في مثل هذا اليوم27 يناير1967م..
احتراق حجرة قيادة المركبة أبولو مما أدى لمقتل رواد الفضاء الثلاث المتواجدين على متنها، خلال إجراءات التدريبات على المهمة أبولو 11.
برنامج أبولو (بالإنجليزية: Apollo program) هو برنامج طيران للفضاء قامت به وكالة ناسا بالولايات المتحدة الأمريكية وكان يهدف لوصول وهبوط البشر على سطح القمر. تضمن البرنامج ست عمليات هبوط على القمر مرشدة بين عامي 1969 و1972. جمع رواد الفضاء خلال رحلات أبولو نحو 382 كيلوغراماً من الصخور والعينات المترسبة من القمر وعادوا بها من أجل دراستها وتحليلها ومحاولة معرفة أصل تكوين القمر وعلاقته بتكوين الأرض.
بدأ المشروع في عام 1961 بواسطة الرئيس الأمريكي السابق جون ف. كندي. احتوت كل رحلة من برنامج أبولو من طاقم مكون من ثلاثة رواد فضاء. أول هبوط على القمر تم في رحلة أبولو 11 في يوم 20 يوليو 1969 وكان أول أنسان تطأ أقدامة سطح القمر نيل أرمسترونج وزميله إدوين ألدرن. انتهى البرنامج في عام 1974 بالقيام برحلة أبولو 17. سمي المشروع بهذا الاسم نسبة للإله الإغريقي أبولو.
أحد الأسباب التي أدت لبدأ المشروع هو المنافسة بين الولايات المتحدة الأمريكية مع الاتحاد السوفياتي حيث كان الاتحاد السوفيتي عام 1961 أول دولة تبعث إنساناً إلى الفضاء يدور حول الأرض وهو رائد الفضاء الروسي جاجارين. وكان ذلك في فترة الحرب الباردة. فرأى الكثير من الأمريكيين أنه يجب على الولايات المتحدة التسابق والتفوق على الاتحاد السوفياتي في مجال استكشاف الفضاء.
بدأ برنامج أبولو في بدايات عام 1960 خلال فترة حكم دوايت أيزنهاور، وشكل البرنامج عند تأسيسه تكملة لمشروع ميركوري والذي أرسل بواسطته أول رائد فضاء أمريكي للفضاء. وجاء برنامج أبولو ليطور قدرة الولايات المتحدة لنقل الرواد للفضاء، حيث كان هدف البرنامج هو نقل ثلاث رواد فضاء في رحلات دائرية في مدار الأرض مع إمكانية نقلهم مستقبلاً للقمر. وأطلق مدير ناسا آنذاك آبي سيلفيرستين اسم البرنامج مشتقاً من اسم الإله الأغريقي أبولو إله الموسيقى والضوء. وقد خططت وكالة ناسا لمهمات أبولو على الرغم من عدم التأكد من توافر التمويل المالي للبرنامج وذلك نظراً لعدم اهتمام الرئيس آيزنهاور بالرحلات الفضائية المأهولة.
في نوفمبر من عام 1960 انتُخِب جون كندي رئيساً للولايات المتحدة، وقد وعد خلال حملته الانتخابية بأن تتقدم الولايات المتحدة على الاتحاد السوفييتي في مجال الاستكشافات الفضائية، وقد وصف الرئيس التفوق الفضائي خلال حملته بانه مؤشر على سمعة الأمة وتطورها. كما حذر خلال الحملة من فرق في عدد الصواريخ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ووعد بأن تكون الولايات المتحدة الأولى والوحيدة في هذا المجال. وعلى الرغم من خطابات كندي إلا إنه لم يتخذ قرار بالموافقة على برنامج أبولو بشكل سريع، وذلك لجهله في تفاصيل البرنامج والميزانية الضخمة اللازمة للهبوط على القمر. وقد وافق كندي على طلب مدير ناسا جاميس إدوين ويب بزيادة ميزانية المؤسسة بمقدار 30% لتطوير صواريخ فضائية أكبر لبرنامج أبولو، لكنه أرجأ اتخاذ قرار في شأن البرنامج بشكل عام.
