في مثل هذا اليوم 19 يناير1820م..
إمارة دبي ترتبط بحماية مع المملكة المتحدة.
إمارة دبي هي إحدى إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعتبر إمارة دبي ثاني أكبر إمارة في الاتحاد بعد إمارة أبوظبي حيث تبلغ مساحتها 4،114 كم2 وهو ما يعادل 5% تقريبا من مساحة الإمارات، وفي مثل هذا اليوم 19 يناير 1820 ارتبطت إمارة دبي بحماية مع المملكة المتحدة.
لمعاهدة العامة للسلام 1820 معاهدة وقعت بين حكام ولايات الساحل المتصالح والإمبراطورية البريطانية تحت إشراف السير وليام كير. كانت تنص المعاهدة على التزام الموقعين بعدم القرصنة في الخليج العربي كما تمنع تجارة الاسترقاق والعبودية واستخدام كل السفن النافعة لصالح الراج البريطاني.
أول المعاهدات التمهيدية مع شيخ الشارقة
كان الشيخ سلطان بن صقر القاسمي أول من يوقع معاهده تمهيدية للمعاهده العامة مع الجنرال كير وكانت نصوص المعاهدة التمهيدية كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم جميع الناس ان سلطان بن صقر كان عند حضرة الجنرال السير وليام كرانت كير وقد تم الاتفاق بينهما على النصوص التالية:
(المادة 1) يقوم سلطان بن صقر بتسليم كافة القلاع والسفن والمدافع الموجودة في الشارقة وعجمان وأم القيوين وتوابعها الي الجنرال كير.
(المادة 2) يسلم سلطان بن صقر جميع السجناء الهنود إذا كان أحد منهم عنده.
(المادة 3) لن يسمح الجنرال للجيوش (للقطاعات) ان تدخل المدن لنهبها وتخريبها.
(المادة 4) بعد تنفيد هذه الا لتزامات فان سلطان بن صقر سينضم ويدخل في اتفاق السلام.
و بهذه الشروط فان حاله العداء تكون قد انتهت بين الجنرال وبين سلطان بن صقر واتباعه ولكن ستبقى مراكبهم محظورا عليها دخول البحر.
تم في راس الخيمة في 6 يناير 1820م ؛(مترجمه ترجمه دقيقة جي.بي.تومسون)
نقيب من الوحدة 17 لايت دراكون ومترجم
توقيع
اللواء (جنرال) و.كرانت كير
توقيع
سلطان بن صقر
ثاني المعاهدات التمهيدية مع شيخ رأس الخيمة
ثم جاء الشيخ حسن بن رحمه الذي كان مصابا بمرض شديد اثر المعركة والسجن وفي يوم 8 يناير عام 1820م وقع المعاهدة التمهيدية التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم جميع الناس ان حسن بن رحمه في حضرة الجنرال السير وليام كرانت كير وقد تم الاتفاق بينهما على النصوص التالية:
(المادة 1) تبقى في يد الحكومة البريطانية بلدة رأس الخيمة والمحارة والأبراج القائمة في مزارع النخيل قرب البلدة.
(المادة 2) إذا كانت أي من سفن حسن بن رحمه في الشارقة أو أم القيوين أو عجمان أو أي مكان آخر يذهب إليه الجنرال بقواته يجب تسليمها للجنرال وسيترك سفن صيد اللؤلؤ وصيد الأسماك.
(المادة 3) يسلم حسن بن رحمه السجناء الهنود إذا كان أي منهم عنده.
(المادة 4) بعد تنفيد هذه الالتزامات فسيسمح له بالانضمام إلى معاهدة السلم العام مع بقية العرب الاصدقاء المسالمين.
