بين الانتخابات والتنمية !
حسين الذكر
حينما كنت اطالع كتب التاريخ الحديث وما كتب عنها نهضويا لاحظت ان فترة سبعينات القرن المنصرم هي الأفضل عراقيا على مستوى النهضة العمرانية والتنموية الشاملة التي بلغ فيها العراق تحوله الى ان يكون قبلة لبقية اقرانه من العرب سيما في قطاعات التعليم والتعليم العالي والرياضة والشباب والعمران وتطوير الزراعة والصناعات الخفيفة التي اخذت تكفي حاجة السوق المحلية الاستهلاكية بجودة معهودة .. لم يكن ذلك نتاج المصادفة بل نتاجا طبيعيا لتوفر عوامل عدة من بينها الاستقرار ووفرة الأموال جراء ارتفاع أسعار النفط وزيادة انتاجه وكذلك الخطط الخمسية التي اعدت حينها ونفذها جهاز حكومي هو الأفضل بتاريخه لما اشتمله وضمه من خبرات مهنية وظيفية والتزامية كانت لها الحيازة والتجربة وحسن السلوك من أيام الحكم الملكي حتى ما بلغته فضلا عن الرقابة المركزية وشيوع المثل والأخلاق المهنية والدينية والاحساس الوطني العالي بمعزل عن الولاءات الحزبية او المكوناتية ..
الوضع تغير تماما بعد تلك المرحلة جراء دخول العراق مراحل اللا استقرار السياسي والفوضى والحروب والحصار … مما انعكس على انحدار قيمي ومهني عالي بلغ أوجه الى مرحلة ما بعد 1990 حتى اليوم .. ولاساب عديدة اغلبها معروفة ..
اليوم في ظل حكومة السيد السوداني تطورت الأحوال نسبيا اذ توفرت مساحة من الاستقرار وتحسن موارد الدولة النفطية … جعلها تشرع بعدد من المشاريع الاسكانية والعمرانية التي يتوقع ان تات اكلها بعد مدة قصيرة باقل تقدير على مستوى الطرق والجسور مما لا يحصر اثرها الإيجابي على فك الاحتناقات المرورية وتسهيل حركة المرور .. فان تحسين شبكة الطرق يعد الممهد والحركة الأولى على طريق انطلاق أي استراتيجيات ما .
لقد وصلتني دعوتين في غاية الأهمية وتعبر عن بدايات انطلاق خطط تنموية تشمل مختلف القطاعات والملفات اذا ما سارت باتجاه آمن مستقر وصحيح ان شاء الله ، الأولى تمثل عقد جلسة حوارية بعنوان ( الرياضة والشباب بين الإجراءات والممارسات لتنمية اجتماعية فاعلة ) والثانية تتعلق بإطلاق مبادرة دولة رئيس مجلس الوزراء في (العودة إلى الدراسة) من خلال دورات تقوية مجانية بشكل كامل للراغبين بأداء الامتحانات الخارجية للدراسة الإعدادية وتنفذ هذا العام في محافظات ( بغداد – كركوك – صلاح الدين- ديالى – النجف الأشرف- ذي قار – المثنى – ميسان) ومع ان الدعوتين ظاهرا وصلت وانعقدت اثناء الحملات الانتخابية الا انها من ناحية أخرى – بمعزل عن الجو الانتخابي وفهم متطلباته – الا انها تمثل تطورا مهما في الفكر السياسي وتعاطيه على مستوى القيادات والنخب والجماهير بحالة يمكن عدها إيجابية صحية نتلمس فيها التحول من الثورة الى الدولة في بواطنها وظواهرها مع التأكيد على الانطلاق نحو الفضاء الوطني وهذا هو الأهم .







Discussion about this post