في مثل هذا اليوم 9فبراير1964م..
أول ظهور علني لفرقة الروك البيتلز في برنامج أيد سوليفان.
أحدثت فرقة “البيتلز” تغييراً في تاريخ الموسيقى منذ نشأتها في عام 1960، وشكّل وجودها ثورة في عالم الموسيقى، تاركاً إرثاً موسيقياً خالداً. فهي إحدى أكثر الفرق الغنائية تأثيراً، ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية مرات عدة بوصفها أكثر الفرق الغنائية مبيعاً في العالم. إذ كانت تبيع أسبوعياً ربع مليون تسجيل، ما اعتُبر سابقة في ذاك الوقت.
اليوم، في ذكرى الظهور العلني الأول للفريق البريطاني الذي ترك بصمة مبدعة في عالم الموسيقى الشعبية وتحوّل إلى ظاهرة اجتماعية، وبعد مرور 57 عاماً، يبقى له الأثر الأكبر في أوساط موسيقى البوب.
بين الموسيقى والثورة
تشكّلت فرقة الروك الغنائية عام 1960 في ظل نظام طبقي ووضع اقتصادي متردٍ، استطاع الشباب الأربعة جون لينون وبول مكارتني وجورج هاريسون ورينغو ستار الذين ألّفوها أن يكسروا النمط العام السائد في المجتمع البريطاني، وأن يحققوا نجاحاً باهراً من الإصدار الأول للأغنية المنفردة Love Me Do في عام 1962.
وفي التاسع من فبراير (شباط) 1964، أصبحت “البيتلز” الفرقة البريطانية الأولى التي تحقق نجاحاً في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد ظهورها العلني الأول في برنامج “إيد سوليفان” في نيويورك، الذي حضره نحو 73 مليون شخص. اعتُبرت عندها هذه نسبة المشاهدة الأعلى في البلاد.
اكتسبت الفرقة شعبية عالمية مع إصدار الألبوم الرسمي الأول Please Please Me. وفي أغسطس (آب) 1965، أقام الفريق حفلاً موسيقياً ضخماً بحضور 55600 معجب في نيويورك. وسجّل حينها رقماً قياسياً جديداً لأكبر جمهور يحضر حفلاً موسيقياً.
كما شاركت الفرقة حينها بأول أفلامها السينمائية في الولايات المتحدة الأميركية بعنوان Hard Day’s Night، ثم تلاه فيلم Help في عام 1965، فمنحت حينها الملكة إليزابيث الثانية أعضاء الفرقة جائزة الشرف M.B.E في قصر باكنغهام.
نجاحات متتالية استطاع أن يحققها الفريق سواء في ألبوماته التي حصدت أعلى الأرقام من حيث المبيعات، أو في الحفلات الغنائية الضخمة التي أقيمت، فنالت شهرة عالمية. وأصبحت من أكثر الفرق تأثيراً في تاريخ الموسيقى تاركة إرثاً موسيقياً راسخاً بعد مرور 57 عاماً.
سجل استثنائي من النجاحات
في الفترة التي قررت فيها الفرقة التوقف عن إقامة الحفلات الغنائية والتزام الكتابة وتأليف الأغاني، أنتج أعضاؤها ألبوم Sgt. Pepper’s Lonely Hearts Club Band الذي اعتبره النقاد تحفة فنية وصفحة مهمة في تاريخ الموسيقى. علماً أن لفريق “البيتلز” 13 ألبوماً غنائياً ومشاركة في 5 أعمال سينمائية. وأُدرج 11 ألبوماً من 13 للفرقة ضمن قائمة “أفضل 500 ألبوم” في تاريخ الموسيقى الصادرة عن مجلة “رولينغ ستون”، وكانت 4 منها في ترتيب العشر الأولى.
مجلة “تايمز” فرقة “البيتلز” إلى قائمة “الأشخاص الأكثر تأثيراً في القرن العشرين”. للفرقة العدد الأكبر من الألبومات التي احتلّت المرتبة الأولى في المملكة المتحدة، وحافظت أيضاً على الصدارة لأطول مدة مقارنة بأي فريق آخر.
أسرار نجاح في مجتمع يتلهّف للتغيير
استطاع الفريق أن يكتسب شهرته من خلال خصوصية ميّزته عن أي فرقة غنائية أخرى. كانت البداية مع أعمال متمرّدة على النظام الطبقي السائد. وذهب أعضاء الفرقة بعدها باتجاه الحركة الهيبية، حتى شكلوا حركة ثقافية مضادة وثورة على كل ما هو تقليدي وسائد آنذاك في المجتمع.
وكان أثرها في المجتمع كبيراً إلى درجة أنها أحدثت تغييراً واضحاً في الذهنية السائدة وفي عادات فئة الشباب وثقافتهم. فكان الشباب في ذاك الوقت بحاجة إلى مثال ينقل ثورتهم وغضبهم في هذه المرحلة العمرية وفي هذه الحقبة. وجاء “البيتلز” لينقل أفكارهم، ويمثّل الأمل الذي يبحثون عنه.
انطلاقاً من ذلك، نشأ مفهوم “البيتلمانيا” بين عشاق الفريق البريطاني الذي سلك طريقاً مختلفاً خاصاً به خالف فيه كل ما كان متعارفاً عليه. شكّل نقطة فارقة في تاريخ الروك والموسيقى الشعبية حين نشأ في حقبة كان العالم بأمس الحاجة إلى أمثاله.
من جهة ثانية، لم يكتف أعضاء “البيتلز” بالغناء مثل الفرق التي سبقتهم، بل كانوا يكتبون أغانيهم ويعزفونها ويغنونها، فقدموا مثالاً للشمولية في الفنانين الذين يجمعون ما بين الفن والأدب والثقافة. ولعلّ هذا ما أسهم في تميّز أغاني “البيتلز” ببعد واقعي أقرب إلى الناس، وتحديداً فئة الشباب.
وتميّزت ألبوماتهم بالعمق، فكانت تغوص في معاني الحياة والهدف من الوجود، ما ساعد على بقائها خالدة محفورة في الذاكرة، ومن أشهر أغانيهم Come Together وLet It Be وYesterday وIn My life وI want to Hold your hand.
افترق أعضاء الفريق في عام 1970، وحينها استمر كلّ منهم بإصدار ألبومات منفردة، إلا أنّ الانفصال شكّل ضربة قاسية على عشاقه. لكن على الرغم من مرور أكثر من 50 عاماً على تفرقتهم، لا تزال موسيقى “البيتلز” الأكثر شعبية، ولها أثر كبير في أوساط موسيقى البوب. فأتى ذلك مخالفاً للتوقعات بأن يستمر نجاح هذه الفرقة الرائدة بعد أن سلك أعضاؤها طرقاً مختلفة.
بقيت الفرقة على قمة الفن وتعتبر من أكثر الفرق الموسيقية مبيعاً مع أغان ناجحة عشقتها أجيال عدة متتالية، فعادت وانطلقت حركة غنائية كبيرة من بعدهم مع ظهور فرق كالرولينغ ستونز والبيتش بويز.!!!!!!!!