-* وجهٌ لوجهي *-
سأَخْتَارُ وجها لوجهي
يُشاكِسُ لَوْنَ النَّدَى
يُزَوِّجُ كُلَّ الكلام و كلَّ القصائدِ رَجْعَ الصَّدَى
يُعَلِّمُ كُلَّ الثَّواني الأخيرَةَ وطْءَ الرَّدَى
و يَبْكِي كثِيرًا إذَا فَارَقَتْنَا
شُمُوعُ الحيارى
زهورُ العذارى
و بسْمةُ من قَد تغطَّوْا رداءَ المَدَى
♠♠♠♠♠
سأَخْتارُ
أَختارُ وجها لوجهي
لِأَسْعَدَ دَوْمًا
أَمَامَ انتشاء البَلَابِلِ و الأُغنياتِ
سأفرَحُ أيضًا
لِزَهْوِ المراكبِ
تغمرُها الرّيحُ بالأمنياتِ
سأصرُخُ عند انهزام الأناملِ
حين يُلَوَّثُ طُهر الطفولةِ
أو يُسْتَبَاحُ شذى الأمسياتِ
سأنْبُذُ وجهًا
يُسَمِّمُنِي
في حنايا مدينتنا النائمهْ
و يَحْفِرُ كَفِّي
عميقًا
عميقًا
ليمحوَ أسرارَ أمّي
و يَكْتُمَ أنْفَاسَ قيثارةٍ هائمهْ
♠♠♠♠♠
و يَعْرُجُ وجهي إلى لغةٍ قد تناهت إلى سدرة العاشقينْ
و يهمسُ شوقًا
فَأُدْرِكُ إنّكَ يا وجهُ منّي
عنيدٌ
كَنَخْلِ الصّحارى و شوكِ السّنينْ
و إنّي أقيمُ بخيمةِ قلبٍ
نما في ثراها عبيرُ الحنينْ
سأسكُنُ وجهي كما كان وجهي
بِلَوْنِ السّنابل و الياسمينْ
بطعم الفرات إذا قام فجرًا
يُقَبِّلُه النيل فوق الجبينْ
بصبْر الجبال
و رجع التلال
هَلُمُّوا
هلُمُّوا
فذي أرضنا
قد سقاها اليقينْ
بقلم علي مسعود
المجموعة الشعرية : زمن الصمت زمن الأحلام
Discussion about this post