جدلية القط والإمام بعد جدلية الزلزال وكورونا
بقلم : فرقد الأغا
♦️ أن ثنائية ” التهوين والتهويل ” لا تنفك تلازمنا ما دام قطب الأزمات ” الدينيين واللادينيين المتشددين” هما سادة العقل الجمعي، فما بين جدلية كورونا والزلزال والقط وغيرها نجد أنفسنا نعيش حقيقة مهزلة العقل البشري وسخافة الأفكار الغير مُجدية، عقول مأزومة أبتٌلينا بها !!!
(( ولكن من حقي أن استفهم وأنتظر الإجابات ))
♦️ هل يُعقل أننا بؤساء لدرجةٍ ننتظر ” قط الإمام ” لتُحسن صورة الاسلام أمام العالم ؟!
أم ننتظر من أمام جماعة أن يُحسن صورتنا بأننا أصحاب إنسانية ولسنا دعاة للأرهاب لأنه تعامل بودية مع قطته؟!
في حين يفترض أن يكون نبينا والرعيل الاول من تاريخ الاسلام هو من صدر صورة الإسلام دين رحمة وإنسانية؟!!
أي مسكنة تلك!!! وأي أفتقار وبؤس فكري ومعنوي نعيشه؟! حتى احتجنا لهذه القضية لأن نسوقها كدليل على أننا لسنا دُعاة للقتل وأن ديننا سمح؟!!
♦️ لا أعلم هل مُلاعبة القطة والمسح عليها دليل الإنسانية فهل هذه معايير الإنسانية ؟!!!
أننا نشاهد الكثير منا يرفق بالحيوان ويفتك بالبشر لأنه يراه مرتد أو كافر أو ضال ومنحرف ؟!
♦️ كم نحن بؤساء وتغمرنا عُقد النقص بأننا بحاجة لأن يحترمنا العالم وديننا ؟!
وهذا يعني أننا نُدرك بأننا أمة ليست محترمة وتبحث عن فرصة لأستجداء الاحترام بين الأمم؟! يا ترى لماذا نعيش هذا الشعور؟! ولماذا نجد أنفسنا مضطرين لتسويق فكرة أننا دعاة للإنسانية ومنها الرفق بالحيوان عسى أن نحظى بكلمات أحترام؟! هل هي حاجة لأرضاء نفوسنا المرهقة من عقد النقص؟!!! أم أننا نريد التغطية على تراثنا المشوه!!!
♦️ هل تظنون أن القط والإمام أنهت أزمة الحنق والغيض علينا؟!
ماذا تقولون لو جلسنا بضع دقائق مع هذا الإمام صاحب القطة وحاورناه بالغزوات وما حدث فيها من سبي و أنتهاك للأعراض بإسم الإسلام؟!!!
بماذا سيُجيبنا برأيكم ؛ حينما نستفهم عن عقيدة أرتكاب الجرائم وألصاق أفعال مُخلة بالأخلاق والشرف والتي لا تمت للإنسانية بصلة بشخص النبي؟!!!
هل تراه يقر ببطلانها ويرفضها لأنها ضد المثل العليا للإسلام ومنافرة للذوق السليم ونقيض الإنسانية؟!
أم سيستقتل بالدفاع عن نبي صُدرت مبادئه على أنه بدوي إرهابي يفتك بكل من لم يلتحق بدينه وينتهك الأعراض بأسم الدين وبذريعة الكفر ؟!!!!!
♦️ أرى أننا لسنا بحاجة لأن يرى العالم أو يصدق أننا أصحاب آنسانية حقا!! فهذا الفعل كاشفاً اننا نعيش شعور المتهم الذي يبحث عن فرصة لتبرئة ساحته!!فتراه يلجأ الى فعاليات بليدة !!! وهذا ما يؤكد أننا نعيش عقد نفسية تكاد لا تفارقنا والتي ما أن وجدت منفذاً ما كشفنا عنها !!
♦️ أن أردتم تصدير فكرة الاسلام المعتدل دين الإنسانية، هذبوا تراثكم من الحماقات والسخافات من أساطير وخرافات ومن لغة الإرهاب.
وعلموا أبنائكم قولا وفعلا أن دينهم يدعو للإنسانية حقا وصدقا، ودعوهم يقرؤن أن النبي لم يفتك بخصومه لأنهم لم يدخلوا دينه بل عفا عنهم ولم يُكرههم في أعتناق دينه!
وليقرؤا أن النبي صان أعراض خصومه؛ فلا يمكن أن تُقنع أبنك بأن نبيه رسول السماء زنا بسبية فقط لأن زوجها كافر فقتله وأستأثر بها لنفسه ، وكأن جُل همه إشباع غرائزه.
تصور المشهد زوجة فُجعت بأبيها وترى أمام عينيها كيف قُتل شريك حياتها ” زوجها ” بشكل بشع وتضطر لأن تضاجع رجلاً في نفس اليوم مُكرهة، أجنبي عنها، ولم تمضِ مدة على عدتها الشريعة بحسب ما مقرر بالشريعة الإسلامية، متغافلين عن علة العدة الشرعية !!! ومجبرة على قبول المضاجعة؛ في الوقت الذي لا يوجد ما يثبت أنها كانت راضية بشغف لمثل تلك العلاقة الحميمية بعد جولة الاقتتال وجريان الدماء وأثكالها بأحبتها!!!!!!!
ويأتي بعد ذلك فيدعوها وعشيرتها المُنتهك شرفهم والمسفوك دماءهم أن يدخلوا دينه قهراً !!! وتبتغي منه أن يؤمن بأن دينه عنونا للإنسانية!!! فأي إنسان عاقل يقبل بهذا المعادلة المثيرة للسخرية؟!!!
♦️ يا سادة نحن اليوم أحوج للتعقل ورسم منهجاً لعقلنة التراث والدين ونجد أنفسنا في غنى عن تسويق خطابات دينية ساذجة، لا تعود علينا إلا بكم كبير من السخرية.
فلو لم يكن بيتنا من زجاج لما أستهان به أحد وتجرأ على رميه بالحجارة وكلما رمى حجارة كسر طرفا منه .
♦️ حديثي عن الصخب الذي أحدثه البعض وأستثمره لتحقيق مآربه!!! وليس عن عفوية القط وتوادد الأمام معها، فيبدو هنالك أُلفة مُسبقة بينهما والموقف أكثر من عادي ولكنها أزمة النفوس والعقول تلاعبت بمسار المشهد .
♦️ أني على يقين سيوجه السذج كلمات التكفير لي ولامثالي لمجرد أننا ندعو للعقلانية وعقلنة التراث، راقبوا وستجدون من يتحدث عن الإنسانية ويتبجح بحادثة القط والإمام كيف يمارس دور الازدواجية ” النفاق ” .