__رؤيتي في قصيدة (بفستان الحرير )
للشاعر الدكتورHamed Hadji
————————-
وكنتُ اشتهيتُ (حلا )
إذ تمرُّ أمامي
ولا حسنَ منها قَد اِحتَجبا..
وددْتُ أراوِدُها،
عند رابع يوم الصيام..
فأمري وحال الهوى غلبا..
تسيرُ،
گآلهة في المدار
وتمشي على الماء
تَخرِقُ الستر والحُجُبا..
فتفاحتان ورمّانتان
وبريق بأهدابها
أشعل النار بالقلب والتهبا..
تردّدُ:
اللهم إنّيَ صائمةٌ..
وتهرول هاربةً ويح حبي… كفى لعبا..!
وأرقدُ…
أخنس تحت الفراش
كمن غشّ أو غَضبَا..
تجيء
وترفع عني الغطاء…
كأنّه لاشيء قد نَشَبَ…!؟
– تقول:
تعالَ، ولا تتعجل…
لكل امرئ بالنهاية ما طلبا..
فبعد قليل
يؤذن للمغرب الصائمون
وتفعلُ ما كتَبَ..
كما الطفل،
تبقى تقبلني ..
فأفيق وأنسى الگآبة والتعبا..
ا==========
-لماذا صدر الشاعر يوميته الرابعة
بقولة جورج باتاي:
” أرغب موتا منك
أريد تدميري
في نزواتك المريضة”
هل لان هذه التي تتحرش به وتستفزه
في يوم رمضاني مريضة
تعاني من الانفصام؟تثير لواعجه وتتحج بقولها(إني صائمة)…
لوحة رمضانية أخرى تكشف ما قد يحدث داخل بيت من البيوت في يوم صوم …زوج صائم يقع بين مخالب إغراء (حلا) هذي التي ترتدي فستانا حريريا والحرير على الحرير مراوغ ومثير،
والشاعر غضّ البصر عن ذكر لونه لانه قد يكون في شوقه لضم حلا أصيب بعمى الألوان
والمفاجأة أن الحبيب من اشتهى الحبيبة ..حلا لا تتكلم وانما تمشي جيئة وذهابا في استعراض مفاتنها وهي متأكدة أن كل حركة تأتيها لها صدى في قلب الشاعر ولها وقع آخر على كله جسدا وروحا وريق الشوق غلّاب فكيف يصوم على حلا؟
وعروق قلبه تمتد معرشة في صدر حلا
شاعر ينفث لهاث اللوعةلدرجة التفكير في مراودتها:
وددْتُ أراوِدُها،
عند رابع يوم الصيام..
فأمري وحال الهوى غلبا..
عاشق أضناه الهوى لحد تأليه حلا
والآلهة يجوز لها ما لا يجوز للإنسان العادي لذا هي مباح لها الجهر بالعشق في كل لحظة حتى يوم صوم في رمضان وليس للحب أشهر حرم
فتفاحتان ورمّانتان
وبريق بأهدابها
أشعل النار بالقلب والتهبا..
فهو لا يبخل بتسريح النظر في مفاتن حلا تحت فستان الحرير وللفساتين
جاذبية لا يصمد أمامها الزاهد المتعبد
ولما لا يلقى تجاوبا من حلا يغضب وتماطل حلا وتعلل صدهابأنها(صائمة وتضرب له موعد لبعد الإفطار وتراضيه ومواعيدها قد تَصْدق وقد لا تَصدق على غرار(كلما قلت متى ميعادنا//ضحكت هند وقالت بعد غد)
يبدو الشاعر ( حمد حاجي) خبير بألاعيب الأنثى في الإغراء ومع ذلك يقع في شراك حلا
(فتفاحتان ورمّانتان
وبريق بأهدابها
أشعل النار بالقلب والتهبا)
هذا المقطع من القصيدة يكشف
عن التناقضات حبيب عاشق متعطش للوصال ومعشوقة متمنعة
حبيب يطلب ولا يدرك ولا ينال مبتغاه
فيلجأ لوصفها وصفا حسيا ماديا مرتبطا بمواضع الجمال البارزة لا الخفيّة والروحية لذا مثلت هذه الأبيات غزلا ماديا إباحيا
يذكر بإباحيات (عمر بن أبي ربيعة)
الذي يقول في (هند)
إِنّي رَأَيتُكِ غادَةً خُمصانَةً
رَيّا الرَوادِفِ لَذَّةً مِبشارا
مَحطوطَةَ المَتنَينِ أُكمِلَ خَلقُها
مِثلَ السَبيكَةِ بَضَّةً مِعطارا
تَشفي الضَجيعَ بِبادِرٍ ذي رَونَقٍ
لَو كانَ في غَلَسِ الظَلامِ أَنارا.
وصف الشاعر الوجنتين(تفاحتان) ووصف النهدين(رمانتان) وبريق الأهداب وللأهداف سحر لا يقاوم حيث اكتفى بوصف البادي من جسد
حلا
الشاعر يرسم لوحة عشق وشهوة قد تكون تكون عادية في الايام العادية
ولكنها في شهر رمضان يعد فيه هذا من المفطرات تبرق اللوحة أكثر وتشع
وتثبت لنا ضعف النفس البشرية التي
ترغب في الممنوع (وكل ممنوع مرغوب)
وأختم بهذه الابيات المنسوبة ليزيد بن معاوية او هي بالاحرى غير معروف قائلها
الهى خلقت الجمال لنا فتنة
وقلت لنا ياعبادى اتقون
وانت جميل تحب الجمال
فكيف عبادك لا يعشقون
كما اريد القصيدة المعارضة لها
للشاعرعمر بهاء الأميري
خلقت الجمال لنا نعمة
وقلت لنا ياعبادي اتقون
وإن الجمال تُقىً والتقى
.جمال ولكن لمن يفقهون
فذوق الجمال يصفي النفوس
ويحبو العيون سمو العيون
وإن التقى هاهنا في القلوب
وما زال أهل التقى يعشقون
ومن خامر الطهر أخلاقه
.تأبّى الصغار وعاف المجون
أخلص بأن للجمال سلطان ولمارد الإغراء جبروت والشاعر برقة إحساسه
هو الوحيد القادر على رسم لوحات الجمال في كل المواسم والفصول بعيدا عن المحظورات فالخيال حر طليق كطيف النسيم…
فائزه بنمسعود