قراءة نقدية:العلكة
استهلّ الشاعر القصيدة بمشهد رحلةعلى عربة الكاليس اورحلة(ميزوفونيا) .
والميزوفونيا هو مرض متلازمة حساسية الصوت والمصاب بهذا المرض له حساسية على صوت المضغ وصوت العلكة ونقر القلم على الورقة …
أثناء الرحلة تكسّر الكاليس لثقل وزن الزوجة وهذا المؤشر نستشفه من اللوحة المصاحبة.
انها لوحة كاريكاتورية محكومة بالسخرية حدّ الضحك تتمثل السخرية من هذه الزوجة البدينة التي اكتنز شحمها ولحمها وفاض من كل جانب.
ومن جهة أخرى من انعدام التوازن في الوزن بين الزوجة والزوج ولعل لذلك دلالته في انخرام التوازن الاجتماعي وتفشّي الطبيقية.
كما ترمز اللوحة أيضا الى انعدام الذوق السليم لدى الرجل العربي الذي يميل الى المرأة التي امتلأت شحما ولحما وهي لا تبالي لا بجمالها البدني ولا بصحتها المهدّدة.
عند تعطّب الكاليس تسلّف الزوج دراجة عادية من جاره ليحمل زوجته الى المكان المقصود .
يبدو ان اختيار دراجة عادية كان مقصودا لأنها لا تحدث صوتا عند تنقلها يزعج زوجته المصابة بالميزوفونيا .
ان الشاعر يكشف عن المكان غير المكتمل في بداية القصيدةالذي قصدته الزوجة وهو الحمّام .
ان الشاعر يتهكّم من هذه المرأة التي لاتعرف مصلحتها وتقصد الحمام حيث تزعجها الاصوات التي يعجّ بها الحمام.
ان الشاعر وتعاطفا مع هذه المرأة اراد ان يوهمنا بانه يتغزّل بها وهي خارجة من الحمام لكن القارئ سوف لن يصمت ليتهكّم من ذوق الشاعر في الاعجاب وحبّ هكذا امرأة تثير الاشمئزاز ولا يمكن ان تحلو في عين صاحب ذوق سليم .
يبدو ان الشاعر توقّع سخرية المتلقي فانتشل نفسه من هكذا موضع سخرية أوقع فيه نفسه لذلك حوّل وجهة غزله من المسواك والفلج والحناء الى العلكة.
ان الشاعر استعمل العلكة التي هي مصدر متعة لماضغها وهو معنى قريب لايقصده الشاعر وانما يقصد معنى بعيدا وهو العلكة التي هي مصدر مرض وازعاج(الميزوفونيا)
ان الشاعر استخدم أسلوبا بليغا بامتياز يتمثل في التوْرية.
لذلك فالعلكة علكتان :
– علكة مصدر متعة وهو معنى قريب والشاعر لايقصده.
– علكة مصدر مرض وهو معنى بعيد والشاعر يقصده
ان الشاعر أراد أن ينتشل هذه المصابة حين أوهمنا انه استلذّعلكتها من فمها الى فمه وانما فعل ذلك ليُخرجها من متلازمة الميزوفونيا التي يُسببُها لها صوت مضغ العلكة.
لقد قدّم الشاعر مُؤشرات لغوية تشي بانه أراد أن يُداويها حين ركّز على الدواء فقال: وهذا الهوى كالدواء كما البلسم.
فشىء كعنقود دالية كالمدامة في حبة العنب
واكثر من ذلك فهو استخدم طباقا لفظيا(مرّ/حلو-الشهد/العلقم) انها مقابلة معنوية تجسّدت في ثنائية الحلاوة والمرارة وثنائية الشهد والعلقم.
انه يريد ان يدعم حلاوة الدواء والتي يجسدها الشهد ومرارة الداء التي يجسدها العلقم فيقول:”وحلو ومرّ كما الشهد والعلقم”
لذلك فالشاعر حمد حاجي قد استطاع ان يُوهمها بانه يتغزّل بها ليجعلها تخرج العلكة سبب الداء من فمها وتمدّها اليه عن طواعية.
لعل الشاعر يريد ان يقنعنا بأن المصاب بمتلازمة الميزوفونيا يستطيع ان
يعالج نفسه بنفسه بتجنّب أسباب المرض والوقاية خير من العلاج.
18/02/2024