في مثل هذا اليوم 7مارس1902م..
حرب البوير الثانية: في معركة تويبوتش قام قائد بوير كوس دي لا ري بالحاق البريطانيين أكبر هزيمة منذ بداية الحرب.
حرب البوير الثانية ((بالإنجليزية: Second Boer War)، (بالأفريقانية: Tweede Vryheidsoorlog))، وتعرف أيضاً باسم حرب جنوب أفريقيا أو حرب الأنجلو بوير، يدعوها الأفريكان كذلك بحرب الاستقلال الثانية، هي حرب إمتدت من 11 أكتوبر 1899 إلى 31 مايو 1902، بين الإمبراطورية البريطانية وجمهوريتي البوير؛ جمهورية جنوب أفريقيا (الترانسفال) وجمهورية البرتقال الحرة، وانتهت بانتصار الجيش البريطاني.
تعتبر حرب البوير الثانية أكثر الحروب التي خاضتها بريطانيا نفقة في الفترة ما بين الحروب النابليونية والحرب العالمية الأولى، حيث كلّفتها حوالي 200 مليون جنيه إسترليني (تكافئ نحو 200 مليار جنيه استرليني بأسعار 2014)، رغم أنها لم تكن متكافئة القوى، فقد وصل تعداد القوات البريطانية خلال الحرب إلى 500,000، فيما لم يتجاوز تعدادهم في صفوف البوير أكثر من 88,000 مقاتل.
تعود جذور الحرب إلى فترة 100 عام من الصراعات بين الإمبراطورية البريطانية والبوير، الذين استوطنوا تلك الأرض منذ القرن السابع عشر. أبرز هذه الصراعات، والتي أججت التوتر بين الطرفين وأدت إلى اندلاع الحرب، دارت حول السيطرة على مناجم الذهب في منطقة ويتواترسراند في جنوب أفريقيا والاستفادة منه. في بداية القرن التاسع عشر، وخلال الحروب النابليونية، ألقت بعثة بريطانية مراسيها على السواحل الجنوبية للقارة الأفريقية، وتحديداً في مستعمرة الكاب، وبعد معارك دارت بين البريطانيين والبوير، حسم البريطانيين النصر في معركة بلاوبيرغ، فسيطروا على أراضي مستعمرة الكاب، محققين بذلك أهدافهم في زيادة رقعة إمبراطوريتهم وتأمين طريقهم الملاحي الرئيسي إلى الهند والشرق الأقصى، كما وقاموا بتشجيع هجرة المستوطنين البريطانيين إليها، والذين كانوا على خلاف دائم وعدم توافق تام مع البوير، بسبب رفض البوير لسياسات السلطات البريطانية، خاصة القوانين التي فرضتها بما يتعلق بقانون تحرير الرقيق والذي الصادر في 1 ديسمبر 1834، ما اضطر بالمستوطنين من البوير إلى الهجرة من المنطقة، فيما عرف بالرحلة الكبرى (بالإنجليزية: The Great Trek)، باتجاه الساحل الشمالي إلى إقليم ناتال، والذي بدوره تم احتلاله لاحقاً من قبل البريطانيين عام 1843، ما دفع بالبوير للهجرة مرة أخرى في اتجاه الغرب هذه المرة، حيث أسسوا دولتين مستقلتين هما جمهورية الترانسفال (والتي أعيد تسميتها بجمهورية جنوب أفريقيا لاحقاً) في الشمال وعاصمتها بريتوريا، ودولة البرتقال الحرة في الجنوب وعاصمتها بلومفونتين، وقد اعترفت السلطات البريطانية بالجمهوريتين عامي 1852 و1854.
كانت نهاية الحرب بتوقيع اتفاقية «فرينيجنج» Vereeniging في 31 مارس 1902 بعد أن تحقق النصر للقوات البريطانية، بمقتضى تلك الاتفاقية، صارت جمهورية جنوب أفريقيا «الترانسفال» ودولة الأورانج الحرة مستعمرتان تحت التاج البريطاني، وقد تضمنت الاتفاقية تعويضاً من بريطانيا بمبلغ 3 ملايين جنيه إسترليني لإعادة إعمار ما خربته الحرب، ووعداً بتوفير حكم ذاتي محدود للبوير مستقبلاً، وقد تحقق ذلك في عامي 1906 و1907.
كانت خسائر الحرب كبيرة على وجه العموم، فقد حصدت الحرب من الأرواح البشرية ما يقدر بـ 75000 قتيل، منهم 22000 من البريطانيين وحلفاؤهم حيث بلغ عدد قتلى المعارك 7894 بجانب 13250 ماتوا بسبب الأمراض و943 مفقوداً و22828 جريحاً.
أما البوير فقد قضى منهم 9098 منهم 4000 قتلى المعارك، كما قضى من المدنيين منهم 27927 في معسكرات الاعتقال معظمهم من النساء والأطفال، بجانب عدد غير معلوم من الأفارقة السود، كما تم نفي 24000 من البوير إلى خارج البلاد.
خرج العلم العسكري بالكثير والهام من الدروس المستفادة من «حرب البوير»، خاصة في مجال حرب العصابات وأساليب مقاومتها، فقد نجح البريطانيون في تحديد حركة العصابات وحرمانهم من كل مصادر الدعم بالاستهداف القاسي والحاسم لكل شيء أو شخص يمكن أن يعين العصابات، بالإضافة إلى استخدام غارات التخريب والقوات الراكبة والمباني المحصنة بجانب رد الفعل السريع على أي نشاط تقوم أو تنوي العصابات القيام به.
دخل البريطانيون الحرب وهم يجيدون فقط التعبئة التي كانوا يستخدمونها في «حرب القرم» على مستوى الكتيبة في شتى أنواع الأراضي، إلا أنهم لم يتدربوا بالقدر الكافي على مواجهة مقاتلين متخندقين في مواقع دفاعية غير تقليدية، ويتمتعون بمهارة عالية في استخدام الأسلحة الصغيرة.
على الجانب الآخر، اتبع «البوير» أسلوباً في القتال أثبت فشله في مرات سابقة، وهو أسلوب حصار المدن الذي أعطى الوقت الكافي للقوات البريطانية لتعزز قوتها، وكان تفوقهم العددي سبباً رئيسياً في كسبهم للحرب.!!!!!!!






