غبش يناير

**غبش يناير.. **

ماذا جرى؟؟..
ما هكذا كانت..
إلى ربوعنا تأتي الفصول..
كالطواحين الفارغة.. تطرد
و تطارد بعضها الأيام..
و الزمن يحول..
ما عاد ينشر ملاءته الربيع..
ما عادت الوانها
تكسو جبالنا و السهول..
و الصيف كلما حل لدينا
تفاقم قيظ نهاره..
و نجوم ليله..
يكاد يقضمها الأفول
أما الخريف.. فضبابه
حجب نفاسة الثوب المقشب..
نكس ناصية الروابي
خفض عيون القمر..
حتى الذبول

ماذا جرى؟؟..
أين شتاؤنا.. و كرات الثلج
نتراشق ببياضها حتى الأصيل؟
أين نقاؤه القطني
حين يعمم الجبل
و يلبس المرج مخمله الرفول؟
لماذا لا يغسل وجه الأديم بذوبه
لماذا لاث بياضه طمي السيول؟
أين البيوت الكبيرة ؟؟
حيث عناقاتنا تصهر الروح..
يذوب  دفؤها قر الليالي
يسرج الشوق المحير في ذهول
ما بالنا تكممنا؟؟
و على انين الوطن الجريح
تباعدنا.. و تكومنا
فتجلط  الاحساس
في تجاويف قلوبنا.. و العقول
ترسبت  دورة الحب
حتى لم نعد نقوى
على الإبتسام.. أو البكاء
و لا كرهنا النقاب الحاجب للحقيقة
و لا حتى  الظلام رجوناه يزول..

ماذا جرى؟؟..
أين رعود ديسمبر؟؟
تحشد لشهرها الآتي
مؤونة الغيم الهطول ؟؟
أين دخان يناير؟؟
تشرق شوارعنا المريدة بلهيبه
يكسر صمت الشتاء المقفر
يبعث للحب الف جسر و رسول..
إذ كان يأخذنا الخيال
إلى أعتاب الرائعين
فنقول ما نريد.. و نريد ما نقول..
ما بال شتاءاتنا الآن؟؟
بنبض خافت جثمت
للصباحات الحثيثة منعت
أفرغت حقائب ليلنا
من كل رجاء مأمول..
تركتنا معلقين.. بين ذاكرة ابتنا
و بين حادثة  نحو الرماد رمتنا..
حتى  بقينا نشد على شوقنا
نطوي أوراق الزمان
ضمن كتاب الفصول..

#كوثر_بلعابي ( ديوان : من جرحها تزهر…)