في مثل هذا اليوم 6 فبراير2015م..
الحوثيون يصدرون إعلاناً دستورياً لحل البرلمان وتشكيل مجلس رئاسي، بعد انقلاب اليمن 2014.
حركة أنصار الله (كانت تسمى بحركة الشباب المؤمن)، هي حركة إسلامية سياسية شيعية زيدية مسلحة متحالفة مع إيران ضمن الصراع الإيراني السعودي بالوكالة، ظهرت في محافظة صعدة شمال اليمن في التسعينيات، وتتخذ منها مركزاً رئيسياً لها. عرفت إعلامياً وسياسياً باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها بدر الدين الحوثي الزعيم الديني للحركة.
تأسست الحركة عام 1992 نتيجة شعور أتباعها بأن الحكومة اليمنية تقوم بالتهميش والتمييز ضد الهاشميين. عرف عن إنتماء قادة الحركة وأعضائها إلى المذهب الزيدي؛ حيث يعتقد الشيعة الزيدية أن الحاكم يجب أن يكون هاشميا من نسل أهل البيت، وتقاد الحركة من قبل شخصيات هاشمية زيدية كاريزماتية وتستلهم وجودها من التراث الهاشمي الزيدي اليماني، ولا تعتبر الحركة نفسها تحدياً للحكومة اليمنية ولا مظهر محلي من مظاهر الهلال الشيعي العابر للقوميات. وقائد الحركة حالياً هو عبد الملك الحوثي ابن مؤسس الحركة بدر الدين الحوثي.
تشمل الأهداف المعلنة للحركة مكافحة التخلف الاقتصادي والتهميش السياسي للهاشميين في اليمن مع السعي إلى مزيد من الحكم الذاتي للمناطق ذات الأغلبية الحوثية في البلاد، حيث كان الأئمة الزيديين هم المسيطرين علي حكم اليمن لمئات السنين حتي ثورة 26 سبتمبر اليمنية عام 1962م، والتي أنهت المملكة المتوكلية وتحولت إلي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية . بدعم من مصر خلال حكم جمال عبدالناصر والقوميين العرب. كما يزعمون أنهم يدعمون جمهورية غير طائفية أكثر ديمقراطية في اليمن. جعل الحوثيون محاربة الفساد محور برنامجهم السياسي.
تستقطب جماعة الحوثي أتباعها الشيعة الزيديين في اليمن من خلال الترويج للقضايا السياسية والدينية الإقليمية في وسائل إعلامها، بما في ذلك نظرية المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية الشاملة و «التواطؤ» العربي. في عام 2003 ، أصبح شعار الحوثيين «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة علي اليهود، النصر للإسلام» العلامة المميزة للجماعة.
علاقة الحوثيين معقدة مع المسلمين السنة في اليمن. قامت الحركة بالتمييز ضد السنة لكنها جندتهم وتحالفت معهم. تحت قيادة حسين بدر الدين الحوثي، ظهرت الجماعة كمعارضة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي اتهموه بالفساد المالي الهائل وانتقدوا دعمه من السعودية والولايات المتحدة على حساب الشعب اليمني وسيادة اليمن. مقاومة لأمر صالح باعتقاله، قُتل حسين بدر الدين الحوثي في صعدة عام 2004م مع عدد من حراسه من قِبَل الجيش اليمني، مما أشعل فتيل تمرد الحوثيين في اليمن منذ ذلك الحين باستثناء فترة قصيرة، قاد الحركة أخوه عبد الملك الحوثي. واشتد القتال في اغسطس اب عندما شن الجيش عملية الارض المحروقة. ودخلت السعودية الصراع في نوفمبر 2008م عندما سيطر المتمردون الحوثيون على بعض الاراضي على حدودها.
