في مثل هذا اليوم 5 فبراير1794م..
إلغاء العمل بنظام الرق في فرنسا من قبل حكومة الكونفونسيون.
بحلول يوم5 شباط/فبراير 1794، وافق “المؤتمر الوطني الفرنسي” (البرلمان) بشكل رسمي على بإلغاء العبودية عقب ضغوطات تعرّض لها من قبل “جمعية أصدقاء السود” (Société des amis des Noirs) وعدد من النبلاء الليبراليين
أقرت الثورة الفرنسية بشكل رسمي بإلغاء الامتيازات التي تمتّع بها النبلاء على مدار سنين طويلة، دون أن تتطرق بشكل واضح لمسألة العبودية، حيث رفض الجميع حينها تطبيق مبدأ المساواة أمام القانون على العبيد.
في السنوات التالية، شهدت المستعمرات الفرنسية في سانت دومينغ (Saint-Domingue) وغودلوب (Guadalupe) ثورات عديدة قادها العبيد المطالبون بالحرية. وبحلول يوم 4 شباط/فبراير 1794، وافق “المؤتمر الوطني الفرنسي” (البرلمان) بشكل رسمي على بإلغاء العبودية عقب ضغوطات تعرّض لها من قبل “جمعية أصدقاء السود” (Société des amis des Noirs) وعدد من النبلاء الليبراليين.
لم يستمر تطبيق إلغاء العبودية في فرنسا سوى 8 سنوات فقط، حيث جاء نابليون بونابرت مطلع القرن الـ19 ليعيد العمل بهذا النظام عقب نجاح انقلاب يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1799 وحصوله على منصب القنصل الأول. فعقب معاهدة أميان (Amiens) الموقعة يوم 25 آذار/مارس 1802 والتي أنهت حرب التحالف الثانية، تذوّق الفرنسيون لأول مرة طعم السلام بعد سنوات من الحروب التي تلت ثورتهم، كما استرجعوا بموجب المعاهدة مستعمرات توباغو والمارتينيك وسانت لوسي في الجانب الآخر من الأطلسي.
ومع عودة الاستقرار لفرنسا، اتجه نابليون بونابرت لإعادة هيكلة الاقتصاد الفرنسي وزيادة حجم الواردات القادمة من المستعمرات. وقد تسببت الحروب في تراجع حاد بمستوى إنتاج السكر، كما جاءت ثورة سانت دومينغ لتزيد من قلق المستعمرين الفرنسيين الذي شككوا في قدرة بلادهم على توفير الحماية لهم. كما أثار قرار إلغاء العبودية الصادر عام 1794 استياء العديد من القوى الأوروبية التي تخوّفت من إمكانية انتشار مثل هذه الأفكار إليها ودعت لردعها قبل فوات الأوان.
ولطمأنة القوى الأوروبية والمستعمرين الفرنسيين بالمستعمرات، وضع نابليون بونابرت مرسوم قانون يوم 20 أيار/مايو 1802 نصّ على إعادة العمل بنظام العبودية بالمستعمرات التي حصلت عليها بلاده عقب اتفاقية أميان وبممتلكاتها الواقعة وراء رأس الرجاء الصالح بجنوب القارة الإفريقية، أي بكل من “لا ريونيون” وجزر الـ”موريس”، ليفقد بذلك عدد كبير من ذوي الأصول الإفريقية حق المواطنة ورواتبهم.
من جانب آخر تعهّد نابليون بعدم إعادة تطبيق العبودية في غودلوب وسان دومينغ. لكنه وافق على عودة بلاده لتجارة العبيد بهدف نقل مزيد من الأفارقة نحو مستعمراته، ضارباً بذلك عرض الحائط كل القوانين الصادرة في هذا المجال عقب الثورة الفرنسية. خلال الأشهر التالية، أعاد نابليون بونابرت بالقوة تطبيق العبودية في غودلوب عقب الحملة التي قادها الجنرال أنطوان ريشبانس (Antoine Richepanse)، كما عرفت سان دومينغ حملات مماثلة انتهت باستسلام الفرنسيين واستقلال المنطقة مطلع سنة 1804 وتحوّلها لما يعرف اليوم بهايتي.
بسبب نابليون بونابرت، تخلت فرنسا عن أحد إنجازات ثورتها واضطرت لانتظار عام 1848 لتعرف زوالاً نهائياً للعبودية، حيث وقّعت الحكومة الفرنسية على مشروع قانون يوم 27 نيسان/أبريل الذي حصل بموجبه نحو 250 ألف من العبيد على حرّيتهم.!!!