قطر والسعودية ..
خرائط الطريق للمونديال !
حسين الذكر
لا اريد اجتر بعض مظاهر وانعكاسات ما حدث ببطولة اسيا التي اختتمت مؤخرا في الدوحة .. الا ان بعض مظاهرها تحمل طابع بحثي مهم للتعاطي مع البطولات وما له علاقة بكاس العالم سيما وان قطر فتحت ملف شهية العرب بما يتعلق بتنظيم المونديال .. ودخول المغرب والسعودية على الخط – باذن الله – للانتقال الى مرحلة ينبغي ان لا نكون منظمين فيها فحسب .. فالجانب الفني مهم والاقتصاد سلاح والامن ثقافة ووعي … وتعزيز الإدارة باحراز نتائج متقدمة لها قدرة افهام الاخر بما نحمل من مضمون فني لا يقتصر على حسن الضيافة والكرم كمسلمات عربية راسخة وستبقى .
قبل البطولة ولمختلف توقعاتها الإحصائية والفنية وحتى التنظيرية وربما التنجيمة منها لم يتوقع احد ما حدث يوم النهائي الاسيوي .. وما افرزته منذ أيام البطولة حتى منصات التتويج . فان خروج الخماسي الاسيوي الحاجز تلقائيا خمسة بطاقات تاهل لمونديال 2026 (اليابان وايران وكوريا الجنوبية وأستراليا والسعودية ) .. اظهر خلل ما ينبغي تلافيه وعدم ترسخيه في البطولات القادمة بما يضعف التجمعات الاسيوية ويحيل بينها وبين حسن الأداء وارتفاع المعنويات فضلا عن تحقيق الإنجاز العالمي كسلم متعالي ينبغي التحرك نحوه وارتقاؤه .
لست ممن يركزون على ما فعلته منظومة الفار والتوقف والاجترار بمضمونها حد التشكيك .. فذاك لا يعد تفكريا استراتيجيا نهضويا باعثا متجددا .. الأهم ان نبارك نجاح التنظيم ونقيم ورشات عمل اسيوية وجلسات بحثية لمن يجيد الخوض في هذا المضمار – الذي لا يعني اكاديمي – وكي لا يذهب التصور الى داخل قاعات ومراكز كليات التربية الرياضية حصرا .. فالمسئلة فكرية تكاملية اجتماعية اقتصادية وإدارية ومن ثم رياضية .
لذا آمل بضرورة البحث والتحري المؤسساتي المدعوم لدراسة ما حدث بالبطولات .. للوقوف على حقيقية ما جرى وتصنيف الافرازات وبحث الإنجازات والتوقف مليا بما يسمى المفاجئات .. للإفادة من الدروس والخروج بنتائج لا نريدها ان تبقى حبيسة التنظير والتاطير وتعاني اتربة الرف حد غرق الأرشيف ونفق الخريف .
ان بطولة اسيا 2023 كانت زاخرة بمواد البحث وضرورة تحري ما حدث ونقله الى الاتحادات الوطنية والقارية والعالمية كمادة اساسية تسهم بتطوير منظومة اللعبة والخروج من جلباب المستطيل الأخضر الى ميدان ومجالات الحياة الواسعة .. فنحن مقبلون – على عجل – لتنظيم المملكة العربية السعودية بطولة اسيا 2027 وما يعنيه ذلك من أهمية قصوى للبحث عن تاهل عربي لنهائيات المونديال – ليس كتحصيل حاصل – بل للاعداد والانطلاق والمشاركة الفاعلة بل وحتى الطموح لبلوغ المربع الذهبي او ما بعده .. سيما وان المغرب سبق لها ان اهدتنا فرحة تاريخية في الدوحة 2022 .. ونمتلك كعرب وكشرق اسيوي كامل المواد الاساسية لصناعة البطل .