في مثل هذا اليوم 8 يناير1838م..
إرسال أول رسالة تلغراف باستخدام النقاط والخطوط في نيوجيرسي بالولايات المتحدة.
صمويل فينلي بريز مورس مخترع أميريكي يرجع له الفضل في إختراع التلغراف وفي أثناء سنوات دراسته وما تلاها كان يعمل رساما لتدبير نفقات دراسته ولكنه لم يلق التقدير أو التكريم الذي يستحقه فعانى الفقر في أول حياته ومع ذلك فمن خلال ممارسته الرسم إستطاع أن يؤسس إسما لنفسه في مجال الرسم واللوحات الشخصية حيث قدم لوحاتٍ شخصية وبورتريهات للعديدِ من الشخصيات الشهيرة والمعروفة مثل الرئيس الأميريكي الثاني جون آدمز والرئيس الأميريكي الخامس جيمس مونرو والأرستقراطي الفرنسي الماركيز دي لافاييت وهو جنرال فرنسي خدم مع اول رئيس للولايات المتحدة الأميريكية جورج واشنطن أثناء الثورة الأميريكية التي قامت مابين عام 1775م وعام 1885م
كما أن مورس يعود إليه الفضل في إنشاء الأكاديمية الوطنية للتصميم بدعم من الماركيز دى لافاييت وفي صنع أول نموذج عملي للتلغراف عام 1835م مما أحدث ثورة هائلة في مجال الإتصالات حيث أنه كان مفتونًا دائما بالكهرومغناطيسية ومن ثم عمل لسنواتٍ طويلةعملا شاقة ليتوصل إلى نظام التلغراف أحادي الأسلاك الذي غير الطريقة التي يرسِل بها الأشخاص الرسائل ويتلقونها في العالم وقد كان الدافع الأكبر لتحفيزه علي مواصلة هذا العمل هو نبأ وفاة زوجتهِ المفاجِئ أثناء ولادة طفلهما الثالث في عام 1825م وهو النبأ الذى لم يعلم به إلا بعد وصول خطاب والده الذي يحمل معه مأساته حيث كان مسافرا خارج مدينته حيث كان يقوم برسم صورة زيتية للماركيز دى لافاييت في واشنطن مقابل 509 دولار وأثناء قيامه بالرسم جاءه رجل بريد من راكبي الخيول برسالة من أبيه من سطر واحد نصها زوجتك العزيزة في مرحلة نقاهة فغادر مورس واشنطن على الفور دون أن يكمل اللوحة متوجهاً إلى مدينته ليكتشف أن زوجته قد ماتت ودفنت حيث كانت العائلة قد دفنت رفيقته منذ قرابة يومين وتحت تأثير صدمته بعد أن ظل لأيام لا يعلم شيئا عن مرض زوجته ثم وفاتها بعيدا عنه ترك مورس الرسم وأخذ يبحث عن طريقة أو وسيلة سريعة للتواصل عبر المسافات الطويلة وبذل جهودا مضنية لكي يتمكن من التوصل إلي هذه الوسيلة فكان إختراعه للتلغراف أحادي الأسلاك الذي سمح بالإتصال لمسافات طويلة حيث شارك مع شركائه في تطوير قانون مورس الذي ساعد في جعل التلغراف أداة قابلة للإستخدام التجاري .