وبوصول يوري جاجارين للفضاء في 12 أبريل 1961 تعززت مخاوف الولايات المتحدة في تأخرها في السباق التكنلوجي مع الاتحاد السوفييتي. وفي اليوم التالي ناشد عدد من أعضاء لجنة العلوم والفضاء في مجلس النواب الأمريكي بزيادة الدعم المالي اللازم لضمان بقاء الولايات المتحدة الأولى في المجال الفضائي. إلا أن كندي كان حذراً في الرد على هذا الخبر ورفض بالإدلاء بأي تصريح للرد على السوفييت. وفي 13 من أبريل عام 1961 أرسل كندي مذكرة لنائبه ليندون جونسون يطلبه فيها بأن يتابع برنامج الفضاء الأمريكي والبرامج اللازمة لضمان تقدم الولايات المتحدة في المجال الفضائي. وجاء رد جونسون في اليوم نفسه، حيث جاء فيه أن الولايات المتحدة لم تكن تضع قدرتها الكاملة ولم تتوصل لإنجازات ممكن أن تجعلها الرائدة في الفضاء، وبينت المذكرة بأن تكون الولايات المتحدة أول من يرسل رحلة مأهولة للقمر.
أعلن الرئيس كندي تأييده لبرنامج أبولو في 25 مايو 1961 من خلال اجتماع مشترك مع الكونغرس الأمريكي:
«أولاً، أؤمن بأن على هذه الأمة الالتزام بتنفيذ الهدف -قبل نهاية هذا العقد-، هدف هبوط رجل على سطح القمر ورجوعه للأرض بسلام. لا يوجد مشروع فضاء واحد في هذه الفترة أكثر إعجاباً أو أكثر أهمية -على المدى الطويل- في الاكتشاف الفضائي، ولن يكون هناك مشروع بغاية الصعوبة أو كثير التكاليف لتحقيقه.»
الرئيس كندي يقدم خطاباً في جامعة رايس عن مشروع الفضاء الأمريكي في 12 سبتمبر 1962.
في لحظة إعلان كندي الذهاب للقمر كان هناك رائد فضاء أمريكي واحد وصل للفضاء (قبل أقل من شهر من الإعلان)، ولم ترسل ناسا أي رائد فضاء لمدار الأرض. كما شكك بعض موظفين ناسا من إمكانية تحقيق هدف كندي بالوصول للقمر. ولتنفيذ هدف الرئيس بإنزال رجل على السطح القمر قبل نهاية عام 1969 كان على ناسا تسخير قدراتها ومواردها (24 مليار دولار) في الإبداع التقني. شمل برنامج أبولو في قمة نشاطه ما يقارب 400,000 شخص ودعم أكثر من 20,000 شركة صناعية وجامعة.
برنامج أبولو نختار للذهاب إلى القمر في هذا العقد، كما نفعل أشياء أخرى، ليس لأنها سهلة، ولكن لأنها صعبة، لأن هذا الهدف سيساعد على تنظيم وتدبير أفضل ما لدينا من طاقات ومهارات، وذلك لأننا على استعداد لقبول هذا التحدي، ولسنا على استعداد لتأجيله، ونعتزم الفوز فيه، وغيره من التحديات… قبل سنوات عديدة سئل المستكشف البريطاني العظيم جورج مالوري ، والذي كان سيموت على جبل إيفرست، لماذا أراد أن يصعد عليه. وقال: “لأنه هناك”. كذلك، الفضاء هناك، ونحن ذاهبون للصعود إليه، والقمر والكواكب هناك، وآمال جديدة للمعرفة والسلام هناك. وكلما أبحرنا نحن نطلب بركة من الله على مواجهة المغامرة الأعظم والأكثر خطورة التي نفذها الإنسان. برنامج أبولو
نظام المهمة
منذ أن حدد الرئيس كندي هدف برنامج أبولو واجهت مخططي البعثة عدد من التحديات تتمثل بتصميم عدد من الرحلات التي تلبي هدف الهبوط على القمر مع تقليل الخطر على حياة الإنسان والتكلفة والطلب على التكنولوجيا ومهارات رائد الفضاء. أخذت بالاعتبار أربعة خطط لنظام المهمة وهي:
الصعود المباشر: تنص هذه المهمة على أن تقوم المركبة الفضائية بالتوجه مباشرة إلى القمر والهبوط والعودة كوحدة واحدة. وهذا من شأنه أن تحتاج الخطة صواريخ إطلاق قوية جداً ولهذا تم التخطيط لصاروخ نوفا.