تم في راس الخيمة قبل ظهر السبت 8 يناير 1820م
توقيع
دبليو كرانت كير (جنرال)
توقيع
حسن بن رحمة
ثالث المعاهدات التمهيدية مع شيخ دبي
و في اليوم التالي وصل من دبي حاكمها القاصر محمد بن هزاع بن زعل إلياسي ومعه نائب ووكيل عنه هو احمد بن فطيس وجاءت المعاهدة التمهيدية كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم جميع الناس ان محمد بن هزاع بن زعل _ القاصر_ ومعه أحمد بن فطيس كانا في حضرة الجنرال السير وليام كرانت كير وهناك تم الاتفاق على النصوص التالية:
(المادة 1) يسلم أهالي دبي إلى الجنرال السفن التي في دبي وتوابعها والمدافع الموجودة في الأبراج وسيترك الجنرال مراكب صيد اللؤلؤ ومراكب صيد السمك.
(المادة 2) يسلم أهالي دبي كافه الأسرى الهنود إذا كان لديهم أحد منهم.
(المادة 3) لن يسمح الجنرال لقطاعاته الدخول إلى بلد لنهبها وسوف لن يدمر الحصون والأبراج.
(المادة 4) إذا تم تنفيذ هذه النصوص فلسوف يسمح لمحمد بن هزاع بن زعل واتباعه بالانضمام إلى معاهدة السلم العامة اسوة بسائر العرب الاصدقاء المسالمين.
وبهذه الشروط فلسوف تتوقف حالة العداء بين بريطانيا وبين محمد بن هزاع وأتباعه باستثناء سريان الخطر على مراكبهم في البحر.
توقيع : الجنرال وليام كرانت كير
مترجم : نقيب الوحدة 17 لايت دراكون ومترجم
وقع بختم : أحمد بن فطيس
شاهد على المعاهدة : الشيخ حمزة بن محمد شيخ جزيرة قشم
وأعطيت نسخه مصدقة من المعاهدة إلى محمد بن هزاع.
رابع المعاهدات التمهيدية مع شيخ أبوظبي
و في يوم 11 يناير1820م وصل من أبوظبي الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان ليوقع المعاهدة التمهيدية التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم جميع الناس ان الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان كان في حضرة الجنرال السير وليام كرانت كير وقد تم الاتفاق بينهما على النصوص التالية:
(المادة 1) إذا وجدت في أبوظبي أو أي مكان آخر تابع للشيخ شخبوط أي من السفن (القراصنة)التي صادفها أو قد يصادفها الجنرال في الحرب الحالية فيجب عليه ان يسلمها إلى الجنرال.
(المادة 2) سيسمح للشيخ شخبوط بالانضمام إلى المعاهدة العامة للسلم مع الاصدقاء العرب.
تم في راس الخيمة 11 يناير1820م
موقع : اللواء كير
موقع : الشيخ شخبوط بيده
خامس المعاهدات التمهيدية مع شيخ الرمس وضايه
و في 11 يناير1820م جاء دور الشيخ حسن بن علي بن عبد الرحمن العنزي الذي كان يشغل منصب شيخ بلده الرمس وضايه ووقع المعاهدة التمهيدية التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم جميع الناس ان حسن بن علي في حضرة الجنرال السير وليام كرانت كير وقد تم الاتفاق بينهما على النصوص التالية.
(المادة 1) يجب تسليم كافة السفن العائدة لحسن بن علي والموجودة في الشارقة أو أم القيوين أو عجمان أو أبوظبي أو أي مكان تذهب إليه قوات الجنرال فان مثل هذه السفن تسلم للجنرال وسيترك الجنرال تلك التي تصيد اللؤلؤ ومراكب صيد السمك.
(المادة 2) يسلم حسن بن علي جميع السجناء والهنود إذا كان أي منهم لا يزال لديه.
(المادة 3) إذا تم تنفيذ هذا الاتفاق فسيسمح لحسن بن علي على للانضمام ودخول في معاهدة السلم العام
الموقع : الجنرال كير حسن بن علي
و قد تم كتابة نسختين من كل معاهده وتسلم كل من الموقعين نسخة منها.
ملاحظات على المعاهدات التمهيدية
لم يوقع الجنرال كير معاهدات تمهيدية مع شيخ أم القيوين وشيخ عجمان وسنرى بعد أنهما وقعا على المعاهدة العامة فقط.
