في مثل هذا اليوم 19 فبراير1999م..
اغتيال محمد محمد صادق الصدر من قبل رجال مسلحين تابعين لحزب البعث وقيام انتفاضة العراق 1999.
مُحَمَّدٌ بْنُ مُحَمَّدِ صَادِقٍ بْنُ مُحَمَّدِ مَهْدِيٍّ بْنُ إِسْمَاعِيْلٍ الصَّدْر المعروف بـمُحمّد مُحمّد صادق الصدر أو محمد الصدر (23 مارس 1943 – 19 فبراير 1999م) (17 ربيع الأول 1362 – 4 ذو القعدة 1419 هـ) هو رجل دين ومرجع شيعي عراقي معروف، كان من مُعارضي النظام العراقي في فترةِ حكم حزب البعث العربي الاشتراكي وقد عُرِفَ بنشاطهِ المُناهض للنظام آنذاك.
ولد في 23 مارس 1943 في الكاظمية ونشأ في أسرةٍ دينية ضمّت علماء كبار منهم والده محمد صادق الصدر وجده لأمه آية الله العظمى محمد رضا آل ياسين وهو من المراجع المشهورين وتزوج من بنت عمه محمد جعفر الصدر ورزق بأربعة أولاد منها هم مصطفى ومرتضى ومؤمل ومقتدى
هو محمد بن محمد صادق بن محمد مهدي بن إسماعيل بن صدرالدين محمد بن صالح شرف الدين بن محمد بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين إبراهيم بن نور الدين علي بن علي نور الدين بن الحسين عز الدين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن أبي الحسن عباس تاج الدين بن محمد شمس الدين بن عبد الله بن جلال الدين بن احمد بن أبي الفوارس حمزة الاصغر بن أبي محمد سعد الله بن أبي أحمد حمزة الأكبر بن أبي السعادات محمد بن أبي محمد عبد الله بن أبي الحرث محمد الحارث بن أبي الحسن علي (ابن الديلمية) بن عبد الله بن أبي طاهر بن ابي الحسن محمد المحدث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي بن موسى بن إبراهيم المرتضى الأصغر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن السبط ابي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم.
دراسته وتدرجه العلمي
درس في الحوزة العلمية في سن مبكّرة حيث ارتدى الزي الديني وهو في الحادية عشر من عمره درس النحو على يد والده محمد صادق الصدر ثم على يد طالب الرفاعي وحسن طراد العاملي أحد علماء الدين في لبنان، ثم أكمل بقية المقدمات على يد محمد تقي الحكيم ومحمد تقي الأيرواني وقد دخل إلى كلية الفقه في 1957 ودرس على يد عدد من كبار علماءها وتخرج منها في دورتها الأولى عام 1964 م وباشر بتدريس البحث الخارج في عام 1978 م وكانت مادة البحث آنذاك من المختصر النافع للمحقق الحلي وبعد فترة باشر ثانيه بالقاء أبحاثه في الفقه والأصول ابحاث الخارج عام 1990 م وإستمرّ في ذلك متخذاً من مسجد الرأس الملاصق للصحن الحيدري مدرسه لتلك الأبحاث، ومن ارائه المشهورة موقفه من الشيخ الزاهد عبد القادر الجيلاني الّذي يقول فيه ردّاً على سؤال وجهه له الدكتور (أحمد ظفر الكيلاني – متولي الأوقاف القادرية) سنة 1994 أنّه رجل مصلح وتقي ووسطي وكان محبوباً ومحترماً من قبل العامة والخاصة ومن الطائفتين، مؤكداً على نسبهِ الحسني المتواتر، وهذا يدلل على إنفتاح الصدر على كافة المدارس الفكرية والفقهية في الإسلام واقفاً منها موقف الناقد البصير والمحقق المدقّق.
أساتذته
لقد درس على يد عدد من العلماء الشيعة الأصوليين الكبار ومنهم الخميني ومحمد باقر الصدر والخوئي والحكيم.
