فى مثل هذا اليوم 17 يناير1902م..
سقوط مدينة الرياض بيد عبد العزيز آل سعود.
معركة الرياض وتسمى أيضاً فتح الرياض هي معركة وقعت في 5 شوال 1319هجرياً والذي يوافق 15 يناير 1902، في قلعة المصمك في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر. وكانت بين عبد العزيز آل سعود ابن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود آخر حكام الدولة السعودية الثانية، وعجلان بن محمد العجلان أمير الرياض التابع لعبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد أمير إمارة آل رشيد.
كانت الرياض تحت حكم آل سعود وعاصمة لدولة السعودية الثانية، حتى سقطت تحت حكم آل رشيد بعد انتصارهم على الإمام عبد الرحمن آل سعود. وتم نفي عائلة آل سعود خارج نجد. فانتقلت عائلة آل سعود إلى قطر ثم البحرين ثم إلى محطتهم الأخيرة الكويت. حتى أعدّ عبد العزيز آل سعود عُدّته ووضع خطته لإستعادة الرياض، فإتجه من الكويت إلى الرياض، يوم 20 رمضان 1319هـ، فوصل إلى مشارفها في الأول من شوال 1319هـ، واقتحم عبد العزيز آل سعود قصر المصمك بعد صلاة الفجر وقتل عجلان بن محمد العجلان وقطع رأسه ورماه على أهل الرياض، وتم الإعلان عن تأسيس الدولة السعودية الثالثة بعد المعركة في 5 شوال 1319هـ، الموافق 15 يناير 1902 ميلادياً. ويُعد فتح الرياض اللبنة العسكرية والسياسية الأولى، في تأسيس المملكة العربية السعودية، على يد الملك عبد العزيز آل سعود.
لقد كانت نهاية الدولة السعودية الثانية تدريجية، فقد كانت تلك الدولة قبل سقوطها دولة قوية في كيانها السياسي في شبه الجزيرة العربية في عهد أحد أبرز أئمتها وهو الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود في فترة حكمه الثانية، إلا أن تلك الدولة أخذت في التآكل والتصدع نتيجة لعدة عوامل داخلية، تأتي في الفتنة المحلية التي أعقبت عهد هذا الإمام في مقدمتها. وكانت النتيجة الحتمية سقوط تلك الدولة بعد أن تفسخت مناطقها، فاجتاح العثمانيون منطقة الأحساء، واجتاح آل رشيد كل البلاد النجدية، فأنهى آل رشيد حكم آل سعود في كل نجد، رغم أن إمارة آل رشيد كانت قد نشأت بمساندة ودعم من الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود لأميرها عبد الله بن علي الرشيد حين عينه أميراً على جبل شمر. ومنذ ذلك الحين والإمارة الرشيدية قائمة، تلك الإمارة التي قوضت دعائم الحكم السعوديّ في نجد ثُمَّ أسقطته في عهد الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود آخر أئمة الدولة السعودية الثانية بعد معركة المليداء، ومعركة حريملاء بين عبد الرحمن آل سعود إمام الدولة السعودية الثانية، وآل رشيد أمراء إمارة جبل شمر، حيث فشل الإمام عبد الرحمن آل سعود في هزيمة آل رشيد، فانهزم الإمام عبد الرحمن آل سعود ومن معه وتشتت قواته وقُتل في تلك المعركة عدد من آسرة آل سعود، واحتلت الرياض من قبل آل رشيد، وغادرت عائلة آل سعود الرياض إلى قطر ثم البحرين ثم إلى الكويت واستقبلهم أميرها مبارك الصباح. وانتهت الدولة في أوائل أغسطس 1891م.
اندفع سكان الرياض إلى مبايعة حاكمهم الجديد، الذي أعاد الحق إلى أصحابه. ولم ينس الابن أباه، فأرسل عبد العزيز رفيقه، ناصر بن سعود، ليبشر الإمام عبد الرحمن، والشيخ مباركاً، في الكويت، بفتح الرياض، ويطلب المدد. وفي الوقت نفسه، شرع يحصن الرياض. وتمكن، بمساعدة أهلها، من بناء سور حصين للعاصمة، في أربعين يوماً، بعد أن كان هدمه ابن رشيد، على أثر معركة حريملاء، عام 1308هـ. وأمده والده والشيخ مبارك الصباح، بسبعين رجلاً وذخيرة، تحت قيادة أخيه، سعد بن عبد الرحمن الفيصل.
وكان الأمير عبد العزيز بن متعب بن رشيد، في تلك الأثناء، في حفر الباطن، يفاوض العثمانيين، ليساعدوه على احتلال الكويت. ولما وصله خبر دخول عبد العزيز بن سعود الرياض، لم يهتم كثيراً، واستهان بأمره، قائلاً لرجاله: «لا يهمكم أمره؛ فهو أرنب محجورة. ومتى ما فرغنا من مهمتنا، التي جئنا إلى هنا من أجلها، أتيناه في عقر داره، وقتلناه وجميع من معه». وأقام في حفر الباطن أربعة أشهر، بعد فتح الرياض، يفاوض الأتراك، ويمني نفسه بقتل ابن سعود، واستعادة الرياض، واحتلال الكويت معاً. وبعد أن لمس تقاعس الأتراك ومماطلتهم، تشاور مع رجاله، واستقر رأيه على التوجه إلى عاصمته، في حائل، وتجهيز جيش كبير، لغزو الرياض.
وبعد نجاح هذه المحاولة بداية حقيقية لتأسيس الدولة السعودية الثالثة (الحديثة)، ومنها تبدأ عملية توحيد البلاد في إطار دولة سعودية حديثة تعيد المناطق والأقاليم التي كانت تابعه للدولة السعودية الأولى والثانية. لقد كانت هذه المحاولة محاولة جادة وصعبة جداً، وهي مغامرة يحسب لها كل حساب لأن نجاحها غير مضمون ولامتوقع. ولذا وصفها الكاتب كنث وليمز بأنها طريقة تدل على براعة فائقة وحذق مدهش. ويصفها فؤاد حمزة بأنها من أروع قصص البطولة وأعظمها شأنًا وأجلها قدراً. ويصفها حافظ وهبة بأنها قصة تشبه قصص أبطال اليونان، وترينا عظم الأخطار التي أحاطت بابن سعود.!!
Discussion about this post