جميع الشيوخ وقعوا بأيديهم وأختامهم إلا شيخ دبي فقد وقع نيابة عنه السيد احمد بن فطيس وذلك لصغر سنه (عمره عندئذ كان تسع سنوات).
لم يكن هناك شهود على هذه المعاهدات التمهيدية إلا المعاهدة الموقعة مع شيخ دبي وقد شهد عليها شيخ جزيرة قشم وهذا يرجع إلى أن شيخ دبي كان صغيراً ولم يوقع على المعاهدة بيده.
بدأت جميع المعاهدات بعبارة (ليعلم جميع الناس) أنها ذكرت لأن الإنجليز اتبعوا أسلوب القراءة لنشر وتعميم ما ورد في المعاهدات لذا فالعبارة السابقة توضع لتنبيه الناس بعدما تعلن وتقرأ للجميع تكون المعاهدة سارية ويعلمها الجميع وليس من يوقعها مع الجنرال كير.
في جميع المعاهدات ذكر اسم الشيخ فقط ولم يذكر بأنه حاكم الإمارة المعينة فمثلاً حضر الشيخ (الاسم فقط دون ذكر الإمارة التي يحكمها).
وقع ثلاث شيوخ من إمارة رأس الخيمة وهم: الشيخ سلطان بن صقر القاسمي والشيخ حسن بن رحمة والشيخ حسن بن علي بن عبد الرحمن العنزي شيخ الرمس وذلك لأهمية الإمارة ولتعدد المسؤولين والقادة فيها ونظراً لأن الشيخ سلطان تولى حكم إمارة رأس الخيمة بعد الحملة مباشرة لذا فتوقيعه هنا عن إمارتي رأس الخيمة والشارقة معاً.
حرص الجنرال كير على أن ينص في كل معاهدة على تسليم كافة السفن العسكرية وغيرها ما عدا سفن صيد اللؤلؤ وصيد السمك وذلك طبعا للقضاء على الأساطيل العربية في الخليج العربي وللقضاء على التجارة، فالمنع يسري كذلك على السفن التجارية، والنتيجة النهائية هي انفراد إنجلترا بالسيطرة على التجارة في المنطقة كلها والقضاء على أي منافس لها في المنطقة.
المعاهدة العامة للسلام بين القبائل العربية والحكومة البريطانية 1820 م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الصلح خيرا للانام وبعد قد صار الصلح دائم بين دولة سركار الإنجليز وبين الطوائف العربية حسب الشروط التالية:
(المادة 1) يتوقف النهب والقرصنة بحرا وبرا إلى الابد من جانب العرب المشتركين في هذا الاتفاق.
(المادة 2) إذا هاجم أي فرد من العرب المتقاعدين مسافرا ما برا أو بحرا مهما كانت جنسية بقصد النهب والقرصنة في غير ما حرب معترف بها _ فسيعلن عدوا للجنس البشري فسيعتبر كأنما ابيح دمه وماله. ان الحرب المعترف بها هي التي يتم إعلانها جهارا وتشنها حكومة أخرى. وان قتل الناس سلب أموالهم بدون إعلان صريح من حكومة ما أو منها. يعنبر نهب وقرصنة.
(المادة 3) يحمل العرب المتصالحون في البر والبحر علما احمر يضم حاشيه بيضاء ويكون عرض الأبيض في الحاشية مساويا للعرض الأحمر ولهم الخيار ان يحمل هذا العلم شيئا من الكتابة أولا ويألف مجموع الأبيض والأحمر المعروف لدى البحرية البريطانية باسم بياضا تخترقه حمرة وهذا سيكون علم العرب المتصالحين دون غيره.
(المادة 4) ان القبائل العربية المتصالحة ستستمر في علاقاتها مع بعضها كما أنها ستكون في الصلح مع الحكومة البريطانية ولن تحارب بعضها بعضا والعلم سيكون رمزا للاكثر.