ولد صمويل مورس في يوم 27 أبريل عام 1791م في مدينة تشارلستون في بوسطن بولاية ماساتشوستس الأميريكية لأسرة متواضعة وبدأ تعليمه المبكر في أكاديمية فيليبس في مدينة أندوفر بولاية ماساتشوستس التي تقع في إقليم نيو إنجلاند في شمال شرق الولايات المتحدة ثم إلتحق بجامعة ييل وهي جامعة خاصة تأسست عام 1701م وتعتبر ثالث أقدم معهد للتعليم العالي في الولايات المتحدة الأميريكية وهي إحدى أعضاء رابطة اللبلاب لأعرق جامعات أمريكا وهي تقع في ولاية كنتيكت وهي ولاية تقع في شمال شرق الولايات المتحدة في أقصى جنوب إقليم نيو إنجلاند جنوبي ولاية ماساتشوستس ودرس مورس في هذه الجامعة الفلسفة الدينية والرياضيات والعلوم بسبب شغفه وفضوله الكبير تجاه الكهرومغناطيسية وحضر محاضرات كثيرة عن الكهرباء أثناء تواجده في الجامعة وقام بالعمل كرسام لتأمين معيشته وتدبير نفقاتها في ذلك الزمن وفي عام 1810م تخرج من جامعة ييل مع مرتبة الشرف وواصل عمله كرسام وكانت إنطلاقته المهنية التاريخية كرسام من خلال رسمهِ للوحة أطلق عليها إسم Landing of the Pilgrims حيث لفتت إنتباه المؤلّف واشنطن الستون الذي شجعهُ على الإنتقال إلى إنجلترا وبعد إنتقالهِ إليها أتقن مورس فن الرسم وبرعَ فيهِ حيث حصل من خلال أعماله الفنية تم قبوله لكي يلتحق بالأكاديمية الملكية عام 1811م وفي يوم 21 من شهر أغسطس عام 1815م غادر مورس إنجلترا عائدا إلي الولايات المتحدة حيث حصل هناك على عمولة في رسم صور الرؤساء السابقين للولايات المتحدة أمثال جون آدامز وجيمس مونرو كما حصل على شرف رسم صورة المؤيد الفرنسيّ البارز للثورة الأميريكية الماركيز دي لافاييت كما ذكرنا في صدر هذا المقال وفي عام 1825م وفي أثناء قيامه برسم صورة للافاييت في العاصمة الأميريكية واشنطن تلقّى مورس رسالةً من والده أخبره فيها عن صحة زوجته التي ساءت حالتها وفي اليوم التالي تلقى الرسالة المحزِنة التي أبلغتهُ بموت زوجته المفاجِئ فغادر واشنطن متوجهاً إلى منزله بمدينة نيو هافن وعندما وصل وجد زوجته قد دفنَت بالفعل كما ذكرنا في السطور السابقة ولم يقف الأمر عند حد فقدان مورس لزوجته حيث أصبح الموت بعد ذلك زائرا ثقيل الظل في منزله فتوفي والده بعد ذلك بعام أى في عام 1826م ولحقته والدته بعد عامين في عام 1828م .
وبموت والدته تكون قد كسرت القشة التي كان يتعلق بها مورس وسط كومة الألم نتيجة فقدانه زوجته ووالده فليس بعد فقدان هؤلاء الثلاثة خاصة الأم شيء يبث الأمل في الحياة مرة أخرى وأصبح المنزل موحشا ولم يعد هناك من مبرر لبقائه فالجميع قد رحلوا لذا أتى قرار المغادرة إلى أوروبا بشكل قاطع في السنة التالية وغادر مورس أمريكا علّه يجد في مياه المحيط الأطلسي متسعا لأحزانه أو يجد الخلاص بأي وسيلة من حجم ذلك الألم الذي عصف به على مدى ثلاثة أعوام متتالية وقد تركت وفاة زوجته إنطباع عميق على عقل مورس الذي قرر سد فجوة المسافات الطويلة عن طريق محاولة إستخدام وسيلة تسمح بالتواصل عن بعد وفي عام 1832م وأثناء عودته إلى الولايات المتحدة من أوروبا بعد إقامته بها حوالي 4 سنوات قابل العالم الأميريكي تشارلز توماس جاكسون الخبير في مجال الكهرومغناطيسية حيث قام بوصف بعض الخصائص الكهرومغناطيسية لمورس ومن ثم تلقى مورس المفاجأة من هذا الغريب بأن الإشارات الكهربائية يمكن أن تُحمل وتعبر من خلال سلك معدني حينها فكر مورس بأنه إذا كان الأمر كذلك فيمكننا إذن تحديد موضع وجود الكهرباء في أي جزء من الدائرة الكهربائية وبذلك لا يوجد