قراءة نقدية:القصيدة بين الاغراء والاشتهاء.
القصيدة:”كأن بأثوابها..نموذجا”
الشاعر حمد حاجي(تونس)
الناقدة:جليلة المازني(تونس)
المقدمة:
تلتقط لنا عدسة كاميرا شاعرية الشاعر حمد حاجي لقطة اليوم مشهد اغراء واشتهاء بين المغرية والمشتهي .
فيما تمثل الاغراء الذي تولّد عنه الاشتهاء؟
القراءة النقدية: القصيدة بين الاغراء والاشتهاء
لقد شبّه الشاعر المرأة المغرية التي تتلاعب بأثوابها في حركتها بين التعرية والتغطية بحركة الدمى المتحركة التي يتحكم فيها محرّكها .
ان اختيار الشاعر مشهد الدمى المتحركة في هذه الحركة التي تقوم بها
هذه المغرية التي تتحكم في تعرية جسدها وتغطيته وفق شهوة المشتهي أضفى على المشهد حركية مشوّقة فيقول الشاعر:
وتنزل بنوارها كلما زهدت
نظرتي في هواها وترفعه
كلما….
ان هذا المشتهي الذي قد يكو ن الشاعر كنّى عنه ب”الحصى” لعدم تفاعله كالصخرة حين يغضّ نظره فهي تنزل ثوبها وترفعه كلما…هنا الشاعر ترك للقارئ فراغات نصّية قد يملؤها حسب السياق فترفع المغرية ثوبها كلما أمعن المشتهي النظر وهي تراقبه.
ويمكن للقارئ ان يملأه بما تمليه عليه قناعته كان يتوقع مثلا:كلما اقترب منها او كلما غمز لها بعينه او كلما ابتسم لها معجبا…
رغم نزوة الاشتهاء التي تستولي على المشتهي الا انه يخشى ان يكلمها والشاعريترك للقارئ مجالا للتاويل بوضع ثلاث نقاط …لعل القارئ يذهب الى ان المشتهي يخشى البوح لها بالاشتهاء او بالحبّ وكأني بالشاعر اراد أن يُعين القارئ حين جعل المشتهي يجد نفسه موزّعا يين الرغبة والرهبة .انها رغبة الحب ّ ورهبة الاشتهاء .
ان الشاعر يرتقي بهذا المشتهي لينتشله من نزوة الشهوة الجنسية الى نبل الحب ولعل الشاعر قد مهّد لنا بتعفّف المشتهي عند قوله “كلما زهدت نظرتي” .
بيد ان هذا التعفف قد لايصمد حين يستمرّ التواصل بينهما بلغة الجسد وتكسر له المغرية عينها وكسْر عينها هو حطّ من كبريائها يُذلّها ويُخزيها ويجعلها تخجل والشاعر يواصل لعبة الفراغات النصية التي تثير فضول القارئ ويتوقّع سبب كسر عينها الذي يجعلها تخجل.
ان القارئ قد لا يفوته ان هكذا مغرية بجسدها قد تعْرضُ جسدها للشهوة الجنسية.
ان الشاعر قد يدعم راي القارئ في تقديم هذه المغرية اغراءات جسدية جديدة حين تخيل ان بالحاجبين نديما والنديم هو الساقي في مجلس الشراب .
وهذا النديم يُهْرق ويصب بالشفتين اللمى واللمى المقصود هنا ليست السمرة المستحسنة في باطن الشفة بل يقصد به عذب الريق(القاموس المحيط)يقول الشاعر…لكأن بالحاجبين نديما
ويُهرق بالشفتين اللمى….
يواصل الشاعر قاعدة تشريك المتلقي من خلال الفراغات النصية فقد يتوقّع ان هذا المشتهي قد يسيل ريقه وقد يشتهي قبلة وتبدأ المغامرة مع هذه المراة المغرية والجريئة والمؤمنة بحقها في الشهوة الجنسية.
الخاتمة:
ان الشاعر حمد حاجي قد التقط لنا مشهدا متحرّكا محكوما بحركتي التعرية والتغطية للمغرية ومسكونا بنزعة الاغراء عند المرأة وبنزوة الاشتهاء عند الرجل وحتى عند المرأة…انه مشهد من اليومي رصده الشاعر وقبض عليه ونقله لنا مشكورا على هوسه بالتجديد وعلى ثورته الابداعية.
بتاريخ 04/03/2024