(المادة 5) ان سفن العرب المتصالحين جميعا ستحمل معها ورقه (سجلا) تحمل توقيع الشيخ وتحتوي على اسم السفينة وطولها وعرضها وحمولتها وكذلك ستكون عندها وثيقة أخرى (من سلطة الميناء) تحتوي على توقيع الشيخ وعلى اسم المالك واسم الربان وعدد الرجال والسلاح ومن اين ابحرت ووقت ابحارها والميناء المتوجه إليه وإذا واجهت هذه السفينة سفينة بريطانية قدمت لها السجل والرخصة.
(المادة 6) من الممكن للعرب المتصالحين إذا ارادوا إرسال مندوب إلى دار المقيم السياسي في الخليج ومع ما يلزم من الوسائل ويبقى هنالك للقيام باعماله مع دار المقيم السياسي وللحكومة البريطانية إذا شاءت إرسال مندوب عنها إليهم على نفس المنوال وو سيضيف المندوب توقيعه إلى توقيع الشيخ في الورقة (السجل) التي لسفنهم والتي تحتوي على طول السفينة وعرضها وحمولتها بلاطنان ويجب أن يجدد توقيع المندوب سنويا هذا وسيكون جميع هؤلاء المندوبين على نفقه الطرف الذي ينتمون إليه.
(المادة 7) إذا لم تتوقف أي قبيلة أو جماعة عن النهب والقرصنة فان جميع العرب المتصالحين سعملون ضدهم حسب طاقاتهم وظروفهم وسيجري اتفاق بهذا الخصوص بين العرب المتصالحين والبريطانيين عندما يحدث مثل هذا النهب والقرصنة.
(المادة 8) ان إعدام الناس بعد تسليم اسلحتهم هو عمل من أعمال القرصنة وليس أعمال الحرب المعترف بها فاذا أقدمت على ذلك العمل قبيلة أو جماعة ما سواء كانوا مسلحين أو غير مسلحين بعد أن يكونوا قد سلموا اسلحتهم فستعتبر مثل هذه القبيلة قد خرقت الأمن وسيشترك العرب المتصالحون في العمل ضدها مع الإنجليز وان شاء الله فان الحرب ضدها لن تتوقف حتى يعاقب أولئك الذين ارتكبوا تلك الفعلة والذين امروا بها.
(المادة 9) ان حمل الرقيق سواء كانوا رجالا ام نساء ام أطفالا من سواحل أفريقيا أو غيرها وتقلهم في السفن هو نهب وقرصنة وان العرب المتصالحين لن يقوموا بعمل من هذا القبيل.
(المادة 10) لسفن العرب المتصالحين التي تحمل العلم الانف الذكر ان تدخلموانئ بريطانيين موانئ حلفاء بريطانيين مادامت تستطيع الدخول ولها ان تبيع وتشتري هناك فاذا هاجمها مهاجم فان الحكومة البريطانية ستهتم في هذا الأمر.
(المادة 11) ان الشروط المتقدمة ستكون مشاعة لجميع القبائل وللاشخاص الذين يتمسكون بها فيما بعد على هذه الصورة.
حررت في راس الخيمة من ثلاثة نسخ ظهر السبت 8 يناير1820م وعليها وقع المتعاهدون في الأماكن والتواريخ التالية
وقعت في راس الخيمة بعد تحريرها جرانيت كير
حسن بن رحمه
شيخ خت والفيلة وسابقا رأس الخيمة
قضيب بن أحمد الزعابي
شيخ الجزيرة الحمراء (جزيرة زعاب)
وقعت في راس الخيمة يوم الثلاثاء 11 يناير1820م
شيخ أبوظبي
شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان
وقعت في راس الخيمة يوم الثلاثاء 15 أبريل 1820م
شيخ الرمس – ضايه –
حسن بن علي بن عبد الرحمن العنزي
وقعت في الشارقة نيابة عن محمد بن هزاع بن زعل شيخ دبي يوم الجمعة 5 فبراير1820م
زايد بن سيف بن محمد
نيابة عن الشيخ محمد بن هزاع
وقعت في الشارقة ظهر الجمعة 4 فبراير1820م
شيخ الشارقة
سلطان بن صقر القاسمي
وقعها في الفيلة الأربعاء 15 مارس 1820 م
الكابتن ج.بيرنت تومسون أحد ضباط الحملة البريطانية ومترجم الحملة وكاتب اتفاقية 1820م بالغة العربية
شيخ عجمان
راشد بن حميد
وفي الفيلة نفس اليوم وقعها
شيخ ام القيوين
عبد الله بن راشد
نسخة من المعاهدة العامة مع العرب المتصالحين تحمل توقيعات الذين اشتركوا وقدمت موقعه بامضائي وختمي
و. كرانت كير
ج. ب. تومسون
و في نهاية النص العربي للمعاهدة وردت هذه الفقرة:
إذا بعد هذا حصل اشتباه من معني بعينه أو جزء من نص الشروط في هذه المعاهدة سواء كان النص الإنجليزي أو النص العربي فالنص الإنجليزي موثق به للتوضيح وله الصفة القاطعة.(وهو كما ينص في المعاهدة المعاصرة في النص الإنجليزي هو المعتمد والملزم في حالة حصول أي اختلاف حول فقره أو تفسير).