سبب لعدم إرسال أي شيء عن طريق الكهرباء إلى أي مسافة وعلى الفور رسم بعض الرسومات الأولية لجهاز يمكن أن يحقق هذا الغرض ويمكنه من إرسال النبضات الكهربائية إلى أماكن متفرقة بواسطة الأسلاك ومن هنا كانت نقطة الإنطلاق لفكرة التلغراف الكهربائي أحادي الأسلاك لنقل الرسائل عبر المسافات الطويلة وقرر مورس أن يترك الرسم وحول إنتباهه إلى مجال الكهرومغناطيسية فقط وقد أوضحت رسوماته على سطح السفينة عام 1832م بوضوح الأجزاء الثلاثة الرئيسية من التلغراف وهي جهاز الإرسال وطريقة فتح وغلق الدائرة الكهربائية وجهاز الإستقبال الذى يستخدم مغناطيس كهربائي لتسجيل الإشارة وقد واجه مورس عددا من الصعوبات في إختراعه وهي الحصول على إشارة تلغرافية لنقل أكثر من بضع مئات من الأمتار من الأسلاك لكن المشكلة حلت بعد تلقي المساعدة من البروفيسور ليونارد جيل أستاذ الكيمياء في جامعة نيويورك حيث تمكن بعد ذلك من إرسال الرسائل بنجاح لمسافة عشرة أميال وبالإضافة إلى ذلك فقد إنضم إلى الثنائي السابق المخترع والميكانيكي الفريد فيل في يوم 11 من شهر يناير عام 1838م وبعد عمل شاق قام مورس بتصميم أول نموذج لجهاز التلغراف ثم قام بتطوير هذا الجهاز وإدخال بعض التعديلات والتحسينات عليه بعد أن عرضه على الفيزيائي الأميريكي المعروف جوزيف هنري ونتيجة لذلك تمكن مورس من تحسين كفاءة جهازه بشكل كبير لتنتقل فيه المعلومات في هيئة نبضات أو إشارات كهربائية تنتقل بين محطات مختلفة عرفت فيما بعد بخطوط التلغراف .
وهنا نجد أنه قد تم صنع جهاز التلغراف وسرت النبضات الكهربائية عبر الخطوط لكن كيف يتم فهم ما يقوله الكائن على الجانب الآخر من خلال النبضات الكهربائية المتتالية كان هذا السؤال الهام وكان لابد من إيجاد حل له ومن هنا حاول مورس التفكير في وسيلة ما يستطيع بها الناس تمييز النبضات الكهربائية التي تعبر عن كلمات تكون عبارات والتي يستقبلونها على هذا التلغراف ومطلوب منهم أن يفهمونها فكانت مجموعة النقاط والشرَطَات وهي وليدة أفكار مورس الذهبية لحل هذه المشكلة وبالطبع لم يكن هناك مجال للتفكير مليا في ماذا سيصبح إسمها حيث أطلق عليها إسم شفرة مورس Morse Code وهي تتكون من مجموعة من النقاط والشرطات لكل حرف من الأبجدية الإنجليزية والأرقام أيضا والتي سمحت بنقل الرسائل المعقدة عبر خطوط التلغراف وقام مورس مع شركائه بتقديم جهازهم فكان أول ظهورعلني لجهاز التلغراف الكهربائي في مدينة موريس تاون بولاية تينيسي في وسط شرق الولايات المتحدة الأميريكية وكانت أول رسالة يتم إرسالها بواسطته تحمل العبارةA patient waiter is no loser بمعني ان المنتظر الصبور لايخسر أبدا وقام مورس علي إثر ذلك بتقديم النتائج إلى مكتب براءات الإختراع الأميريكي وما يزال تلغراف مورس الأول محفوظاُ في المتحف الوطني للتاريخ الأميريكي في مؤسسة سميشونيان بصحبة طلب مورس للحصول على براءة إختراعه ولما لم يتم منحه براءة لإختراعه إنتقل مورس بعد ذلك إلى واشنطن العاصمة للإستفادة من الرعاية الفيدرالية لجعل خط التلغراف تقنية قابلة للتطبيق ولكي يحاول الحصول علي براءة لإختراعه لكن لم يحالفه التوفيق في تحقيق ذلك ولم يحقق نجاحا كبيرا في البداية فعبر المحيط الأطلسي وسافر إلى أوروبا مرة أخرى في نفس العام عام 1838م باحثاً عن رعاة وعن براءات لإختراعه أيضا ولكنه إكتشف في العاصمة البريطانية لندن أن كلا من المخترعين البريطانيين ويليام كوك وتشارلز ويتسون سبقاه إلى تنفيذ الفكرة في بريطانيا ومن ثم ففي شهر