نشاطه الديني والسياسي
تصدّى للمرجعية الدينية وسعى للحفاظ على الحوزة العلمية في النجف، وقام بخطوات كبيرة في هذا المجال وفقاً لما تتطلبه الساحة الفكرية والحياة العصرية، وقام بإرسال العلماء إلى كافة أنحاء العراق لممارسة مهامهم التبليغية وتلبية حاجات المجتمع، وبادر إلى إقامة المحاكم وفق المذهب الشيعي، وتعيين العلماء المتخصصين للقضاء وتسيير شؤون أبناء المجتمع، واقام صلاة الجمعة وأمها بنفسه في مسجد الكوفة في النجف، وتعميم اقامتها بمدن العراق الأخرى رغم منعها في ذلك الوقت، مما وَلّدَ لدى النظام الحاكم في العراق الذي كان يرأسه الرئيس الراحل صدام حسين خوفاً من خطر مباشر على مستقبله، وشارك الصدر في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 كقائد لها لبضعة أيام، لكن سرعان ماتم اعتقاله من قبل السلطات. تم دعمه لاحقاً من قبل الدولة كمرجع شيعي عربي إبان الحملة الإيمانية.
وفاتهو انتفاضة العراق 1999
في يوم الجمعة الرابع من ذي القعدة الموافق 19 شباط 1999 وبينما كان الصدر برفقة ولديه مؤمّل ومصطفى في سيارته عائداً إلى منزله في منطقة الحنانة إحدى مناطق محافظة النجف، لاحقته سيارة مجهولة فاصطدمت سيارته من نوع ميتسوبيشي بشجرةٍ قريبة، وحسب التقارير والشهود العيان أنّ المهاجمين ترجّلوا من السيارة وأطلقوا النار على الصدر ونجليه فتوفي ابنه مؤمّل الصدر فورًا، أمّا محمد محمد صادق الصدر فقد جاءته رصاصات عدّة، ولكنه بقي على قيد الحياة، وعند نقله إلى المستشفى قُتِل برصاصة بالرأس، أمّا ابنه مصطفى فأُصيب بجروح ونُقِلَ إلى المستشفى من قبل الأهالي وتُوفِي هُناك مُتأثرًا بجراحه. في أعقاب مقتل الصدر، شهدت مناطق جنوب العراق، ومدينة صدام (مدينة الصدر حاليًا) اضطرابات ونزاعات عسكرية سُمِيَت بانتفاضة الصدر 1999 حيثُ هاجمت مجاميع من انصاره قوات الأمن ومراكز الشرطة ومقرات حزب البعث في الجنوب، متهمين حكومة صدام حسين بالضلوع باغتيال الصدر، رغم انه وخلال التحقيق معه بعد احداث غزو العراق عام 2003 من قبل جون نكسون محلل وكالة الإستخبارات الأمريكية نفى صدام قيام حكومته باغتيال محمد صادق الصدر، وقال:
«متى ما تخبروني عن مَنْ قتل محمد باقر الحكيم (رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والّذي قُتِلَ بعد أعقاب غزو العراق عام 2003) سأقول لكم مَنْ قتل الصدر. لقد تحدث بعض أعضاء حكومتي مع هذا الرجل (محمد صادق الصدر) وطلبوا منه الكفّ عن إثارة الناس ولم أسمع عنه شيئاً حتّى بلغني أنّهُ قد قُتِلَ. أمرت حينها بإجراء تحقيق خاص حول الحادث وتلقيت تقريراً من المخابرات العراقية مفاده أنّ مقتله تمّ نتيجة خلاف داخلي بين كبار قادة الحوزة».
وأصرّ صدام بأنّه لم يكن لديه أيّ دورٍ في أغتياله فيما تبنى علناً إعدام محمد باقر الصدر بتهمة العمالة لإيران وولاءه للمرشد الإيراني روح الله الخميني. إلا ان تلك الادعاءات لم تلقَ رواجاً وكانت غير واقعية خاصة في ظل تورط النظام بالهجوم على مقلدي الصدر في اليوم التالي لاغتياله بعد تجمهرهم في جامع المحسن في مدينة الصدر ببغداد حيث أدّت احداث جامع المحسن إلى مقتل ما لايقل عن 80 شخصًا من انصار الصدر برصاص قوات الأمن كما حكمَ على علي حسن المجيد والعشرات من اركان نظام البعث بالإعدام والسجن المؤبد بسبب عمليات تصفية واعتقالات وجرائم ابادة اعقبت اغتيال الصدر في محافظات البصرة وبغداد والناصرية والسماوة والنجف.!!