في مثل هذا اليوم 9 يناير 1960م..
جمال عبد الناصر يضع حجر الأساس لبناء السد العالي بعد إقراض الاتحاد السوفيتي لبلاده مبلغ 100 مليون دولار، مع رفض البنك الدولي تمويل بناء السد.
مشروع السد العالى هو مشروع قومى وقد سبق أن تقدم به لأكثر من حكومة مصرية قبل ثورة يوليو 1952، لكنه لم يكن يلقى أى استجابة حتى على سبيل الوعد ببحث المشروع وجدواه الاقتصادية، وفى عام 1953م تقدم تقدم المشروع إلى مجلس قيادة الثورة، لكنه هذه المرة حظى باهتمام كبير من جانب القيادة الثورية، وكلف قائد الجناح جمال سالم عضو مجلس قيادة الثورة بتولى مسئولية هذا المشروع إلى جانب من الفنيين فى المجالس والهيئات المتخصصة الذين سيتولون البحث والدراسة، هذا ما ذكره كتاب “سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر” شهادة سامى شرف مدير مكتب الزعيم جمال عبد الناصر، حيث تمر اليوم ذكرى وضع جمال عبد الناصر حجر الأساس لبناء السد العالى بعد اقراض الاتحاد السوفيتى لبلاده مبلغ 100 مليون دولار، مع رفض البنك الدولي تمويل بناء السد، ونتسعرض خلال السطور المقبلة المعلومات الخاصة بالسد حسب ما ذكره سامى شرف.
– بدأ التفكير فى المشروع فى نهاية سنة 1952م ـ المهندس اليونانى المصرى دانينيوس.
– بدأ تنفيذ المشروع فى 9 يناير 1960.
– انتهت المرحلة الأولى فى منتصف مايو 1964 بتحويل مياه النهر إلى قناة التحويل.
– فى منتصف أكتوبر 1967م ارتفع جسم السد إلى منسوب 172م، وانطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالى فى 9 يناير 1969م، بتشغيل ثلاثة توربينات.
– فى يوليو 1970 اكتمل المشروع بتشغيل 12 توربين.
– بلغت تكلفة بناء السد العالى 400 مليون جنيه.
– السد العالى من رخام الجرانيت والرمال والطمى تتوسطة طبقة صماء من الطين الأسوانى.
– السد يغلق مجرى النهر على مسيرة 7 كيلو مترات إلى الجنوب من سد أسوان القديم ويحول المياه إلى مجرى جديد عبارة عن قناة مكشوفة تتوسطها 6 أنفاق متصلة فى نهايتها بمحطة كهرباء مزودة بغثنى عشر وحدة.
– سعة بحيرة ناصر 164 مليار متر مكعب منها 30 مليار متر مكب لاستيعاب الطنى بعد استمرار رسوبه لعدة قرون، و37 مليار متر مكعب لمواجهة الفيضانات العالية، و97 مليار متر مكعب تمثل السعة الحية للخزان التى تضمن تصرف سنوى ثابت مقداره: 84 مليار متر مكعب يخص مصر منها 55,5 مليار ويخص السودان 18,5 مليار، والباقى 10 مليار مقدر أنه يفقد من حوض الخزان بالبخر والتسرب.
– عرض مجرى النهر عند موقع السد 520 مترا.
– طول السد عند القمة 3820 مترا.
– أقصى ارتفاع للسد 111 مترا.
– عرض قاعدة السد 980 مترا.
– عرض الطريق فوق السد 40 مترا…………….
قبل أربع وستون عاماً، وتحديداً في التاسع من يناير عام 1960، وضع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حجر الأساس لمشروع بناء السد العالي، وفي ظروف سياسية واقتصادية صعبة، تمثلت في رفض البنك الدولي والولايات المتحدة وبريطانيا تمويل عملية البناء، وما تعرضت له مصر من عدوان عسكري ثلاثي من دول إنجلترا وفرنسا وإسرائيل عام 1956، نستعرض أهم محطات بناء السد العالي.
كان السد العالي معركة للتحدي والبناء، فرغم تلك التحديات أصر المصريون على أهدافهم ورفضوا كل المؤامرات التي سعت لإجهاض تجربة مصر في التنمية والبناء والرخاء، ووقفوا بجانب القيادة السياسية، وبنوا السد كواحد من أهم تلك المشروعات بالعرق والصبر، وفي عام 1970 اكتمل البناء وتم افتتاحه رسمياً، لتبدأ مرحلة جني الثمار.
