☘️وقفة مع قصيد رحلة الـ(كاليس)
أو رحلة(ميزوفونيا)
ا—— فائزه بنمسعود ..
جميل هذا الابحار بمجذافين ..
رغما انك عنونته بوقفة لكنه غور بسحيق الكلام وبديع الاسلوب وعميق التحليل وجليل التأويل..
بورك حرفك
ارفع لك آيات التقدير والثناء دمت مبدعة..
النص
ا======
على عربة الــ(كاليس)
أو
رحلةُ (ميزوفونيا)
ا====قصيد / تفعيلة المتقارب فعولن=====
.
وأعددتُ (كاليس): مجرورة بالخيول
وسرنا كما الماشيَيْنِ على الماء
نمضي إلى السفح والنور والقمَمِ
.
أحثّ حصاني لأوصلها باكرا.. ونعود
وكنتُ انتظرتُ: تكسّر كاليسنا بالطريق..
.. وقلتُ طهورا.. أيا مُلْهِمِي.. !
..
تسلّفتُ من جارنا (موتُسِكْلًا)
ركبنا .. سلاما إلى أن وصلنا المكان..
وقلتُ طهورا.. أيا مٓيسَمي.. !
.
وخارجةً.. سُخنةً،
من بخائر حَمَّامِهَا
والضَّفَائِرُ تَلْهُو بمِسْكِ الفَمِ..
.
مُفَلَّجَةُ السّن،
مسواكها فائحٌ،
كبقايا غرامٍ على أطرَفِ المِبْسَمِ..
.
.. وساعدتها أن
حملتُ حَقِيبَتَهَا بِيَـدٍ،
وبأخرى تَشَمَّمْتُ حِنَّاءَ في مِعْصَمِ..
.
ومدّت إليّ بعلكتها من سخون الفم
فما أروع الحبّ.. نَمَّلَ جلدي ..
ودَبّتْ أَخَادِيرَ في أعظمي!
.
وهذا الهوى كالدواء كما البلسم
فشَيءٌ كعنقود دالية .. كالمدامة في حبة العنَبِ..
وحلو ومرّ كما الشهد والعلقم..
ا=====نص أ. حمد حاجي..=====
التحليل
ا======
شاعر يتزلّج على الحرف
لتمر المشاهد تترا
وبين الـ(كاليس)
والـ(موتسكلا)
يتم رسم هذه المشاهد
وبين الجولة في السفح والخروج من الحمام امهتد الزمن وأطال الهوى عمر هذا اللقاء
فلماذا القصيدة
موسومة بعنوانين؟
الاول (على عربة الــ(كاليس)
والثاني( رحلةُ (ميزوفونيا)؟
الاول عنوان عادي لان انطلاق الجولة
كان بوسيلة نقل عرفت بتاريخها الملكي كما عرفت بنقل العشاق في جولاتهم-مثلا- عبر التاريخ الفرنسي وحياة القصور الباريسية كان (الكاليس)
هو من سبر واكتشف خفايا الحدائق الباريسية ونافورات الماء المتدفق
كاليس أو (calèche)تجره الخيول وعلى وقع حوافرها المتباطئ حينا والمسرع حينا آخر تكتب قصص العشق والهيام على وقع الخَبب
وكم كان العشاق يكسبون فرصة للبقاء
وقتا أطول في الكاليس الذي هو عبارة عن غرفة معزولة عن الحوذي اي السائق إن جاز التعبير حيث يتساقون كؤوس الهوى بعيدا عن فضول العابرين والمترصدين
العنوان الثاني( رحلةُ (ميزوفونيا)
إذا كانت لفظة رحلة مفهومة فإنّ كلمة(ميزوفونيا) غير مألوفة
لنتعرف على معناها ونقاربها وبعدها قد نصل المعنى بسبب التسمية…
الميزوفونيا:هي حساسية انتقائية للصوت -والأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يصابون بمشاعر سلبيةمثل: القلق والغضب عند سماع بعض الأصوات ، كصوت مضغ الطعام، ومضغ العلكة، وصرير القلم عند الكتابة والطنين، والتنفس، وغيرها…(تعريف بتصرفي)
والأشخاص الذين تزعجهم بعض الأصوات وفي مقدمتها مضغ العلكةهم مصابون بمتلازمة (الميزوفونيا)أو متلازمة حساسية الصوت الانتقائية.
