في مثل هذا اليوم 27 فبراير2019م..
الإعلان عن فوز الرئيس النيجيري مُحمَّد بُخاري بِولايةٍ رئاسيَّةٍ ثالثة بعد أن تفوَّق على مُنافسه عتيق أبو بكر في الانتخابات التي جرت يوم 23 فبراير 2019 وحصد ما نسبته 55.6% من الأصوات.
أعلنت اللجنة الوطنية الانتخابية المستقلة في نيجيريا فوز المرشح المسلم محمد بخاري برئاسة أكبر بلد أفريقي من حيث عدد السكان.
ويأتي هذا الفوز بعد أن مني في الماضي بثلاث هزائم متتالية، الأولى في 2003 والثانية في 2007 والثالثة في 2011 أمام الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان.
محمد بخاري ليس جديدا في عالم السياسة، بل سبق له تولي الحكم عام 1985، كما تقلد مناصب عليا في المؤسسة العسكرية ولعب أدوارا هامة في صفوف المعارضة.
ولد محمد بخاري في عام 1942 في قرية صغيرة تدعى “دورا” تقع في ولاية “كاتسينا” شمال نيجيريا قرب الحدود مع تشاد.
التحق بعد ذلك بالجيش وعمره لم يتجاوز 19 سنة. ثم درس الفنون العسكرية ببريطانيا قبل أن يعود إلى بلاده ليقلد مناصب عسكرية هامة، إذ تم تعيينه في 1980 جنرالا ومسؤولا للقوات العسكرية النيجيرية.
“مجاعة محمد بخاري” بالنيجر
في عام 1983، شارك محمد بخاري في الانقلاب العسكري الذي استهدف آنذاك الرئيس شيهو شغاري المنتخب في عام 1979 ليتربع على السلطة إلى غاية 1985، وهو تاريخ تعرضه هو الآخر إلى انقلاب عسكري قاده جنرال آخر يدعى إبراهيم بابنغيدا.
ولم يترك الرئيس الجديد محمد بخاري صورة جميلة لدى النيجيريين خلال حكمه للبلاد من 1983 إلى 1985. فلقد تعامل مع المواطنين بالقوة والعنف وزج بالعديد من المعارضين السياسيين والعسكريين في السجون.
لكن الحادث الأليم الذي اشتهر به محمد بخاري، هو عندما طرد مئات الآلاف من مواطني النيجر الذين جاءوا إلى نيجيريا هربا من المجاعة التي عرفتها بلادهم ودول أخرى من غرب أفريقيا بين 1983 و1985.
ولايزال حتى اليوم يطلق على هذه المجاعة التي مست شرق النيجر اسم “مجاعة بخاري”.
بخاري وتحدي محاربة “بوكو حرام”
وللفوز بالانتخابات الرئاسية، تحالف محمد بخاري مع الرئيس الأسبق أوباسانجو الذي شغل منصب رئيس نيجيريا في 2003.
الرجلان اشتغلا سويا في الجيش وتمكنا من توحيد صفوفهما من أجل التغلب على غودلاك جوناثان.
وأمام محمد بخاري الذي يترأس حزب المؤتمر التقدمي المعارض تحديات كثيرة، أبرزها القضاء على الفقر الذي يمس شرائح اجتماعية كبيرة وذلك رغم الثروات النفطية التي تتمتع بها نيجيريا واستعادة الأمن والاستقرار في البلد، إضافة إلى تحد آخر مهم وهو القضاء على جماعة “بوكو حرام” الإرهابية التي لا تهدد استقرار نيجيريا فحسب بل كل الدول المجاورة لها، خاصة تشاد والكاميرون.
جوناثان يعترف بهزيمته
وجدير بالذكر أن محمد بخاري دافع خلال الحملة الانتخابية للرئاسيات في 2011 على فكرة فرض الشريعة الإسلامية في نيجيريا، لكن غير رأيه في 2015 ودافع عن فكرة حرية الاعتقاد الديني.
وعقب اعتراف الرئيس السابق غودلاك جوناثان بهزيمته، قال محمد بخاري: “إن “بلادي انضمت إلى مجموعة الأمم التي تبدل رئيسها عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة”، معتبرا أنه “حدث تاريخي”.
كما أشاد بالرئيس جوناثان الذي اتصل به لتهنئته داعيا كل النيجيريين إلى تقدير “صفات رجل الدولة” فيه.
وفاز بخاري بـ 53,9 بالمئة من الأصوات مقابل 44,96 بالمئة لمنافسه جوناثان.!!