في مثل هذا اليوم 23 فبراير1944م..
قيام الاتحاد السوفياتي بتهجير قسري للشيشان.
ترحيل الشيشان والإنغوش المعروف أيضًا باسم آرداخ (في الشيشانية: Аардах)، هو النقل السوفييتي القسري لشعوب الفايناخ (الشيشان والإنغوش) القاطنين في شمال القوقاز إلى آسيا الوسطى في 23 شباط/فبراير عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية، إذ جرى الترحيل بعد حدوث تمرد في الشيشان عام 1940-1944، وجاء الأمر من قبل رئيس المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية لافرينتي بيريا بعد موافقة قائد الاتحاد السوفييتي جوزيف ستالين، جزءا من البرامج السوفييتية للتوطين والنقل القسري، التي استهدفت عدة ملايين من الأقليات العرقية غير الروسية لسكان أعضاء الاتحاد السوفياتي بين فترة الثلاثينيات والخمسينيات من القرن العشرين.
بدأ الإعداد للترحيل من تشرين الأول/أكتوبر عام 1943 على الأقل، بتحضير نحو 19000 ضابط إضافةً إلى 100000 جندي تابع لمفوضية الشؤون الداخلية الشعبية من جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي للمشاركة في هذه العملية. شمل الترحيل أمم بأكملها، بالإضافة إلى تصفية الجمهورية الشيشانية الاشتراكية السوفيتية ذاتية الحكم.
كانت العواقب الديموغرافية لهذا الإخلاء كارثية وبعيدة المدى؛ فمن بين 496000 شخص من الشيشان والإنغوش الذين جرى ترحيلهم، هلك ربعهم على الأقل. تُظهِر سجلات الأرشيف أن أكثر من مائة ألف شخص –بالمجمل- ماتوا أو قُتلوا أثناء عمليات الحشد والإجلاء، وكذلك خلال سنواتهم المبكرة في المنفى في الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية كازاخستان وقيرغيزستان، بالإضافة إلى جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية، حيث أُرسِلوا إلى العديد من معسكرات العمل في المستوطنات القسرية، وخلال ذلك الوقت بأكمله، كانوا تحت الإشراف الإداري لموظفي المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية.
استمر النفي مدة 13 عامًا، ولم يعد الناجون إلى أراضيهم الأصلية حتى عام 1957، بعد أن أبطلت السلطات السوفييتية الجديدة بقيادة نيكيتا خروتشوف العديد من سياسات ستالين، بما في ذلك ترحيل الأمم. وأشار تقرير محلي إلى أن نحو 432000 شخص من الفايناخ قد أعيد توطينهم في الجمهورية الشيشانية الإنغوشية الاشتراكية السوفيتية ذاتية الحكم بحلول عام 1961، على الرغم من أنهم واجهوا العديد من العقبات عند عودتهم إلى القوقاز، بما في ذلك البطالة وقلة أماكن الإيواء والصدامات العرقية مع السكان الروس المحليين.
عاد الشيشان والإنغوش في نهاية المطاف ليشكلوا الأغلبية في البلاد، ومع ذلك، ترك هذا الإخلاء ندبة دائمة في ذاكرة الناجين وأحفادهم، إذ يتذكر معظم الشيشان والإنغوش يوم 23 فبراير كيوم مأساوي، ويعتبر الكثيرون في الشيشان وإنغوشيتيا أنّ ذلك كان نوعا من الإبادة الجماعية، وهذا ما اعتبره البرلمان الأوروبي أيضًا في عام 2004.!!