و في شهر شباط من نفس العام بعث الجنرال برسالة إلى حكومة بومباي يعلمها بانتهاء كافه العمليات العسكرية، وعندما وصلت نصوص المعاهدة إلى بومباي أصيبت حكومة بومباي بخيبة أمل إذ اعتبرت نصوصها تساهلا كبيرا من القائد البريطاني تجاه القواسم، وكان حاكم بومباي الجديد الفينستون قد أصدر تعليماته في نهاية العام الماضي لكي يعمل بها الجنرال كير ولكن تلك التعليمات لم تصل إلى كير في الوقت المناسب.
و كانت تلك التعليمات تنص على تدمير كل السفن العائدة للإمارات وان يسمح للطرادات والسفن الحربية البريطانية بالدخول إلى ميناء من موانئ الإمارات للتفتيش واخذ تعهد من الشخص الذي سيخلف حسن بن رحمه في حكم راس الخيمة آلة لاء التام لبريطانيا كما يجب إعادة الدويلات القاسمية في الساحل الشرقي (يقصد في الساحل الإيراني) إلى حكامها السابقين. ويجب ابقاء قوة بحرية هناك، كما يجب منع تصدير الاخشاب إلى القواسم لمنعهم من بناء اسطول جديد.
رسالة حكومة الهند إلى الجنرال كير
ارسلت حكومة الهند انتقادات إلى جنرال كير نصت على مايلي:
1 كان من الواجب ابقاء الشيخ حسن بن رحمة القاسمي والشيخ حسن بن علي بن عبد الرحمن العنزي في السجن، وعدم إطلاق سراحهما.
2 كان من الواجب عدم السماح للعرب ببناء الحصون والقلاع مستقبلا.
3 وكان من الواجب وضع نص صريح في المعاهدة يذكر ان السفن التي تتاجر بالرقيق سوف تتعرض للمصادرة.
4 كان من الواجب تقييد الشيوخ ببناء نوع واحد من السفن الصغيرة ليسهل على الطرادات اللحاق بها.
5 كان يجب منح سلطان مسقط السيادة على الخليج واستخدام بحريته لضبط الأمن في الخليج.
دافع كير عن المعاهدة التي عقدها موضحا انه إذ كان عليه ان يفرضعلى شيوخ القواسم اجراءات تكثر تشددافان ذلك كان يتطلب قيامه بمزيد من العمليات ومطاردتهم إلى الداخل، وهذايتناقض مع التليمات الصدرة إليه.
و هكذا راى الجنرال كير انه بالقضاء على قوة القواسم في المنطقة وعقد معاهدة السلم العامة مع شيوخ المنطقة تنتهي مهمة الحملة البريطانية الرابعة فاصدر أوامره إلى جزء من الحملة في اواخر شهر فبراير عام 1820م الإبحار إلى الهند مع بقاء حاميه تتكون من عشرين رجلا من رجال المدفعية وكتيبتين وسريتين من البحارة تحت قيادة الكابتن ب.طومسون في راس الخيمة إلا أن هذه الحامية غادرت راس الخيمة متوجهة إلى جزيرةقشم لاتخاذها قاعدة ليتمكن البريطانيون من السيطرة على الخليج العربي ومراقبة حركه الملاحة فيه والرد على كل من يخرق بنود معاهدة السلم العامة.