ديسمبر عام 1842م توجه مورس للمرة الأخيرة إلى واشنطن محاولاً إقناع الحكومة الفيدرالية بجدوى إختراعه فقام بتوصيل أسلاك بين غرفتين في مبنى الكونجرس المعروف بإسم الكابيتول وأخذ يرسل الرسائل بين الغرفتين بالتبادل ليوضح لرجال الدولة طبيعة إختراعه وجدواه وإستطاع أن يحصل أخيرا على دعم مالي في عام 1843م تمثل في منحة نقدية بلغت قيمتها ثلاثون ألف دولار أميريكي لإنشاء خط تجريبي طوله 61 كيلومترا بين العاصمة الأميريكية واشنطن ومدينة بالتيمور وهي أكبر مدن ولاية ميريلاند الأميريكية ورابع أكبر مدن الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميريكية وفي يوم 24 مايو عام 1844م تم إفتتاح الخط وجرت أول تجربة رسمية له أرسل فيها صمويل مورس عبارته الشهيرةWhat hath God wrought أى مافعل الله وهي عبارة إختارتها آني إلسورث إبنة هنري إلسورث مفوض براءات الإختراع من سفر العدد من الكتاب المقدس وكان إلسورث قد تبنى إختراع مورس ودعمه وساعد في توفير الإعتمادات المالية اللازمة لتنفيذه وقد أُرسلت هذه الرسالة من الطابق السفلي لمبنى الكونجرس الأميريكي في العاصمة واشنطن إلى محطة إستقبال في مدينة بالتيمور .
وفي العام التالي عام 1845م تمكنت شركة Magnetic Telegraph Company من إنشاء خطوط التلغراف الجديدة من مدينة نيويورك إلى كل من مدن فيلادلفيا وبوسطن وبافالو ونيويورك ومسيسيبي وفي عام 1847م حصل مورس على براءة إِختراع التلغراف في قصر بيلاربيه سراى القديم الذى يقع علي ضفاف البوسفور في إسطنبول من السلطان العثماني عبد المجيد الأول الذي قام بتجربة الإختراع الجديد بنفسه وبعد ذلك بعامين إنتخب زميلا مشاركا في الأكاديمية الأميريكية للفنون والعلوم وفي عام 1851م إعتمد جهاز مورس جهازا رسميا معتمدا في الإتصالات التلغرافية في أوروبا .
وفي عام 1856م سافر مورس إلى العاصمة الدانماركية كوبنهاجن وقابله الملك فردريك السابع ليقلده وسام دانيبروج وهو وسام دانماركي أنشأه الملك كريستيان الخامس ملك الدانمارك والنرويج عام 1671م وعلى الرغم من حصول مورس على براءات لإختراعه وإنشائه لخطوط تلغرافية في جميع أنحاء العالم إلا أنه كان لا يزال مجردا من الإعتراف به بإعتباره المخترع الوحيد للتلغراف فلذلك لم يتم دفع الرسوم الصحيحة المستحقة له وإستأنف مورس في المحكمة العليا التي إستبعدت أي إدعاء يتجاهل أو يطعن في براءته بإختراع التلغراف وبعد صدور حكم المحكمة العليا أعطت حكومة الولايات المتحدة والدول الأوروبية أخيرا مورس حقوقه ودفعت لهُ حكومات كل فرنسا والنمسا وبلجيكا وهولندا وبيدمونت وروسيا والسويد وتوسكاني وتركيا مبلغ أربعمائة ألف فرنك فرنسي وذلك في عام 1858م وفي العام ذاته إنتخب مورس عضوا أجنبيا في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم وقدم رجل الأعمال والممول الأميريكي سايروس وست فيلد الدعم له لإنشاء خط التلغراف عبر المحيط الأطلسي وفي عام 1858م نجح المشروع في إرسال أول رسالة تلغراف تجريبية عبر المحيط الأطلسي وبحلول عام 1866م تم إنشاء خط تلغراف عبر المحيط الأطلسي من الولايات المتحدة إلى أوروبا وتبادل الرئيس الأميريكي الخامس عشر جيمس بوكانان والملكة البريطانية فيكتوريا الرسائل فيما بينهما وكان هذا يوما مشهودا كتبت عنه صحيفة تايمز أوف لندن آنذاك إفتتاحية كان نصها غدا ستنبض قلوب الحضارات نبضة واحدة ومن الآن فصاعدا ستزول الإنقسامات القارية للكرة الأرضية والتي كانت تحددها وتتحكم فيها ظروف الزمان والمسافات بينها.