وتمت دراسة هذه الظاهرة في مطلع التسعينيات وأول من وصف هذا الشعور “بالاشمئزاز والغضب” تجاه أصوات معينة هما عالما الأعصاب الأميركيان: باول ومارغرت جاستربوف-وأطلقا عليه هذا الاسم-وأوضح الباحثان في 2001، أن هذا المرض لا يتوقف على حدة الصوت أو تردده، وأنه يتعلق بتجارب شخصية مرتبطة بصوت ما، قد يكون سببا لحالة من الإحباط والاشمئزاز والغضب،وحسب نظريتهما، فإن هذه المشاعر السلبية تتولد عند الاستماع لهذه الأصوات بشكل متكرر( منقول عن موقع ناشيونال ليبراري أوف ميدسين/
National Library of Medicine)
وقد صنف علم علم النفس هذه المتلازمة (حالة مرضية تستوجب العلاج)
هذا العنوان ( رحلةُ (ميزوفونيا)هل عبّـر بأمانة عن مضمون القصيدة ؟وحسب فهمي المتواضع هذا العنوان أحبط (متلازمة الميزوفونيا)
حيث جعل الشاعر من مَضْـغِ العلكة
موسيقى مريحة لأعصابه بل وتطربه لدرجه تمريرها من فم الحبيبة لفمه بكل حب وقد مزجت بالريق المخدِّر
(ومدّت إليّ بعلكتها من سخون الفم
فما أروع الحبّ.. نَمَّلَ جلدي ..
ودَبّتْ أَخَادِيرَ في أعظمي)
اذن لا ازعاج ولا انزعاج في الأمر سواء
أكان العنوان
(على عربة الــ(كاليس)
أو رحلةُ (ميزوفونيا)
والآن سأقف عند الصورة
ان الصورة المصاحبة للنص
رغم طابعها الكاريكاتوري المضحك
لدى البعض …هذه الصورة التي تعد في المعجم الجنسي (اللحم الأبيض المتوسط)جعلت المرأة كتلة من اللحم وتابعة لا تملك زمام القيادة
حيث ينطلق عليها المثل أجسام البغال وعقول العصافير
فتبدو وكأنها سبب المجاعة في العالم
وسبب اختلال توازن الكون
صورة تدخل في ثقافة ( الالهاء)
حيث ينشغل المتلقي بالصورة
وتأويلها وينسى وهج القصيدة المصاحبة وعمق معانيها وقدرتها على رصد جمالية المشهدية
لان القصيدة قد تصبح أمرا ثانويا جداإلى جانب(الصورة) التي ركزت على التطرف بين قطبي المعادلة
(امرأة—رجل)
لانها اهتمت بالمرأة كجسد فقط
خاوٍ من التفكير وهناك نظرية
تقول(البدانة تذهب الفطنة)
عكس النحافة التى ظهر عليها الرجل
مع (كبر الرأس) وهذا إشارة إلى موضع الفكر ورجاحته فهو العقل المدبر… وهو من تنير المعرفة طريقه حيث يحمل في السلة أمامه كتبا وأسفارا ،والمرأة وراءه كأنه يحول دونها والمعرفة…
صورة أثبتت تبعية المرأة وروجت(للذكورة المفرطة) والغرور
شكرا دكتور حمد الشاعر
وتحية لثورة قلمك المجدد والمتجدد.
بقلم الرائعة الاستاذة فائزة بن مسعود