و قد أثار احتلال البريطانيون لجزيرةقشم معارضه شديدة من جانب الامبرطورية الفارسية بيد ان البريطانيون تجاهلوا هذه المعارضة وحصلو على الاذن من السيد سلطان حاكم مسقط الذي كان قد سيطر على الجزيرة في عام 1819م بإقامة القاعدة البريطانية على أساس ان الجزيرة تابعه له ولكن لم يستمر الإنجليز طويلا في الجزيرة حيث انسحبو منها في الأسبوع الأول من يناير عام 1823م رغبة منهما في ابقاء العلاقات الودية والطيبة مع الحكومة الفارسية حيث قامت الشركة بتخصيص ست قطع بحرية للشركة البريطانية للعمل في المطتقة.
من الاثار التي ترتبت على معاهدة السلم العامة
أن من الحقائق التاريخية الثابتة انه كانت لإمارات الخليج كيانات سياسية وذلك قبل بزوغ النفوذ السياسي للحكومة البريطانية في الخليج في بدايه القرن التاسع عشر. وعليه يمكن القول، من الناحية القانونية ان الإمارات العربية في الخليج كانت تتمتع بالاستقلال السياسي وصفات السيادة في العرف الدولي ان ذلك، وذلك قبل تغلغل النفوذ السياسي البريطاني في شؤون هذه الكيانات في القرن التاسع عشر. وحينما بدا النفوذ السياسي البريطاني يتغلغل في الخليج نتيجه لعقد المعاهدة العامة للسلام عام 1820م مع حكام الخليج فان الاستقلال السياسي والسيادة القانونية لهذه الإمارات قد تأثرت إلى حد كبير ولكنها لم تفقد تلك السيادة نهائيا، وأنما بقيت معلقه وموقوفه طوال الفترة الزمنية التي بسطت خلالها الحماية البريطانية على هذه الإمارات.
واضح ان المعاهدة تحتوي على التزمات من جانب واحد هو الجانب العربي دون أن تفرض أي التزامات بالمقابل على بريطانيا، فحتى المادة العاشرة من المعاهدة والتي تسمح للسفن العربية بالدخول إلى الموانئ البريطانية وموانئ حلفاءها، لا تفرض أي التزام على بريطانيا بحمايتها وانما تكتفي في هذا الصدد بالقول (فاذا هاجمها مهاجم فان الحكومة البريطانية ستهتم بالامر).
يتضح من دراسة هذه الاتفاقيات – وبقية الاتفاقيات التي سردت في الفترات القادمة. انها كانت تهدف إلى إنشاء تحالف بين إمارات الخليج والحكومة البريطانية عن طريق شركة الهند الشرقية التي منحت سلطة الاشراف على تطبيق احكام وأهداف هذه الاتفاقيات وهدف التحالف هو صيانة السلام في المنطقة وعدم مهاجمة السفن البريطانية ومكافحة الرقيق فالحكومة البريطانية خلال هذه الفترة لم تسمح ان تتدخل في الشؤون الداخلية للإمارات وانما كانت تنظر لها على انها حكومات مستقلة، والتي عليها ان تدرك ان السلطات البريطانية لن تتدخل في شؤونها الداخلية ما دامت ملتزمة بعدم مهاجمة السفن البريطانية أو التعرض لها والاضرار بالتجارة في مياه الخليج.
عمدت الاتفاقية إلى بت الفرقة والتمزق، بين الإمارات وغرزت وجود الكيانات الضيرة فنلاحظ ان عدد الشيوخ الذين وقعوا معاهدة السلم العام سبعة، وفي حين ان المساحة التي يحكومنها ليست بالكبيرة، حتى إمارةراس الخيمة فقد وقع عنها أربعة من سبعة وهذا امعانا في التقسميم. وهذا التوقيع عمل على خلق الفواصل والحواجز بين الإمارات واظهر إلى الوجود لأول مره في المنطقة أسماء مناطق على انها مستقلة ووحدة سياسية جديدة بينما كانت فيها مضى تشكل مع غيرها كيانا واحدا بغض النظر عن اختلاف العشائر الموجودة فكلهم أخوه بلا تمييز ولكن توقيع الاتفاقية اوجد الفرقة بينهم.