ومما لا شك فيه أن مورس قد أعطانا بإختراعه التلغراف درسا في الكيفية التي يمكن لأي شخص أن يزاول عمله بها ويحقق أفضل النتائج فهو رجل أحب الفنون والعلوم ولكنه في نفس الوقت لم يدرس أسس علم الفيزياء في الجامعة ولكنه كان مهتما وشغوفا بمحاضرات الكهرباء والمغناطيسية ومن ثم جلس مع أولئك الأكثر منه علما ليشرح لهم ما يود فعله ويستفيد من علمهم ونصائحهم وتجاربهم وبما أشاروا به عليه ومن ثم تمكن في النهاية من إنجاز إختراع هام جدا كان هو الأساس الذي إرتكزت عليه ثورة الإتصالات التي أدت إلى إختراع الهاتف الثابت وجهاز التيكرز وجهاز التليكس وجهاز الفاكس وشبكة الإنترنت والهواتف المحمولة وكل التطبيقات الحديثة التى نشهدها حاليا في مجال الإتصالات إضافة إلي إختراع الإتصال اللاسلكي وأجهزته والإتصالات عبر أجهزة الكومبيوتر الثابتة أو المحمولة .
ومما لا شك فيه أن إختراع التلغراف قد لعب أدوارا هامة في حياة البشر من خلال العديد من المجالات كان من أشهرها إستخدامات التلغراف في الولايات المتحدة الأميريكية في محطات القطارات حيث تمكن العاملون في السكك الحديدية من معرفة مواعيد القطارات المغادرة والواصلة للمحطات الأمر الذي أدى إلى تبسيط عملها وضبط توقيتاتها ومن ثم تطوير صناعة السكك الحديدية وأيضا تم إستخدام التلغراف في إرسال الرسائل إلى الأشخاص في أي مكان وكانت هذه العملية في البداية ذات تكلفة عالية لكن مع إنتشار إستخدامه وتطويره إنخفض سعر الرسائل وأصبح توصيل الرسائل أكثر سهولة إضافة إلي تسهيل نقل الأنباء والأخبار بين دول العالم مما سهل كثيرا عمل وكالات الأنباء حول العالم وبمرور الزمن تم تطوير التلغراف إلى جهاز يسمى Teletypewiterوالذي يمكن بواسطته إرسال الرسائل وتلقيها بطريقة سهلة وسريعة وفي مطلع القرن العشرين الماضى وتحديدا في عام 1914م تم تطوير شكل التلغراف لشكل من أشكال النقل الآلي وبذلك أصبح نقل الرسالة أسرع بكثير وإعتمدت جميع الإتصالات البعيدة بشكل كبير على التلغراف الحديث حينذاك وعلاوة علي ماسبق فقد كان للتلغراف أهمية كبرى في مجال الإتصالات العسكرية وكانت حرب القِرم وهي الحرب التي قامت بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية التي كان قد أصابها الضعف وبدأت في يوم 4 أكتوبر عام 1853م وإستمرت حتى عام 1856م ودخلت مصر وتونس وبريطانيا وفرنسا تلك الحرب إلى جانب الدولة العثمانية في عام 1854م ثم لحقتها مملكة سردينيا التي أصبحت مملكة إيطاليا فيما بعد في عام 1861م هي أول ميدان معركة تم فيه إستخدام التلغراف كوسيلة لنقل المعلومات والأوامر والأخبار لكن قدرات هذه الآلة الجديدة لم تكن متظورة جيدا ولم تستخدم على نطاقٍ واسع في ذلك الوقت المبكر من عمر التلغراف وبعد ثلاث سنوات وفي عام 1867م أثناء حركات التمرد الهندي التي قامت في شبه القارة الهندية ضد البريطانيين بسبب فقدان أهل الهند كافة ما كانوا يتمتعون به من خيرات بلادهم وإستئثار شركة الهند الشرقية البريطانية بكل خيرات البلاد كان التلغراف وخطوطه والتي كانت قد أنشئت حديثا هناك وكان يسيطر عليها البريطانيون عاملا حاسما في إخماد تلك الحركات والقضاء علي معاقل الثوار الهنود وفي الحرب الأهلية الأميريكية أيضا والتي دارت رحاها بين عام 