فى مثل هذا اليوم 16 فبراير1815م..
نابليون بونابرت يغادر إلى منفاه في جزيرة إلبا.
تمر اليوم الذكرى الـ209، على نفى نابليون بونابرت إلى منفاه فى جزيرة إلبا، إذ تم نفيه إلى الجزيرة فى 16 فبراير عام 1815م، وتعرض الإمبراطور الفرنسى الأشهر، للنفى أكثر من مرة، الأولى كانت فى جزيرة إلبا والتى تم نفيه إليها فى مثل هذا اليوم، قبل أن يهرب منها بعد 10 أيام فقط من منفاه، قبل أن يتم نفيه إلى جزيرة القديسة هيلانة فى وسط المحيط الأطلسى الجنوبى بين أفريقيا والبرازيل، عام 1818، وهى الجزيرة التى شهدت نهاية الامبراطور الفرنسى الراحل.
قضى نابليون في جزيرة ألبا حوالى 10 أشهر، وكان حوله بعض عساكره الأقدمين، وكان يصل إلى هؤلاء من أقاربهم في فرنسا ما ينبئهم بقرب اليوم المنشود وهو يوم العودة، فكانوا يبلغون ذلك إلى نابليون، فاشتد تفكر نابليون بهذا الأمر وأخذ يدبر للأمر عدته.
ركب نابليون زورقا قام به من جزيرة ألبا إلى ناحية بجوار بلدة “كان” على الشاطئ وكان معه من رجاله الأقدمين 600 رجل وانضم إليهم 400 من أهل بولندا وكورسيكا، فلما بلغ مدينة جرينوبل انضم إليه 700 من جنود لويس الثامن عشر، وكان هذا الملك قد سمع بهروب نابليون فأرسل إليه المارشال “ناى” أحد قواد نابليون المشهورين، فذهب المارشال لملاقاة نابليون وأسره في قفص من الحديد كما وعد بذلك الحكومة الفرنسية، ولكنه إذ رأى وجه سيده المحبوب ورأى الجيش الذى معه يضطرب ويهز أجزاء السماء بدعائه “يحيا الإمبراطور” لم يسعه إلا أن يردد الدعاء مع الجنود.
وكان لهذا الدعاء قصة أنه لما التقى نابليون بهؤلاء الجند وعلم أنهم إنما أتوا للقبض عليه وقف أمامهم على ظهر جواده ثم قال: ” يا عساكر أسترليتز وابطال أوربا، هل جئتم لتقبضوا على قائدكم؟!” قالوا جميعًا بصوت المتحمس: “ليحيا الإمبراطور” ثم نادى عليهم نداءه المحبوب واجتمعوا وراءه في مشهد عظيم وكان الملك لويس قد غادرها قبل وصوله بساعة، وفى النهاية استطاع نابليون أن يعود إلى قصر ويباشر عمله بشكل طبيعى.
مرة أخرى وبعد هزيمة نابليون فى معركة واترلو عام 1815، تنازل عن عرشه واستسلم للبريطانيين، بدلاً من إعدامه وتحويله إلى شهيد، وضعه البريطانيون فى المنفى فى واحدة من أكثر الأماكن عزلة على وجه الأرض وهى جزيرة سانت هيلانة التى يسيطر عليها البريطانيون فى جنوب المحيط الأطلسي. مع حلول ديسمبر عام 1821، أي بعد حوالي أربع سنوات من وصوله إلى سانت هيلانة، أدرك نابليون أن نهايته أصبحت قريبة، لذا تصالح مع الكنيسة الكاثوليكية بعد أن كانت تسود بينهما علاقات مضطربة جدًا، وقدّم اعترافه للكنيسة وأتم طقوسه الدينية الأخيرة في 5 مايو من عام 1821 إلى أن مات عن عمر يناهز الـ 51.!!!!