ارتديت واحدة وعقالا.(يقصد عباءة وعقالا)
ذهبت الى آبار النفط والدراهم والدولار
ان آبار النفط والدراهم والدولاركناية عن الامارات ودول الخليج وأمريكا حيث يتمّ تحويل الدرهم الاماراتي
الى دولار أمريكي (wise)بواسطة محوّل العملات
ان الشاعر أخذته الحميّة وتحرّكت فيه النعرة العربية واكثر من ذلك لم يشعر بالانتماء العربي فحسب بل يشعر بالانتماء الانساني .
انه ذهب الى من يمتلك النفوذ والمال وقد تكون له سلطة على من يحرّك العدو الصهيوني
(وقد لبس لباسهم حتى يُقنعهُم أنه واحد منهم). أو قد يساعد بماله الجياع من أطفال الصومال وسألهم: أتزرعون قمحا لاطفال الصومال؟
أتذكرون فلسطين؟
أتنامون جيّدا؟
أم تراودكم الأفكار؟
كأني بالشاعر يتهكّم وهو يسألهم مستنكرا لأنه يدرك جيّدا أن هولاء متواطئون وهم يبطنون
خلاف ما يظهرون.
ان الشاعربأسئلته الاستنكارية اراد أن يستعطفهم لمدّ يد المساعدة لمن هم في حاجة الى ذلك
وهل أكثر من أن يُحْرجهم حين لمّح لهم بموت ضمارهم (أتنامون جيّدا) ولعلّه اتّهمهم بأنّ لهم نوايا سيّة ازاء الصومال وفلسطين.
أعود الى سؤالي الذي طرحته أعلاه:
هل تعتبر قصيدة الشاعر عوني سيف(بالقصيدة سافرتُ) تندرج ضمن أدب الرحلة؟؟؟
ان قصيدة الشاعر تضمّنت خصائص أدب الرحلة: (5)
– الاهتمام بتقديم وصف مفصّل للأماكن التي زارها (سوريا /مصر/العراق/ القدس /فلسطين/الامارات )
– الاعتماد على الحوار(سألت /قال/سألتها/ قالت/ سألتهم…)
– استخدام الأسلوب القصصي باعتماد السرد(سرد كل تحرّكاته)
– الاعتماد على الوصف لايضاح تفاصيل الأماكن التي زارها والشخصيات التي تحدّث معها او تحدّث عنها.
– الذاتية: الشاعر الرّحالة هو الذي يكتب رحلاته بوضوح وبراعة.
– استخدام الشاعر الرّحالة ضميرالمتكلم المفرد فهو يحكي ويصف:
(سافرت/عشتُ/حلمتُ/عانقتُ/رأيتُ/ساعدتُ/ منعتُ/رحلتُ/أبحث/أشتري/ربّتُ/سألتُ/
وقفتُ/أتغزّل/كلّمتُها/مررتُ/ رأيتُ/سألتُ/ ارتديتُ/ ذهبتُ/سألتُهم).
– تداخل الخطابات المتعدّدة: الشعر/القصة/السرد/الحوار/الوصف.
– الواقعية: يشير الرّحالة الى:- أشخاص حقيقيين :السيّاب/أمازيغية الجمال/سيوران/أوغسطين
– أماكن حقيقية:سوريا/مصر/العراق/وهران/القدس/ فلسطين الامارات(وكل بلدان الخليج).
اهمّية أدب الرحلة عامّة والرحلة الشعرية خاصّة :
لأدب الرحلة قيمتان:1- القيمة الأدبية 2- القيمة العلمية.
هل للرحلة الشعرية للشاعر عوني سيف عبر قصيدته(بالقصيدة سافرت) هاتان القيمتان؟؟
القيمة الأدبية:
– استخدام أساليب السرد :مقوّماته(الشخصيات/الاحداث/الزمان /المكان)
أركانه:(الحوار /الوصف)
– المشهدية: لقد شملتْ المشهدية كل بلد زاره(زار سبعة بلدان فرسم مشهدا لكل بلد زاره)
– استخدام الاساليب البلاغية:المجاز/الاستعارة/الكناية.
القيمة العلمية:
قدّم الرّحالة الشاعر عبر قصيدته معلومات مفيدة للمتلقّي في مجالات مختلفة:(دينية/اجتماعية/أخلاقية/سياسية/أدبية…)
وخلاصة القول فان قصيدة الشاعر عوني سيف قد تجلّت فيها خصائص أدب الرحلة
و جسّدت أهمّية أدب الرحلة والرحلة الشعرية.
بيْد أنّ رحلته التي وثّقها بقصيدته لم تكن رحلة واقعية على أرض الواقع بل كانت رحلة
في المتخيّل انطلاقا من ثقافته الموسوعية فكان سفره بواسطة القصيدة .
وهنا نتساءل – هل انّ عصر التكنولوجيات الحديثة أثّر على شاعرنا عوني سيف واستبدل الّرحلة على أرض الواقع بالرحلة الافتراضية بواسطة القصيدة؟
– هل أنّ عصر السرعة جعل رحلته سريعة بالاستناد الى مخزونه الثقافي؟
– هل يمكن ان تكون للشاعر رؤية جديدة في مفهوم أدب الرحلة؟
ان كان شاعرنا مسكونا برؤية جديدة لأدب الرحلة والرحلة الشعرية بصفة خاصّة
فهل نعتبرالشاعروفْق مقاربة ميتاشعرية انه يريد أن يهْدم ويُقوّض مفهوما لأدب الرحلة والرحلة الشعرية خاصّة وأن يُؤسّس لمفهوم جديد ؟؟؟
انه مفهوم جديد يقوم على:
– الرحلة الافتراضية (بالقصيدة سافرتُ).
– تضمين الرحلة حلْم الرّحالة.(عشتُ وحلمتُ).
– اهتمام الرّحالة بقضايا الشعوب المضطهدة والبحث لها عن حلول:
(القضاياالاجتماعية/الابداعية/الاخلاقية/السياسية…).
الخاتمة:
ان قصيدة الشاعر”بالقصيدة سافرت”تندرج في أدب الرحلة والرحلة الشعريةخاصّة
من خلال خصائصها وأهمّيتها الادبية والعلمية.
بيْد أن الشاعر عوني سيف المسكون بالتجديد اقترح علينا رؤية جديدة لأدب الرحلة
مواكبة منه لمُسْتجدّات القرن الواحد والعشرين وايمانا منه بقضايا الشعوب المضطهدة
وتوْقًا لتحقيق أحلام المبدع .
شكرا للشاعر عوني سيف الذي أتاح لي فرصة الاستمتاع بقراءة ابداعه قراءة نقدية.
انّي أشدّ على ابداعه.
بقلم جليلة المازني(تونس) بتاريخ 04/01/2024
المراجع:
ASJP(1)
https://www.asjp.cerist.dz>.
Anadolu Ajansi(2)
https://www.aa.com.tr
https://mqalla.com>(3)
https://dm-iq.com>(4)
https://maadi3.com>(5)
Discussion about this post