في مثل هذا اليوم 19 يناير1883م..
توماس إديسون يضع أول نظام إضاءة كهربائي في الخدمة.
قبل 141 عاما، تحديدا في مثل هذا اليوم من عام 1883، نجح رجل الأعمال المخترع الأمريكي توماس إديسون، في وضع أول نظام إضاءة كهربائي في الخدمة. حيث أحدث الضوء الكهربائي تغيرات كبيرة في حياة مئات الملايين من الناس حول العالم، وفقدت الشمس جزءا كبيرا من أهميتها باعتبارها ضرورية للعمل. وأصبحت المناجم وغيرها من الأماكن التي يتجمع فيها دخان الغاز أقل خطورة، وفقدت الجراحة عنصرا من عناصر الخطورة.
وأصبحت القراءة أسهل وأقل إجهادا للعيون من القراءة في ضوء الشموع أو المصابيح الزيتية، وتحسنت إضاءة الشوارع، ومن ثم قلت الجرائم، وقلت حوادث الطرق والدهاليز وآبار السلالم المظلمة. وأصبحت المسارح أكثر أمانا وأدعي للتسلية، وتحسنت جميع أنواع الملاحة بواسطة الأنوار الكشافة والمنارات، التي قدمت مساعدات قيمة. أما العمال الذين يعملون بالآلات، فزادت فرصهم في رؤية ما يفعلون.
وأحس الفلاحون أنهم أصبحوا آمنين على حيواتهم أكثر من ذي قبل، وحصل المهنيون مثل المحامين والكتاب والأطباء الذين يتطلب عملهم ساعات طويلة من الدراسة والبحث، على فائدة محققة. لقد اكتسب كل نوع من أنواع البحوث تقريبا فوائد جديدة، فهناك استكشافات في أعماق البحار مثلا ما كانت لتتقدم لولا الإضاءة المناسبة.
يرى البعض توماس إديسون رجل الإختراعات الذكي الذي قدم للبشرية أكثر من ألف اختراع، والذي أضاء العالم بمصباحه الكهربائي، والبعض الآخر يراه رجل أعمال ذكي ولص اختراعات محترف عرف كيف يحول الأفكار والاختراعات إلى آلات حقيقية مفيدة للبشرية. وبين هذا وذاك يبقى توماس إديسون أحد أعظم العقول البشرية على الإطلاق، والذي ساهم في تحقيق البشر لقفزات خارقة نحو الحضارة والعلم.
ــ قصة اختراع المصباح الكهربائي
حين مرضت والدة توماس إديسون مرضا شديدا، قرر الطبيب أن يجري لها عملية جراحية فورية، لكن هناك مشكلة لأن الوقت كان ليلا ولا يوجد ضوء كاف ليرى الطبيب ما يفعله في هذه العملية الجراحية الدقيقة، لذا أضطر للانتظار حتى شروق الشمس لكي يجري العملية. ومن هنا كانت البداية لاختراع المصباح الكهربائي، إذ أخذ إديسون يستمر في محاولاته وإصراره على اختراع المصباح الكهربائي، لدرجة أنه خاض أكثر من تسعة وتسعين تجربة فاشلة. وفي كل مرة عندما تفشل التجربة كان يقول: “هذا عظيم، لقد أثبتنا أن هذه أيضا وسيلة غير ناجحة للوصول إلى الاختراع الذي أحلم به”. وفعلا في عام 1879 أنار مصباح إديسون لتشع الوجوه بهجة بهذا الاختراع العظيم. واستمرت الزجاجة مضيئة خمسة وأربعين ساعة، وانتشر النبأ في الصحف أن الساحر إديسون حقق المعجزة، والناس ما بين مكذب ومصدق.
ولكن الحقيقة أن المصباح الكهربائي كان متواجدا بالفعل قبل إديسون، وعمل عليه أكثر من عالم ومخترع، ولكن تكمن عبقرية إديسون في أنه طوره وعدله ليكون صالحا للاستخدام والإنارة بشكل مستمر وفعال.
أسس إديسون شركة “إديسون للإضاءة” عام 1882 ليبدأ منذ هذا التاريخ في التحول التدريجي من مخترع عبقري إلى رجل أعمال يهدف إلى الربح أولا والسيطرة على مجال الإنارة والكهرباء والذي كان الاستثمار الأكبر في العالم في ذلك الوقت.
هكذا كان توماس اديسون قد أنجز أهم مخترعاته ــ المصباح الكهربائي ــ غير أن أهمية هذا اليوم إنما توقفت على فترة السنوات العشر التالية التي اخترع وحسن في أثنائها “ساحر منلوبارك” طائفة من الأشياء المطلوبة لتوليد وتوزيع التيار الذي يحتاج إليه المصباح الكهربائي.
ولقد اشتملت مبتكراته علي محركات وديناموات وفتائل أمان وصناديق توصيل، وغير ذلك من المعدات الكثيرة. وكان إتمام تركيب آلات مشروع بيرل ستريت بمدينة نيويورك في سنة 1881 أوج هذا العمل التطوري، إذ كان أول مشروع للإضاءة الكهربائية في العالم، لينتشر بعدها على نطاق واسع ليضيئ جنبات الكرة الأرضية بجهاتها الأربعة.!!
Discussion about this post