شارك الحوثيون في ثورة 2011 اليمنية من خلال المشاركة في احتجاجات الشوارع والتنسيق مع جماعات المعارضة الأخرى، وانضموا إلى مؤتمر الحوار الوطني في اليمن كجزء من مبادرة مجلس التعاون الخليجي للتوسط في السلام بعد الاضطرابات، ومع ذلك، رفض الحوثيون لاحقًا بنود اتفاق نوفمبر 2011 لدول مجلس التعاون الخليجي التي تنص على تشكيل ست مناطق اتحادية في اليمن، زاعمين أن الصفقة لم تُصلِح بشكل أساسي الحكم وأن الفدرالية المقترحة «قسمت اليمن إلى مناطق فقيرة وغنية». كما خشي الحوثيون من أن الصفقة كانت محاولة سافرة لإضعافهم من خلال تقسيم المناطق الواقعة تحت سيطرتهم بين مناطق منفصلة. في أواخر عام 2014 أصلح الحوثيون علاقاتهم بالرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، وبمساعدته سيطروا على العاصمة وجزء كبير من الشمال. وفقا للأمم المتحدة فقد أدت الحرب الأهلية اليمنية بين الحوثيين المدعومون من إيران والحكومة الشرعية المدعومة من السعودية ودول الخليج لمقتل أكثر من 377 الف شخص بينهم عشرات الالاف من الأطفال بحلول عام 2021م، مما يجعل اليمن بها أسوا أزمة إنسانية في العالم.
صنفت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وماليزيا جماعة الحوثيين على أنها «منظمة إرهابية»، وفي ديسمبر 2020 ذكر بعض المسؤولين الأمريكيين عزم الولايات المتحدة تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية. وصُنِّفَ الحوثيين كمنظمة إرهابية في 11 يناير 2021 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو ولقي ذلك ترحيب واسع من قبل دول التحالف بقيادة السعودية والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
في “إعلان دستوري” صدر من القصر الرئاسي الذي سيطر عليه الحوثيون بالقوة في العشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت ميليشيا أنصار الله الشيعية التابعة للحوثيين الجمعة حل البرلمان اليمني وإقامة مجلس رئاسي من خمسة أعضاء، ما يعزز سيطرتها على اليمن بعد استقالة الحكومة ورئيس الجمهورية.
كما قررت المليشيا الشيعية أيضا تشكيل مجلس وطني من 551 عضوا سيحل مكان البرلمان.
وسيقوم المجلس الرئاسي لاحقا بتشكيل حكومة كفاءات وطنية لفترة انتقالية حددتها ميليشيا أنصار الله في الإعلان الرئاسي بسنتين.
وجاء في الإعلان “يتولى رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية مجلس رئاسة مكون من خمسة أعضاء ينتخبهم المجلس الوطني وتصادق عليهم اللجنة الثورية، في حين يكلف مجلس الرئاسة من يراه من أعضاء المجلس الوطني أو من خارجه بتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية وأن تتفرع عن اللجنة الثورية لجان ثورية في المحافظات والمديريات في أنحاء الجمهورية”.
ويلزم الإعلان الدستوري “سلطات الدولة الانتقالية خلال مدة أقصاها عامين بالعمل على إنجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية من مرجعيتي الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، ومنها مراجعة مسودة الدستور الجديد وسن القوانين التي تتطلبها المرحلة التأسيسية والاستفتاء على الدستور تمهيدا لانتقال البلاد إلى الوضع الدائم وإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية وفقا لأحكامه”.
وتمت تلاوة هذا الإعلان الرئاسي خلال حفل أقيم في القصر الرئاسي بمشاركة شخصيات قبلية وعسكرية ووزيري الدفاع والداخلية في الحكومة التي استقالت قبل أسبوعين، أي في اليوم نفسه الذي قدم فيه الرئيس عبد ربه منصور هادي استقالته.
وجاء الإعلان عن هذه القرارات غداة تعليق المفاوضات بين مختلف الفصائل السياسية للخروج من الأزمة الحالية بإشراف موفد الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر بعد فشل التوصل إلى اتفاق. وكان من المتفرض أن تتواصل هذه المفاوضات السبت، حسب ما أعلن المشاركون.
وكان الحوثيون دخلوا العاصمة صنعاء في العشرين من أيلول/ سبتمبر قادمين من شمال البلاد وسيطروا على الكثير من المباني الحكومية بالقوة ما دفع الرئيس والحكومة إلى الاستقالة.
ووسع الحوثيون سيطرتهم باتجاه وسط البلاد واصطدموا بقبائل سنية ومقاتلي القاعدة.!!