1861م وعام 1865م إستخدم التلغراف الكهربائي بشكل كبير وبالإضافة إلى توظيف التلغراف للعمل على إمتداد مسافات طويلة في مؤسسة التلغراف المدنية والعسكرية تم توفير الخدمة الميدانية المتنقلة في جيش الإتحاد الأميريكي بواسطة قطارات زودت بأسلاك معزولة وأعمدة خفيفة الوزن من أجل وضع خطوط التلغراف السريعة وكذلك وفرت الجيوش البروسية والفرنسية قطارات التلغراف المتنقلة خلال الحرب البروسية النمساوية عام 1866م وتكرر ذلك أثناء الحرب البروسية الفرنسية مابين عام 1870 وعام 1871م حيث ساعد التلغراف الميداني الكونت هيلموت فون مولتكه رئيس هيئة الأركان البروسية حينها وهو في مقر القيادة العامة بالعاصمة الألمانية برلين علي قيادة جيوشه البعيدة عنه في ميادين الحرب المختلفة فكان بصدر الأوامر والتعليمات إلي قواده الميدانيين ويتلقي منهم التقارير والأخبار وكيفية سير المعارك وموقف قواته وقوات من يحاربهم بإستخدام التلغراف وأيضا نظم البريطانيون أول قطارات التلغراف المتنقلة في نفس الفترة تقريبا .
وعن الحياة الشخصية لصمويل مورس فقد تزوج في يوم 29 سبتمبر عام 1818م وهو في سن 27 عاما من لوكريتيا بيكرينج ووكر وأنجبا ثلاثة أولاد هم سوزان وتشارلز وجيمس وتوفيت زوجتهُ في يوم 7 فبراير عام 1825م بعد ولادة طفلها الثالث وفي شهر أغسطس عام 1848م تزوج مورس مرة أخرى من سارة إليزابيث جريسوولد وأنجبا أربعة أطفال هم صمويل وكورنيليا وويليام وإدوارد أما من حيث ديانة صمويل مورس ومعتقداته وطائفته الأصلية فقد ولد لعائلة يهودية وفي السنوات الأخيرة من حياته ساهم في الكثير من الأعمال الخيرية وقدم مبالغ كبيرة للمؤسسات الخيرية وبدأ يهتم بالعلاقة بين العلم والدين وكانت وفاته في مدينة نيويورك في يوم 2 أبريل عام 1872م عن عمر يناهز 81 عاما ودفنَ في مقبرة جرين وود في حي بروكلين الشهير بمدينة نيويورك والتي تأسست في عام 1838م وكان مورس قد نال العديد من مظاهر التكريم منها حفل إستمر يوما كاملا وتضمن الكشف عن تمثاله بحديقة سنترال بارك بنيويورك وعلاوة علي ذلك فقد كوفئ من قبل العديد من الدول بتكريم بارز حيث قلده السلطان العثماني عبد المجيد الثاني في تركيا وسام المجد عام 1847م ومنحه ملك بروسيا فريدريش فيليم الرابع عام 1851م ميدالية ذهبية تمنح للمتفوقين علميا وقدم له إمبراطور النمسا فرانز يوزيف الأول الميدالية الذهبية العظيمة للعلوم والفنون عام 1856م وفي نفس العام 1856م منحه ملك الدانمرك وسام صليب فارس من رتبة دانيبروج وقدمت له ملكة أسبانيا وسام شرف صليب فارس قائد ووسام إيزابيلا الكاثوليكي كما أنه نال ايضا جوائز هامة أخرى مثل وسام البرج والسيف من مملكة البرتغال عام 1860م ووسام القديسين موريس ولازاروس من إيطاليا عام 1864م وذلك إلي جانب إنتخابه لعضوية العديد من جمعيات العلوم والفنون في الولايات المتحدة وغيرها من الدول وبالإضافة إلي كل ماسبق كان لصمويل مورس العديد من الماثورات نذكر منها :-
— العلم والفن لا يتعارضان .
— أنا لا أمسح دموعي بل أمسح من حياتي كل من يتسبب بذلك عمدا .
— بعض البشر مجرد أفواه ناطقة ينتقدون ويذمون وليتهم يدركون أنهم فاشلون .
— شعورك بالرضا عن نفسك أهم من شعورك بأن الجميع راض عنك .!!
Discussion about this post