الأديب ” منذر يحيى عيسى ” بين
“صراع المركز والأطراف في رواية :
“حلم مؤجل” للروائية فائزة داؤد
ـــــــــــــــــــ أحلام غانم
بحضور نخبة من الأكاديميين والعسكريين والإعلاميين والأدباء والكتاب والمثقفين نظم #فرع_طرطوس_لاتحاد_الكتاب_العرب يوم الأحد الموافق 10 -12 – 2023 ظهرية أدبية نقدية حوارية للشاعر الأديب “منذر يحيى عيسى ” رئيس فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب حول رواية الروائية فائزة داؤد (حلم مؤجل الصادرة عن دار الولاء لصناعة النشر في بيروت – لبنان عام 2021م، والتي جاءت على امتداد مئتي صفحة من القطع المتوسط وبطباعة أنيقة.
وأشار “عيسى” إلى أن العمل الأدبي لا يرتبط بالإيديولوجية عن طريق ما يقوله ، بل عبر مالا يقوله ؛ فالقار ئ لا يشعر بوجود الإيديولوجية في النص إلا من خلال جوانبه الصامتة الدالة ،أي نشعر بها في فجوات النص وأبعاده الغائبة هي الجوانب الصامتة وهي التي توقف عندها الأديب منذر يحيى عيسى ليجعلها تتكلم في قراءته النقدية الموسومة ب “صراع المركز والأطراف في رواية “حلم مؤجل” للأديبة فائزة داؤد.
في هذا الصدد أماط الأديب منذر عيسى اللثام عن الكثير من القضايا المسكوت عنها وأمسك بمجهر الباحث والمحلل ليكبر الصورة آلاف المرات حتى أصبحت مثل شاشة عملاقة يظهر من خلالها لعبة ” الديموغرافيا ودور الراوي الضمني في مضمون الرواية التي استطاعت الروائية (فائزة) بقول الأديب منذر:” اقتحام منطقة خطرة لم يتم دخولها كثيراً في الأعمال الأدبية، لأسباب عديدة منها:” الخوف من مواجهة واقع مظلم، أو عدم الرغبة في إثارة مياه راكدة، تحريكها قد يؤدي إلى انتشار روائح عفونة طال عليها الزمن، وبرأيي أن عدم إثارتها والدخول إلى مناطقها المظلمة، هي محاولة للإبقاء على حالة التوازن القائمة اجتماعياً، لكن الحرب الأخيرة على سورية أبرزت أن هذا التوازن كان هشاً وقابلاً للكسر عند أول مطبات تعترض مسيرة مركبة المجتمع.”
في هذا الإطار ، قد نوه الأديب منذر عيسى على “أن أحداث الرواية ككل المنجزات الإبداعية يساهم فيها خيال الكاتب بصنع هذه الأحداث وفق رؤيته ورؤياه وأهدافه وما يحمله من قيم ومبادئ ولكن في روايتنا هذه هناك بعض الأحداث الواقعية التي حدثت وشكلت مرتكزاً لأحداث أخرى افتراضية، حيث وظفتها الروائية بأحكام من أعطى للرواية مصداقية خاصة، وصفتها في مصاف الروايات الواقعية.”
ناهيك عن ذلك ، يعد التاريخ مرجعا تستقي الروائية منه حلمها ،وهذا الحلم هو السهم الذي ينطلق من الواقع لكي يكشف خفايا ومجاهل الأشياء ومنزلقاتها .
يمكن للرواية أن تفكك التاريخ وأن تطرح القضايا الكبرى بشكل أكثر تأثيراً من التأريخ أو غيره ،ومن البديهي أن يقدم “عيسى ” قراءة الرواية متناولا بها الصور السلبية أو السطحية ، والمناطق الحساسة في التفكير والعقائد والعلاقات الإنسانية مما سكتت عنه الأعراف والتقاليد الاجتماعية في رواية ” حلم مؤجل ” والتي تومئ برمتها إلى شيء يتوارى خلف السطح الظاهري للخطاب الروائي وتنحاز هذه الرواية للواقع والخيال والحلم والإبداع وتعدد الرؤى برأي الأديب “عيسى ”
لا سيّما ، استنطقت الروائية حقيقة الحلم المؤجل واستعانت بمجاهيل التاريخ ومنبوذيه لتحكي بلسان الواقع أن الصراع بين الأفكار والرؤى بين المركز والأطراف لم يتوقف وسيبقى مستمرا طالما الحياة مستمرة ، لأن الذات أصبحت مرتهنة بواقع جديد يحكمه الاستهلاك ، والتجارة المربوطة بتخطي الحدود وتسويقها ، وحوّلت كل شيء إلى ثقافة تسلية مدفوعة الثمن وخلف تجارة ثقافية بوصفها شبكات ذات مغزى موجهة غلى الثقافة الفرعية الدونية بغرض خلخلة هويتها .
خلاصة القول
استمدت الرواية قوتها في الأفق المنفتح على كل الاحتمالات والتوقعات ،إنها رحلة البحث في أفكار وأحلام المتنقلين بين الشوارع وهي ترجمان لتطلعات الأبطال المحوريين والمهمشين على حد سواء .
وعليه ، تعد الرواية عالما رحبا شاسعا ، زئبقي الماهية يتسع فضاؤه للبوح اللامحدود وتعد مقولة ” الرواية جنس لا قانون له ” واحدة من أفضل المقولات المتصلة بحقيقة صراع المركز والأطراف في رواية “حلم مؤجل” للروائية فائزة داؤد.