محطات بناء السد العالي كانت متعددة، كلاً منها حكاية تروى، بدأت عقب قيام ثورة 1952، حينما طلب المهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس، لقاء مجلس قيادة الثورة وبعد محاولات التقى جمال عبد الناصر، وعرض عليه مشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه بشكل دائم، وتوليد طاقة كهربائية منه، ولاقت الفكرة ترحيباً شديداً، وأعقب ذلك التوجيه ببدء الدراسات الفنية في أكتوبر من نفس العام وقامت بها وزارة الأشغال العمومية، بمشاركة مجموعة منتقاة من أساتذة الجامعات، وخرجت الدراسات بفوائد عظيمة للمشروع.
شركتان هندسيتان من ألمانيا
وأكدت وزارة الموارد المائية والري، في تقرير يرصد «حكاية السد» أنه في أوائل 1954 تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع، وقامت لجنة دولية بمراجعة التصميم، وأقرته في ديسمبر 1954، وجرى وضع مواصفات وشروط التنفيذ، وطلبت مصر من البنك الدولي تمويل المشروع، وبعد دراسات مستفيضة للمشروع أقر البنك الدولي جدوى المشروع فنيًا واقتصاديًا.
اتفاقية بين الاتحاد السوفييتي ومصر لإقراض القاهرة 400 مليون روبل روسي
وأضافت الوزارة، أنه رغم موافقة أمريكا وبريطانيا على تمويل المشروع من جانب البنك الدولي بتكلفة 1.3 مليار دولار، جاءت شروط «البنك» تعجيزية، فقد تحركت «لندن» لتحذر «واشنطن» من زيادة نفوذ الاتحاد السوفيتي في مصر، الأمر الذي آثار غضب «عبد الناصر» وقتها، ثم تطورت الأمور لتسحب الولايات المتحدة التمويل، وهو ما رد عليه عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وفي 27 ديسمبر 1958، جرى توقيع اتفاقية بين الاتحاد السوفييتي ومصر، لإقراض مصر 400 مليون روبل روسي لتنفيذ المرحلة الأولى من السد، وفي مايو 1959 قام الخبراء السوفييت بمراجعة التصميمات.
توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان
وفي ديسمبر 1959، جرى توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان، وبدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولى بوضع حجر الأساس في التاسع من يناير عام 1960، وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة، وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتى منسوب 130 مترًا، وفي 27 أغسطس 1960 تم التوقيع على الاتفاقية الثانية مع الاتحاد السوفييتي، لإقراض مصر 500 مليون روبل إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد، وفي منتصف مايو 1964، تم تحويل مياه النهر إلى قناة التحويل والأنفاق وإغلاق مجرى النيل، والبدء في تخزين المياه بالبحيرة، وفي المرحلة الثانية جرى الاستمرار في بناء جسم السد حتى نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التوربينات وتشغيلها مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء، وفي أكتوبر عام 1967 انطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالي وبدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد العالي منذ 1968 وفي منتصف يوليو 1970 اكتمل المشروع، وفي 15 يناير1971 تم الاحتفال بافتتاح السد العالي بحضور الرئيس محمد أنور السادات ليبدأ السد العالي مد مصر بمياه منتظمة وطاقة كهربائية لم تنقطع يوماً.
حماية مصر من كوارث الجفاف والمجاعات
وعددت هيئة السد العالي التابعة لوزارة الموارد المائية والري، فوائد المشروع وكان أبرزها؛ حماية مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد في الفترة من 1979 إلى 1987 حيث تم سحب ما يقرب من 70 مليار متر، مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي، لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل، وحمي السد العالي مصر من أخطار الفيضانات العالية التي حدثت في الفترة من 1998 إلي 2002، فلولا وجود السد العالي لهلك الحرث والنسل وتكبدت الدولة نفقات طائلة في مقاومة هذه الفيضانات وإزالة آثارها المدمرة.
وقالت الهيئة، عن دور السد العالي في التنمية الزراعية والصناعية، إنه أسهم في استصلاح الأراضي وزيادة الرقعة الزراعية، وتحويل الري الحوضي إلي ري دائم وزيادة الإنتاج الزراعي، والتوسع في زراعة الأرز، وتوليد طاقة كهربائية تستخدم في إدارة المصانع وإنارة المدن والقري، وضمان التشغيل الكامل المنتظم لمحطة خزان أسوان بتوفير منسوب ثابت علي مدار السنة، وزيادة الثروة السمكية عن طريق بحيرة السد العالي، وتحسين الملاحة النهرية طوال العام.!!!
Discussion about this post