أعطت الاتفاقية الحق للسفن البريطانية في مهاجمة السفن العربية في الخليج والاستيلاء عليها اما بحجة التفتيش على رخصه والأوراق الخاصة بالسفينة، أو بحجة انها تحمل الرقيق وهذا كله لتحطيم القوة البحرية التجارية التي كان يتمتع بها العرب في تلك الفترة والتي كانت أكبر منافسة للتجارة البريطانية.
نزع اسلحه العرب الخليج ومنعهم من بناء سفن تصلح للحرب ومنع إقامة الحصون والقلاع كله يهدف إلى حرمانهم من ميزة الأمن خاصة ان الاتفاقية لم تنص على أن تقوم بريطانيا بحمايتهم صراحة وانعدام الأمن للإنسان يشكل عبئا ثقيلا ويعرضه للمتاعب خاصة إذا سافر للمناطق البعيدة وخطرة.
استمرت الأوضاع آمنع في منطقة ونفذ الجميع الاتفاقية. ولم يحصل خرق لبنودها سواء واقعة بناء الشيخ سلطان بن صقر القاسمي لبرج يرتفع ثلاثين قدما على ساحل الشارقة ولكن الكابتن فيثفول قدم بخمس سفن ودمرها، اما ما عدا ذلك فلم يحصل خرق للاتفاقيه الا حمل السفن للاوراق المطلوبة فلم يتم التقيد بها حرفيا لصعوبته.
في بداية كانون الثاني /يناير 1820، انتقل الميجور جنرال البريطاني “وليام جرانت كير” مع معاونيه من مقره في جزيرة قشـم على الجانب الفارسي من الخليج، إلى ميناء رأس الخيمة في الجانب العربي، ليأخذ هناك تواقيع شيوخ الساحل العُماني على “معاهدة السلام العامة” بينهم وبين بريطانيا.
أول من وضع بصمته على تلك الوثيقة بتاريخ 8/1/1820 كان شيخ رأس الخيمة الذي قاومت قبيلته القواسم وحلفاؤها ببسالة المحاولات البريطانية لإخضاعهم (1). صمد تحالف القواسم أمام حصار بحري وأمام حملات عسكرية متتالية شنتها بريطانيا في 1800 و1805 و1809 و1819، تحت حجج مكافحة القرصنة وتجارة الرقيق. آخر تلك الحملات أسفرت عن سقوط رأس الخيمة وتدميرها، ثم تدمير الموانئ الأخرى والحصون الساحلية التابعة للقواسم في الشارقة وأم القيوين وعجمان. وبعد قبول شيخ القواسم شروط تلك المعاهدة، استمر استدعاء رؤساء بقية قبائل المنطقة على التوالي إلى مقر إقامة الجنرال البريطاني لوضع بصماتهم على تلك الوثيقة… ووافقت بريطانيا لاحقاً على طلبات قدمها شيوخ قبائل أخرى، ومن بينهم حاكم البحرين، للانضمام إلى تلك المعاهدة.
أسست “معاهدة السلام العامة” في 1820 لحقبة الهيمنة البريطانية على بلدان الخليج العربي التي امتدت لقرنٍ ونصف القرن، والتي مهدت بدورها لحقبة الهيمنة الأمريكية الراهنة على المنطقة. وقد مرت المناسبة بصمت وتجاهل تامين من قبل اصحابها.