ملتقى مدار الأرض : تقوم هذه الخطة على إطلاق عدد من الصواريخ (قد تصل إلى خمسة عشر في بعض الخطط)، ويحمل كل منها جزء من المركبة الفضائية والتي تقوم بالالتحام كوحدة واحدة في مدار الأرض ثم تقوم المركبة بالنزول على سطح القمر.
ملتقى سطح القمر: إطلاق مركبتين فضائيتيين بشكل متعاقب، بحيث تكون الأولى غير مأهولة وتطير بواسطة النظام الآلي وتضم محركات للإطلاق من سطح القمر، بينما تكون المركبة الثانية مأهولة. وعند الهبوط على سطح القمر يقوم رواد الفضاء بنقل الوقود ومحركات الإطلاق من المركبة الأولى إلى المركبة المأهولة وبذلك يستطيع الرواد العودة للأرض.
ملتقى مدار القمر: تقوم الخطة على استخدام مركبة الإطلاق ساتورن 5 والتي تتكون من عدد من الوحدات. تقوم وحدة القيادة بالدوران في مدار القمر بينما تهبط الوحدة القمرية على سطح القمر ومن ثم تعود للالتحام بوحدة القيادة. وتختلف هذه الخطة عن باقي الخطط بصغر حجم المركبة القمرية وبذلك تقلل من الكتلة اللازم إطلاقها من القمر.
كانت خطة الصعود المباشر هي المفضلة لدى ناسا في بداية عام 1961، وذلك لخشية العديد من المهندسين أن الالتقاء والالتحام في مدار القمر سيكون في غاية الصعوبة. إلا أن بعض الباحثين -و منهم جون هوبلوت من مركز لانغلي للأبحاث- شددوا على أهمية قلة الوزن في خطة ملتقى مدار القمر، وأقام هوبلوت بين عامي 1960 و 1961 حملة من أجل اختيار خطة ملتقى مدار القمر كخيار صالح للبرنامج، وقام بتجاوز التسلسل الهرمي لدى ناسا وأرسل عددًا من المذكرات والتقارير بهذا الشأن إلى نائب مدير ناسا روبرت سيمانز طالبه فيها بعدم تجاهل الخطة.
قيام سيمانز بإنشاء لجنة جولوفان في يوليو 1961 بمثابة نقطة تحول في ناسا لوضع قرار البعثة. وعلى الرغم من أن هدف الجنة المختصة هو تقديم توصية بشأن مركبات الإطلاق لاستخدامها في برنامج أبولو إلا أن من المسلم به أن قرار اختيار خطة النظام المناسب للبرنامج كان جزءاً هاماً من هذه المسألة. وأوصت اللجنة في صالح استخلاص خطة هجينة بين ملتقى مدار القمر وملتقى مدار الأرض، ولعب هذا القرار -بالإضافة لعمل هوبلوت الدؤوب- دوراً هاماً في الترويج لإمكانية تطبيق هذا النهج. في أواخر 1961 وأوائل عام 1962 بدأ الدعم بالتزايد لهذه الخطة بين أعضاء في كالة ناسا للفضاء في مركز لندون بي جونسون للفضاء . أستغرق المهندسون في مركز مارشال لبعثات الفضاء وقتاً أطول ليقتنعوا بمزايا الخطة وجاء ذلك بإعلان فيرنر فون براون تأييده للخطة في مؤتمر صحفي في يونيو 1962. وكان إعلان قرار ناسا الرسمي لصالح ملتقى مدار القمر يوم 11 يوليو 1962. يرى مؤرخ الفضاء جيمس هانسن:
«دون أن تعتمد ناسا رأي الأقلية في عام 1962، لربما وصلت الولايات المتحدة إلى سطح القمر، ولكن يكاد يكون من المؤكد أنه لن يكون قد تحقق بحلول نهاية عقد 1960، الموعد المستهدف من قبل الرئيس كنيدي.»
