شذرات من (المخفي) في التاريخ ..
د.علي أحمد جديد
جاء في (القبّالة اليهودية) :
إن للكون سبع مراحل تفصل بين بدايته ونهايته ، ويمكن اعتبار هذه المراحل دورات كونية ، مدة الدورة الواحدة منها سبعة آلاف عاماً ، تنقسم كل دورة منها إلى وحدات كونية أصغر ، مدة كل وحدة منها سبع سنوات ، وتقع في نهاية كل وحدة منها “السنة السبتية” (سابيتاه) . ويتحكم بكل دورة من الدورات الكونية السبع أحد الكواكب التي أوكلها الربّ “يَهْوَهْ” بحماية أبناء شعبه (المختار) ورعايتهم ، وعندما تحين الدورة الكونية السابعة يبدأ الربّ بتفكيك الكون وإعادته إلى حالته (الهيولية) التي كان فيها ، وتنشط (آسياه Asiyah) فتعمُّ الفوضى في كل العالم لتخلق نمطاً كونياً مغايراً ، في انتشار التسلّط ، والفقر ، والفساد ، والجوع .. والحروب ، وهو مابات سائداً اليوم في كل المجتمعات البشرية الموجودة على ظهر الكوكب . ولأن القَبّاليين يؤكدون أن الدورات الكونية هي من الظهورات العشر المنبثقة من (Sefirotic) – اشعاعات الربّ (يَهْوَه) – فقد كانت الدورات الثلاث الأولى كامنةً وخامدةً ، ولم تتحكّم بأي شيء من الكون الذي بدأ بمناظرة التجليات النورانية لشعب الربّ منذ الدورة الكونية الرابعة ليبدأ التاريخ الإنساني ، وحَلَّ إشعاع الفهم القبّالي (بيناه) ليتحكّم بالدورات الكونية التالية . وإن العالم اليوم بعد أن وصل إلى حالةِ القوّة والجبروت (جبوراه) تليه حالة (آسياه – الفوضى) التي ستحقق العدالة الصارمة لكل أرواح (الشعب المختار) وتعوِّضه عن كل ماعاناه منذ بداية الكون ، لأن تفسير هذه الدورات الكونية جاء في (التوراة) الخاصة بالشعب اليهودي وهي التوراة المكتوبة بالنار السوداء تحت التوراة المكتوبة بالنار البيضاء على لَوْحَيّ جوهر العهد ، وإن مدلول كلمات أسفار (التوراة) المنقوشة بالنار السوداء سيتيح حلول حالة السكينة (شاخيناه) من حضور الربّ وظهوره ، ورجوعها
– السكينة – من المنفى والشتات ، وسيتحقق في العالم ذلك الانتصار اليهودي الكبير والسيطرة اليهودية على العالم كله بقيادة المخلِّص (المسيّا) – كما جاء في “التلمود” – وهو الذي حَلَّ اليوم في (الصهيونية) ، التي تعمل للإعداد ولتجهيز معركة شرسة وفاصلة (هرمجدون) ، وتقوم بعدها (مملكة داود) الجديدة على أرض مملكة (إسرائيل الكبرى) .. وينتهي التاريخ .
_______________
من كتابي :
(القَبّالة و طوائف اليهود)
قيد الطباعة والنشر