أظهرت بنود المعاهدة أن الاهتمام البريطاني كان محصوراً بتأمين الملاحة عن طريق فرض هيمنة إسطولها على مياه الخليج العربي ومداخله، ومنع أي طرف محلي من محاولة منافستها. ولهذا الغرض ألزمت بريطانيا الشيوخ المتصالحين بعدم السعي لبناء السفن الكبيرة أو محاولة إعادة بناء قواهم البحرية الخاصة، وبعدم تشييد التحصينات في المناطق التي يتواجدون فيها. مقابل ذلك حصل شيخ كل قبيلة من القبائل المتعاهدة على الأمان لنفسه ولقبيلته، كما ضمن حماية بريطانيا له من جيرانه بل ومن منافسيه داخل قبيلته ذاتها. وفيما يمكن اعتباره سابق لما يُسمى الآن بـ”التحالف الدولي ضد الإرهاب”، أعطت المادة السابعة من المعاهدة لبريطانيا الحق في دعوة جميع القبائل المتهادنة للمشاركة في “تحالف ضد القرصنة” والعمل وفق قابلياتهم ضد أي طرف لا يلتزم بنصوص المعاهدة.
غيّر البريطانيون اسم “ساحل القراصنة” كما كان يعرف حتى تلك المعاهدة، إلى “الساحل المتهادن” (دولة الإمارات العربية في الوقت الحاضر)
مقابل تركيز بريطانيا على تثبيت حقها المطلق في القيام بمهمات شرطي المنطقة الذي يحمي الملاحة التجارية في البحر العربي والخليج، فهي تركت ولفترة طويلة بعد 1820 لشيوخ القبائل المتهادنين مهمات تسوية أمورهم الداخلية، بما فيها تسوية النزاعات المزمنة بين تلك القبائل حول الزعامة وحول الحدود وآبار المياه ومناطق الرعي والصيد. لم يكن ذلك عبثاً بل على العكس. فمن جهة انشغلت تلك القبائل بنزاعاتها مع بعضها البعض، ومن جهة أخرى أتاحت تلك النزاعات لبريطانيا أن تتدخل وقتما تشاء لتقوية قبيلة ضد أخرى أو لتنصيب شيخٍ مكان آخر.
من اللورد كرزون إلى الرئيس ترامب
بعد مرور تسعين سنة على معاهدة 1820، قام اللورد “كرزون” بصفته نائب الملك البريطاني والحاكم العام في الهند، التي تخضع منطقة الخليج لإداراتها، بزيارة تفقدية لبلدان المنطقة. وفي الشارقة، على الساحل المتهادن، استقبل اللورد في سفينته وفداً من شيوخ القبائل، ضم شيوخ أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين، ليؤكد لهم أن الهيمنة البريطانية هي ضمانة السلم في المنطقة مثلما هي ضمانة استمرار حكم الشيوخ. فلا شك إنهم يتذكرون، قال اللورد، بأن الخليج كان منطقة “حرب ونزاع، وكان كل إنسان على الأغلب إما قرصاناً أو قاطع طريق…”. شدد اللورد على أن الأحوال قد تغيرت في المنطقة بعد أن “أقامت الحكومة البريطانية، وبرضاكم أنتم، وصايتها على السلم بين القبائل، ونمت روابط سياسية بين حكومة الهند وبينكم، وأصبحت الحكومة البريطانية بمقتضاها سيدة عليكم وحامية لكم (…) ولذا يجب أن يستمر السلم في هذه المياه وعندها يمكن ضمان استقلالكم وبقاء نفوذ الحكومة البريطانية فوق كل نفوذ..
لا يمكن إنكار أن الخليج قد تغير كثيراً عما كان عليه تحت الهيمنة البريطانية. وإن حكام المنطقة قد تغيروا عما كان عليه أسلافهم في زمن الجنرال كير في 1820 وزمن اللورد كرزون في 1903. إلا إن أمراً أساسياً لم يتغير، ألا وهو اقتناع حكام الخليج العربي بأن أنظمتهم لا يمكن أن تستمر بدون حماية خارجية. وإن عليهم قبول دفع لأكلاف السياسية والمالية التي مقابل استجلاب تلك الحماية والخضوع لها.!!
الصورة الكابتن ج.بيرنت تومسون أحد ضباط الحملة البريطانية ومترجم الحملة وكاتب اتفاقية 1820م بالغة العربية
Discussion about this post