وبالإضافة إلى ذلك، فإن اختيار أسلوب ملتقى مدار القمر أدى لنجاة رواد أبولو 13. فلولا وجود نظام مستقل لدعم الحياة في المركبة القمرية للقي رواد الفضاء حتفهم خلال المهمة.
في الذكرى السنوية الخمسين لحريق مركبة الفضاء «أبولو 1»، عرضت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، يوم الجمعة، المقصورة المحترقة التي حوصر فيها 3 رواد فضاء أثناء اختبار روتيني قبل إطلاقها.
ولقي رواد الفضاء الثلاثة فيرجيل جريسون وإدوارد وايت وروجر تشافي حتفهم حين ملأ دخان كثيف مقصورة الطاقم بالمركبة «أبولو 1» في السابع والعشرين من يناير (كانون الثاني) 1967.
ولم يتمكن الثلاثة من فتح المقصورة قبل أن يخنقهم الدخان.
وهرعت فرق الطوارئ لمكافحة الحريق على منصة الإطلاق التي كانت موجودة فيما أصبح الآن قاعدة كيب كنافيرال، لكنها لم تتمكن من إنقاذهم.
وتعرض المقصورة حاليًا في مركز كيندي للفضاء تكريمًا لرواد الفضاء الراحلين وللتذكرة بمخاطر الرحلات إلى الفضاء.
وقال رائد الفضاء السابق توم ستافورد في حفل افتتاح عرض المقصورة: «لو كان هذا الحادث وقع في الفضاء لما عرفنا قط ما حدث على وجه التحديد».
وأضاف أن وفاة هؤلاء «الأبطال العظماء الثلاثة ساعدت في إنقاذ واحد آخر على الأقل في رحلة وربما اثنتين».
واكتشف المحققون مشكلات في تصميم المركبة «أبولو» أدت لاشتعال الحريق، منها مشكلة في الأسلاك الكهربائية ووجود مواد قابلة للاشتعال في مقصورة الطاقم.
وأجرت «ناسا» عشرات التغييرات واستأنفت الطيران في أكتوبر (تشرين الأول) 1968، الأمر الذي مهد الطريق للهبوط التاريخي للمركبة «أبولو 11» على سطح القمر في يوليو (تموز) 1969.
وتعد مراسم يوم الجمعة واحدة من عدة أحداث يشهدها هذا الأسبوع تكرم فيها إدارة «ناسا» أيضًا طاقم مكوك الفضاء «تشالنجر» الذين قتلوا خلال عملية الإطلاق في 28 يناير 1986 ورواد المكوك كولومبيا الذين لاقوا حتفهم عندما تحطمت المركبة لدى إعادة دخولها الغلاف الجوي للأرض في أول فبراير (شباط) 2003.
وفي وقت الغروب، تجمعت عائلات رواد «أبولو 1» عند قاعدة مجمع الإطلاق على شاطئ البحر، حيث كان جريسون ووايت وتشافي يختبرون الكبسولة عندما اندلعت النيران.
وقال بوب كابانا، مدير مركز كيندي للفضاء ورائد الفضاء السابق لعائلات الضحايا: «من المهم حقًا أن نأتي معًا ولا ننسى من هم هؤلاء وبماذا ضحوا. بل الأهم أن نتذكر أننا لا نرغب مطلقًا في أن يتكرر ما حدث مرة أخرى».
وقال كابانا إن العرض الجديد يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية ثقافة عمل يشعر فيه الناس بحرية التعبير عن مخاوفهم. ووجد المحققون أن المشكلات الإدارية والاتصالات أسهمت في كل من حادثي مكوكي الفضاء.
وتستعد «ناسا» للعودة إلى إطلاق رحلات الفضاء المأهولة بطواقم إلى محطة الفضاء الدولية من خلال مركبات شركة «سبيس إكس» الخاصة وشركة «بوينغ» في وقت مبكر من عام 2018.
وقال كابانا إن «الدروس المستفادة من (أبولو 1) تعد مهمة للغاية من أجل نجاحنا في المستقبل، بل لا أرغب مطلقًا في أن يجري نسيانها. فقد وصلنا إلى القمر ليس على الرغم من (أبولو 1) ولكن بسبب (أبولو 1)».!!
Discussion about this post